همتك نعدل الكفة
35٬841   مشاهدة  

كوني ياسمين صبري أو هند صبري .. ويبقى الجمهور على حق

ياسمين صبري
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



لم أكن أصدق ما كان يرويه أخي الأكبر عن أستاذه بإحدى كليات الهندسة حين كان يأمر الطلبة بالجلوس بالصفوف الخلفية وإبقاء أول صف من المدرج الجامعي خصيصًا للطالبات، كان يبرر ذلك بأنه يحتاج لـ “خِلق تفتح النفس في وشه” كنت حينها لا أدرك تأثير النوع كونك (ذكر أو أنثى) على الحياة العملية وكنت أجهل السبب الذي يجعل أداء أحدهم الوظيفي وقراراته العملية تتغير بسطوة جنس أو نوع شريك العمل أيًا كان وضعه أو قيمته المهنية.

طبعًا باختباري الحياة يمكنني أن أضع تصنيفًا للنساء العاملات يقسمهن إلى ثلاث فئات، فئة من النساء تبالغ في بذل جهد مضاف في العمل لإثبات أن كفاءتهن هي السبب الوحيد في نجاحهن فلا يمتلكن الوقت لضمان عضويتهن في شلل تسند الضهر وقد يبالغ بعضهن في التأكيد على أن كونهن إناث لم يزد من فرصهن في النجاح بل على العكس زاد طريقهن وعورة لدرجة اكتساب البعض الصفات الذكورية كتغيير نبرة الصوت الناعمة إلى مستعارة أكثر خشونة، أو استخدام بعض الكلمات أو التوصيفات التي قد تعتبر ذكورية وقد تكون خارجة أو غير مقبول سماعها من سيدات، وفي النهاية تصبح سطوة النجاح ومهارات العمل هي أسباب استمرارهن كما هي أسباب العداوة.

 

وفئة أخرى على العكس تمامًا، تدرك أن مجرد كونها أنثى يعطها قيمة إضافية لدى السيد المدير، وعلى سلم التنازلات تتباين النساء في تلك الفئة من بين من تقدم ابتسامة إلى آخر الدرج حيث يقفن من يقدمن أنفسهن ثمنًا للوصول.

وبين الفئتين السابقتين تقع النساء اللاتي لم تأخذن موقفًا من الحياة العملية ولا المهنة غير عابئات إلا بالنواة التي تسند الزير وتساعد على المعيشة، دون أن يختبرن بحق النجاح الساحق أو المعارك المؤلمة أو حتى الفرص الحقيقية فلا هن على ثقة كاملة من كفاءتهن ولا هن متباهيات بحق بنجاحهن في اختبارات الحياة التي تضع أمام كثيرات فرصًا تبدو على غير الحقيقة طريقًا سهلة للوصول السريع والنجومية والثراء الفاحش، فلا تجد من معظمهن موقفًا مساندًا لمن شققن الطريق الوعرة بالعمل الجاد ولن تجدهن مدركات للثمن الباهظ الذي دفعته من صعدت السلم سريعًا أو بتعبير أدق سقطت.

منى زكي، حنان مطاوع وهند صبري لا خلاف على استحقاقهن التربع على عرش التمثيل والدراما، فنانات حقيقيات قبل أن يصبحن نجمات، تلك النجومية التي جاءت نتيجة التميز في مهنتهن وهي التمثيل، لديهن تاريخ طويل من الأعمال الفنية المهمة بخطوات باقية في الذاكرة، غير مشاركتهن في دعم قضايا اجتماعية والذي كان جزءًا أصيلًا من صورتهن الذهنية لدى الجماهير، وللمفارقة لقد فقدنا ثلاثتهن هذا الموسم.

فمنذ نجاح مسلسل هند صبري “حلاوة الدنيا” الذي عرض خلال رمضان 2017 لم تشارك هند في السباق الرمضاني وأحمد الله لأني من جمهورها على مشاركتها في فيلمي الكنز والفيل الأزرق.

أما منى زكي فقد غابت هي الأخرى لسنوات عن الشاشة الصغيرة والكبيرة بعد النجاح الساحق لمسلسلها الأخير “أفراح القبة” الذي عرض في رمضان 2016 وبعد ابتهاجي شخصيًا برؤيتها في موسم رمضان 2020 بـ “تقاطع طريق” إلا أن قرار منع تصوير المشاهد الجماعية والخارجية التزامًا بإجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا أخرج المسلسل من السباق الحالي.

ولقد سبقتها إلى ذلك الفنانة حنان مطاوع التي حازت على لقب أحسن ممثلة في موسم دراما رمضان 2019 عن أدائها الرائع في مسلسل ” لمس أكتاف” حيث أعلن فريق عمل مسلسل “كابول” الذي تشارك في بطولته حنان مطاوع كبار نجوم الدراما توقف تصوير العمل لمنع السفر والتجمعات ضمن إجراءات الوقاية والسلامة أيضًا.

 

على الجانب الآخر من الفن تحظى النجمات دينا الشربيني، ياسمين صبري وريهام حجاج بفرص جديدة لتصدر أفيشات مسلسلات نجحت في الوصول لشاشات العرض في رمضان رغم ظرف الكورونا ورغم حصادهن الدرامي عن الموسم الماضي!

الحياة عادلة فقط أعد قراءة المقال، فمن طرحن أنفسهن كفنانات بقين في قلوب الجماهير بموهبتهن وأعمالهن فقط، لن تجد تعليقًا على فستان اردته حنان مطاوع  نحن حتى لا نتذكر ما ترتديه ولا يهمنا أن تخرج هند صبري بشعر مجعد وملابس واسعة ووجه خالي من مساحيق التجميل تدعونا للمشاركة في دعم المتضررين والمحتاجين ومثلهن منى زكي، أما عزيزي القارئ من طرحن أنفسهن للإعلانات فهنيئًا لهن صدارة الأفيش لكن لا تلومني إن وجهت إحداهن لمكانها الصحيح.

إقرأ أيضا
عائلات أسرى الكيان الصهيوني

أنا فقط أطمح أو أطمع أن تتبنى الدولة فنانات حقيقيات على طريقة أمير كرارة “الدعم المطلق” وليكن باستحقاق فالصمود أمام رياح “ مشاهير الولا حاجة ”  ليس سهلًا على الإطلاق.

اقرأ أيضا

“نركسوس”.. أهان إيكو واستهزأ بها فقتلته الآلهة بالعشق

الكاتب

  • ياسمين صبري رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
204
أحزنني
13
أعجبني
151
أغضبني
31
هاهاها
35
واااو
29


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان