“من وحي سره الباتع” تفاصيل قتلى الحملة الفرنسية من الضباط في مصر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
فتحت أحداث مسلسل سره الباتع في الحلقة التاسعة منه سؤالاً حول قتلى الحملة الفرنسية من الضباط والجنود بعد أن أظهرت الحلقة ثورة الأهالي عليهم قبيل تنفيذ حكم الإعدام في حق حامد.
غياب الأرقام الرسمية عن ملف قتلى الحملة الفرنسية من الضباط في مصر
تاريخيًا فإن معرفة العدد الحقيقي لشهداء مصر ضد الفرنسيين وقتلى الحملة أمر صعب، رغم اجتهاد الكثيرين للوصول إلى الخسائر، فالدكتور محمد أحمد درويش في موسوعته عن رشيد قال بأن قتلى الحملة الفرنسية وصل إلى 26 ألف قتيل طوال 3 سنوات، فيما خسر المصريين 50 ألف شهيد.[1]
لا يُعْرَف على وجه الدقة إحصاء خسائر المصريين البشرية على يد الحملة الفرنسية وذلك لأن مصر لم تكن بعد قد عرفت فكرة الإحصاء.
فيما لا تتكلم المراجع الفرنسية عن خسائر الحملة البشرية سواءًا في الحقبة النابليونية أو حتى ما بعد فرنسا الجديدة، فقط اكتفت فرنسا بذكر أسماء أبرز جنرالات الحملة على قوس النصر ضمن جنرالات حروب فرنسا كلها.
القتلى وأنواع نهايتهم
هذه الأرقام المتضاربة والتي ربما يكون فيها مبالغة، لا تنفي حقيقة واحدة وهي أن فرنسا فُجِعَت في جنرالاتها من قتلى الحملة الفرنسية على مصر وسوريا.
وحتى يكون هناك انضباطًا في تحديد أسماء هؤلاء الجنرالات ينبغي تقسيم أنواع القتلى إلى نوعين :-
النوع الأول/ قتلى الحملة الفرنسية من الضباط على يد غير المصريين
وهو الضباط الذين قُتِلُوا في معارك لم يشترك فيها المصريين مثل معركة أبو قير البحرية في الإسكندرية وكان طرفها الإنجليز، وقد خسر الفرنسيين فيها من 2000 إلى 8 آلاف قتيل، ومن أبرز من قُتِل فيها «فرانسوا بول برويس ديغالييه، لوك جوليان جوزيف كازابيانكا، أريستيد أوبير دو بيتي ثوار»، أو الحملة الفرنسية على سوريا وعكا وقد خسر الفرنسيين عدد من القادة أبرزهم «ماكسيميليان كافاريلي، لويس أندريه بون»، أو معركة أبو قير البرية التي قُتِل فيها «إلزيار أوغست دومارتين» عام 1799م، أو الجنرال كليبر الذي قتله الطالب الأزهري السوري سليمان الحلبي في 14 يونيو عام 1800م.
النوع الثاني / قتلى الحملة الفرنسية من الضباط على يد المصريين
وهم نوعين الضباط الذين قُتِلُوا في مصر على يد شعبها في معارك وثورات، وهؤلاء هم موضوع التقرير؛ ونوثق لهم وفق الترتيب الزمني لقتلهم.
توماس بروسبر جوليان – 2 أغسطس 1798م
كان الضابط توماس بروسبر جوليان هو أول ضابط يتم قتله في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر، إذ لقي مصرعه في قرية السالمية يوم 2 أغسطس سنة 1798م (بعد شهر من وصولها).
قرر نابليون أن يغير اسم طابية رشيد التي أسسها الأشرف قايتباي وجعل اسمها حصن جوليان، ولا زالت تحتفظ بهذا الإسم في المراجع الفرنسية.
دومينيك مارتن دوبوي – 21 أكتوبر 1798م.
تولى دومينيك مارتن دوبوي منصب حاكم القاهرة، وقَتِل في أعمال ثورة القاهرة الأولى التي اندلعت في 21 أكتوبر 1798م وخرج إلى منطقة بيت القاضي وبين منطقة بين القصرين وباب الزهومة تجمع عليه ثوار القاهرة فضربوه برمح فكان النصل نافذًا إلى القلب ومات في لحظتها.[2]
جوزيف سلكوسكي – 21 أكتوبر 1798م.
كُلِّف جوزيف سلكوسكي من نابليون بونابرت بأن يتجه إلى محافظة الشرقية ليشارك في معركة الصالحية ويخمد ثورة أهلها.
عند عودته للقاهرة في ثاني أيام ثورتها استقبله المصريين عند منطقة باب النصر فأوسعوه ضربًا ثم تركوا ينزف ويلتهمه كلاب منطقة باب النصر، وقرر نابليون تغيير اسم جامع الضاهر وجعله على اسمه.
الكولونيل دوبليسي والضابط بوفاتييه – 2 إبريل 1799م
اندلعت معركة بئر عنبر التابعة لمركز قفط في محافظة قنا، بعد أن خسر الفرنسيين 35 قتيلاً في أبنود، ليقرر جيش فرنسا قمع كل ثورات قنا فتم البدء ببئر عنبر وكان الأهالي والمماليك فيها، لكن الفرنسيين فشلوا فشلاً ذريعًا وقُتِل منهم 44 قتيلاً و 20 جريحًا
القبطان موراندي – 3 مارس 1799م.
قاد موراندي دفة السفينة الفرنسية إيتالينا بالقرب من قرية بارود جنوب محافظة قنا والتي كانت تابعةً حينها لبلدة قوص وهي حاليا تتبع مركز قفط.
كانت السفينة راسية على الشاطئ الشرقي للنيل، فأطلق الأهالي الرصاص عليها ليقابلهم موراندي بالمدافع، لكن أهالي القرية كانوا كثرة فدخلوا السفينة وقتلوا 500 بحار وقرروا الاستيلاء على السفينة، ليرفض موراندي الاستسلام ويقرر نسفها بكل من فيها، وألقى بنفسه في النيل قبل نسفها لكن أهالي القرية عاموا وقتلوه.
[1] محمد عبدالرحمن، ضحايا الحملة الفرنسية في مصر .. أرقام تبحث عن مصادر رسمية، موقع اليوم السابع، 6 سبتمبر 2022م
[2] هناك ضباط آخرين قُتِلوا مع دوبوي ذكرهم الرافعي بأسماء لم نتحقق منها في المراجع الفرنسية وهم
«المسيو تستفيود، الرسام دوبري، الجراح روسل والجراح مانجان».
انظر:- عبدالرحمن الرافعي، تاريخ الحركة القومية، ج1، ط/4، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1374هـ / 1955م، ص289.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال