“موسيقار الأجيال والأزهر” خلاف في البدايات بسبب قبلة وتأييد النهايات في من غير ليه
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم يكن هناك صدام بين موسيقار الأجيال والأزهر الشريف فكلاهما يجمع بينهما أشياء مشتركة منها حب التصوف، فالأزهر منهجه صوفي ومحمد عبد الوهاب تربى ونشأ في بيت صوفي وليس ذلك فقط بل هو حفيد أحد فطاحل المتصوفة، أبو المواهب عبد الوهّاب بن أحمد بن علي الأنصاري المشهور بـالشعراني، العالم الزاهد الشافعي الأشعري الشاذلي الصوفي، والذي تناول في كتابته كرامات الأولياء والعارفين، وشرع في علوم التصوف والمجاهدات.
الصدام بين موسيقار الأجيال والأزهر
خرج من حسبان محمد عبدالوهاب والمخرج محمد كريم، أنْ يحدث صدام بينهما وبين الأزهر الشريف، عقب عرض فيلمهما الوردة البيضاء الذي أنتج عام 1933، فهو فيلم غنائي وليس خليع والأغنيات لا توجد بها كلمات تجعل الفيلم تحت مقص الرقيب، لكن ما لم يحسبه البطل والمخرج حدث فعلاً.
لقي الفيلم اعترضًا من مشيخة الأزهر الشريف، والذي حدث أنْ ذلك الاعتراض لم يكن لحكم شرعي أو مسألة دينية يعتريها التحريم، ولكن السبب الرئيسي وراء اعتراض مشيخة الأزهر وتقديم ذلك الاعتراض لإدارة الأمن العام المشرفة على الرقابة في ذلك الوقت، هو سماحها بمشهد تم عرضه لمحمد عبد الوهاب وهو يُقبل بطلة الفيلم “سميرة خلوصي” مرتديًا الطربوش، وهو ما اعتبرته مشيخة الأزهر أمرًا لا يليق، لأن الطربوش آنذاك كان بمثابة رمز وشعار مصر القومي.
الاتفاق بين موسيقار الأجيال والأزهر
قبل أن يموت محمد عبدالوهاب بعامين أصدر أغنيته من “غير ليه” والتي أثارت إعجاب المصريين عام 1989 م، لكن لاحقتها الشائعات حيث قيل أن الأزهر حرم الاستماع له وليس ذلك فقط بل أفتى بكفر محمد عبد الوهاب.
اقرأ أيضًا
الجانب القومي والوطني والسياسي في حياة عبدالوهاب
خرج الشيخ عبدالله المشد “رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا”، ونفى كل ما أشيع وذكرته الصحف من أنه أفتى بكفر محمد عبد الوهاب، ثم قال بأن ما ذكرته الصحف فيه مخالفات شرعية، وأنْ الدعاوى والإشاعات غير صحيحة لافتقادها الدليل الثبوتي القطعي من الكتاب والسنة، وذكر الحديث الشريف: “روحوا القلوب ساعة بعد ساعة؛ فإن القلوب إذا كلت عميت، وإذا عميت لم تفقه شيئًا”، ولا يجوز أن يحكم أحد بكفر مسلم، إلا إذا ثبت كفره بدليل قطعي الثبوت واجماع، وليس بما يفيد الظن والاحتمال.
وأما عن الكوبليه الذي تسبب في تلك الشائعات “جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فين ولا عاوزين إيه”، كان رأي الشيخ عبدالله المشد أمين لجنة الفتوى “أن لذلك نظيرًا وهو قول عمر الخيام لبست ثوب العيش لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر، وكيف انضو الثوب عني ولم أُدْرِكْ لماذا جِئْتُ أين المفر”.
اقرأ أيضًا
أغاني محمد عبدالوهاب التي تعرضت للانتقاد .. “أسباب وردود”
وأوضح الشيخ عبدالله المشد أن استعمال الشك للوصول إلى الحقيقة هو مذهب عمل به الإمام الغزالي، وإننا لم نجد من العلماء أحدًا قد حكم بكفر من قال بمثل تلك الأغنية ولكننا للأسف وجدنا ذلك من قوم قل علمهم بالإسلام وادعوا غرورًا أنهم أعلم العلماء وأنهم المدافعون عن الإسلام والعارفين بأدلته وأحكامه وقواعده وأصوله.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال