همتك نعدل الكفة
260   مشاهدة  

من وحي الحوار الوطني 04) لماذا نُحاسب على مشاريب العرب؟

الحوار الوطني
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



الاتفاق إن العروبة والإسلام “عنصرين” مهمين جدًا في الحوار الوطني .. “ضمن عناصر” ثقافتنا وهويتنا، كشعب أفريقي شرق أوسطي متوسطي ناطق بالعربية. ده التوجه اللي يضمن لنا إن (الإسلام والعروبة) يكونوا مصدر ثراء لثقافتنا، بالتالي عنصر ثقل للدولتنا.

إنما محاولة تغليب أي مكون على باقي مكوناتنا، هيكون له آثار عكسية.. مُفقرة لهويتنا ومهددة ليها، ومقلصة لنفوذ دولتنا.

علينا تطوير مناهج التعليم والخطابين الإعلامي والثقافي، ليتماشوا مع وضعنا كدولة أفريقية ناطقة بالعربية، شعبها يضم أمازيغ ونوبيين وقبائل عربية.. وقوامه الأساسي من الأقباط، اللي منهم المسيحي ومنهم المسلم.

مقطع من مداخلتي بجلسة الهوية في الحوار الوطني

أهلًا بيكم في رابع حلقات سلسلة من وحي الحوار الوطني، الحلقة دي هنستعرض أحد أخطر المشاكل اللي متورطين فيها بسبب إننا نقينا من وسط طيف الهوية المصرية، لون واحد هو الإسلام/العروبي، وردمنا ع الباقي.

فبقينا (الدولة والمجتمع) شايفين نفسنا امتداد لدولة المدينة مش دولة طيبة، وده بيشيّلنا حمولة تاريخية مش بتاعتنا.. حلوها لغيرنا ومُرّها علينا.

الحلو والمر.. بزيادة

الحلو بحكم الجغرافيا “طبيعية وسياسية” مش لينا، فمثلا ثقل موسم الحج روحيًا وسياسيًا واقتصاديًا مابيصبش عندنا. بالعكس.. ده موسم خروج عملة صعبة من البلد، خروج للعملة الصعبة بيقرب من حجم اللي بتقدر قناة السويس توفره في سنة كاملة.

المُر بحكم العدد وقوة الجيش.. نشيل إحنا، فنتحول لرقم مهم في صراعات أحفاد العرب الأوائل من صحابة وتابعين وتابعي التابعين، وفوق البيعة كمان.. نسدد ديون سلاطين التُرك الناتجة هزيمتهم في الحرب العلمية الأولى، في شكل أقساط استمرت لغاية سنة 1954.

والإرث العدائي للعرب متعدد، أو بالبلدي عدواتهم كتير، عداوتين رئيسيين مُضمنين في التركيبة الدينية نفسها، الأولاني مُستمد من النص القرآني وموجه ضد يهود شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي (وارد إنهيار سد مأرب، ما قبل الميلاد).

التاني بدء من الفتنة الكبرى في القرن السابع ومر بفتنة البترول (حرب الخليج الأولى والتانية) في القرن العشرين، ولسه مانتهاش لحد دلوقتي.

عركة مرجعيتها الصراع القرشي-القرشي بين ورثة النبي على السلطة من بعده، بس أخد شكل مذهبي خلال التاريخ (ممكن في حلقة جاية نرجع للنقطة دي باستفاضة).

وأظن واضح إنعكاس العدائين دول على علاقاتنا السياسية والمجتمعية حاليًا عامل أزاي.

كل واحد على … أبوه

محتاجين نتك ع العقل ونحل ملف الهوية ونعرف ونحدد إحنا مين عشان نشوف مصلحتنا ومانحَسبش على مشاريب غيرنا.

دولة قريش وحُكم الخلافة لينا مرمطنا شَر مَرمَطة، ولو فيه حسنة جت من ورا الخمستاشر قرن دول.. فهيبقوا القاهرة الفاطمية والآثار المملوكية، مانشلش بقى واحدة ونهمل التانية.

ليه نسمي نفسنا (جمهورية مصر “العربية”) ونبقى جزء من صراع عربي-فارسي مايخصناش؛ لإن مرجعيته صراع قرشي-قرشي جوه شبه الجزيرة؟، إحنا مالنا؟!

إحنا مجتمع غالبيته من الأقباط وفيه أقليات نوبية وأمازيغية وعربية بيتعاملوا كويس وليهم كافة حقوق المواطنة، داخل جمهورية مصر، الدولة العلمانية اللي بتضمن تكافوء الفرص والحقوق المتساوية لكافة مواطنيها، بالتالي تقدر تستغل كل مواردها فتتبنى مشروع زي إحياء مسار آل البيت.. وطبعًا يتفتح للرواد من كل العالم بدون تضييق على أساس مذهبي.

YouTube player

نفعها أكثر من ضررها

التوقف عن التورط في انحيازات المعسكر السُني/العربي مايخوفش لا سياسيًا ولا اقتصاديًا، أولًا نجوم المعسكر السُني مش هيعرفوا ياخدوا موقف عنيف ضدنا، خصوصًا وهمه دلوقتي عندهم توجه يصفوا الموضوع.

ثانيًا هنكسب مش مجرد باب سياحة جديد هيتفتح في مناطق جديدة بكوادر جديدة هتشتغل وسياح جداد هييجوا، وعملة صعبة هتتدفق على خزانة الدولة، إنما كمان فيه رؤوس أموال مقفول عليها هتقدر تيجي تخش السوق، وكل ما المجتمع بيخلص من الإرث الأصولي المرتبط بالفهم القرشي القبلي للدين، فمنبقاش محتاجين قوة من القسم تتحرك مع الأفواج السياحية ولا الاستاف يكشر في وش السواح عشان شايفهم “كفار ومنحلين”، فبالتالي يرجع السواح الغربيين ومن بعدعم أستثمراتهم.

ومش هنبقى مقلقين ننجز مشروع زي التجلي الأعظم ونستفاد منه اقتصاديًا وسياسيًا.

YouTube player

فصام.. وعداءات محلية

لما المصريين يبقوا شايفين الأقباط أخر، ده اسمه العلمي فصام، ولما نوصل لأزمات طائفية بتحصل.. تبقى فرولت خالص.

لما تكون رؤيتنا لنفسنا إننا أكثرية “عرب مسلمين” وأقليات “قبطية مسيحية” ونوبية وأمازيغية، دي مصيبة خطيرة جدًا، لإن الرؤية دي ليها عمقها وإرثها التاريخي اللي بيشكل منطلقاتها ونظرتها للعالم في المستقبل.

المصري المسلم مش حفيد “عمرو بن العاص” ورجالته، اللي جمعوا من خير وادي النيل المدد للحجاز، إنما حفيد الفلاحين اللي اتجمع منهم المدد (في صورة جزية وخراج) لغوث عرب الحجاز في عام الرمادة. بس في السكة من أياميها لدلوقتي فيه أجيال أسلمت، والأتنين فضلوا يدفعوا الجزية والخراج سواء كان الخليفة في المدينة أو الكوفة أو دمشق أو بغداد أو أسطنبول، ونسدد في ديون مش بتاعتنا لغاية سنة 1954م، مقابل حماية وهمية تنفيها الاحتلالات المتعاقبة.

YouTube player

فكونك بقيت مسلم، ده اختيار ديني أنت اللي خدته أو جدك الكبير هو اللي خده، المهم إنه مش نازل معاه إنك عربي، عشان تورث التعالي العربي على الأقباط والفلاحين، لإن أنت نفسك غالبا قبطي وحتى لو كنت نوبي أو أمازيغي فأنت حفيد فلاح مصري، والعرب الفاتحين/الغزاة همه اللي حولوا كلمة فلاح لشتيمة، بتعاليهم الفارغ.

فنقدر ننجز مشروع زي مسار العائلة المقدسة، ببساطة وبدون تشنجات فصامية.

YouTube player

ترتيب البيت

فيه قبائل عربية جت وستقرت، حصل.. ومصر لكل المصريين، لما تكون جمهورية مصر، دولة علمانية بتقف على مسافة واحدة من كل مواطنيها، الدولة مش هتكون منحازة للأكثرية القبطية (بمختلف معتقداتهم مسلمة، مسيحية، بهائية، بدون)، إنما هتكون دولة حديثة بتحترم تنوعها العرقي وثراءها الثقافي، فتعترف بالثقافات المحلية زي القبايل العربية والأمازيغ والنوبة.

إقرأ أيضا
الحوار الوطني

باختصار.. إحنا محتاجين لإعادة هيكلة تركيبتنا الهوياتية.

عشان مصلحتنا النفسية والاقتصادية والسياسية، تصوروا لو الدولة مش شايلة إرث محمد علي، اللي هي أطاحت بحكم أسرته بالقوة وبشكل عدائي.

فماعندهاش أزماتها مع النوبة، فنقدر ندشن لمشروع عالمي لإعادة النوبيين لقراهم، بتخطيط لبنا منطقة سياحة آثرية وثقافية وبيئية، مع باب للأستثمار في الزراعة الأورجانيك والطاقة الشمسية.

توضيح

كل ما سبق مردوده مش بس رواج اقتصادي ووأم مجتمعي.. يقوي النسيج الاجتماعي عشان مايفرولش، إنما كمان بيحقق مكاسب سياسية. كل مشروع من دول بيضيف ثقل للوزن السياسي للدولة.

هل وجود الحرمين مابيديش ثقل سياسي جماهيري للسعودية؟ ده اللقب الرسمي للمك “خادم الحرمين”. فلما يبقى عندي مزارات للصوفية للشيعة والسنة واليهود والمسيحيين، ده مش هيضيف لنا؟

وهذا هو الغرض من الحوار الوطني

خاتمة عن الهوية في الحوار الوطني

فإذا تخلى العرب عن ماضيهم الإسلامي فبماذا سيرتبط وعيهم القومي؟

د. محمد عابد الجابري – العروبة والإسلام.. والعرب

 

 

الكاتب

  • الحوار الوطني رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان