موتسارت طائر الشوك الذي شيع نفسه!
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد
هل سمع أحدكم عن اللحن الذي شيع به موتسارت نفسه؟
استوقفتني حكاية عن الموسيقار العظيم موتسارت حيث روى عنه أنه وهو على فراش الموت جاءه أحد تلاميذه وطلب منه أن يؤلف لحنا جنائزيا، ويكون هذا اللحن هو المشيع لجثمانه وكان موتسارت أول طائر للشوك بل أعظم من كل طيور الشوك عاش موسيقيا عبقريا أعظم من عزف في عصره وأعظم من شيع نفسه بنفسه.
وعلى الرغم من أن هذا الموسيقي العبقري لم ينل قسطا وافرا من العمر فقد ولد في النمسا في العام السادس و الخمسين من القرن الثامن عشر و توفي في نفس القرن في العام الواحد والتسعين أي أنه عاش خمسة وثلاثين عاماً فقط، إلا أنه استطاع ان يترك هذا الموقف وهذه العلامة و يمضي!
و لعله دار عقله في تلك اللحظات الأخيرة من حياته حول ما أحب في حياته فقرر أن يؤكد أنه عاش زمناً أحبه وواقعاً آمن به وشغفاُ لا ينتهي حتى وهو في طريقه إلى الموت ولعله كان يتحدى رحيله فقرر أن يبقى حتى ولو كان زائره الثقيل هو الموت!
أنا لا أفهم في الموسيقى على إطلاقها ولست هاوياً او مستمعاً دؤوبا لموتسارت أو لغيره من الأعلام ولكن الذي استوقفني في قصته هي نهاية قصته فما هو الدافع الذي يجعل موتسارت أو أي انسان أن يظل يفعل ما يحب حتى وإن كان على فراش الموت، ما الذي جعله يؤمن بأن الموسيقي أقوى من الموت وأنه يستطيع أن يسمع لحن موته ويرى الآخرين وهم حاملون نعشه.
إنه الشغف .. إنه الايمان .. إنه الحب
إنها المعاني التي أعتقد أنها كانت ومازالت اقوى من الموت .. ومن مرض موتسارت!
الكاتب
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد