موضوع الحظ .. لا تتجاهله وسيحدث لك شيء رائع غدًا
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
“هذا قزم الحظ .. لا تتجاهله وسيحدث لك شيء رائع غدًا”.. عبارة صاحبت صورة انتشرت كما النار في الهشيم على موقع التواصل الاجتماعي، لكائن صغير شبيه بالبشر تبدو عليه علامات الشيخوخة، استطاع أن يجد لنفسه مكانا وسط طوفان من التريندات.
اقرأ أيضًا
إذاعة القرآن الكريم .. هل هي مقدسة ؟
ففي الوقت الذي انشغل فيه رواد السوشيال ميديا بفيديو الراقصة البرازيلية “لورديانا”، وتراشق بعضهم بالألفاظ بسبب “الاستاند اب كوميدان” محمد أشرف وسخريته من إذاعة القرآن الكريم، ودخل أهل الصحافة والإعلام في مشادات دفاعًا عن وزيرهم أسامة هيكل تارة، وهجومًا عليه تارة أخرى، قبل أن تنفجر فيهم جميعا قنبلة السيدة العراقية التي ألقت طفليها في النهر، تسلل قزم الحظ رويدًا رويدًا لدرجة أن صورته حققت لدى مستخدم واحد فقط على فيس بوك 23 ألف مشاركة، وهناك من أكد أنه وجد الحظ السعيد بالفعل بعد مشاركته الصورة!
الحقيقة وراء قزم الحظ
المشاهد للصورة المنتشرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، قد يتخيل أنها لشخص حقيقي يعاني من مرض ما، إلا إن الحقيقة غير ذلك تماما، فصورة قزم الحظ ما هي إلا إحدى دمى الفنانة الروسية “تاتيانا كاتروشوفا” المصنوعة يدويا لشخصية خيالية من مشعوذات الغابة، أطلقت عليها اسم “ساحرة الماندريك”، ويبلغ طولها 32 سنتيمترا، وهي دمية ثابتة لسيدة مسنة ترتدي زي المشعوذات كما في قصص الأطفال، وتحمل في يدها سلة بها نبات الماندريك الشهير الذي يعرفه كل من شاهد سلسلة أفلام “هاري بوتر”، بحسب ما ذكره موقع babiki الروسي.
ووفقا للموقع، فإن “تاتيانا” البالغة من العمر 48 عاما، تقضي وقتا طويلا في صنع الدمى الصغيرة، حيث كانت مولعة بتلك الهواية منذ الصغر، وبدأت في ممارستها قبل ثماني سنوات من الآن، قبل أن تحترف بيع الدمى بعد ذلك.
ويعتبر الجزء المفضل في صناعة الدمى هو عملية نحت الوجه، حيث تقول الفنانة الروسية “تبدأ الدمية نفسها ببطء في إخباري بما تريد أن تكونه.. يبدو الأمر كما لو أن صوتا ساحرا هادئا يهمس بداخلي، والذي أستمع إليه دائما بسرور”.
كان هذا عن المشعوذة العجوز ومصممتها، فماذا عن نبات الماندريك نفسه؟
جذر الماندريك.. النبات الأسطوري الصارخ
يعرف محبي سلسلة أفلام “هاري بوتر” الشهيرة جذر نبات الماندريك جيدا، حيث ظهر ذلك النبات الأسطوري في فيلم “هاري بوتر وحجرة الأسرار”، ووصف بأنه نبات سحري يصرخ ويقتل كل من يستمع إليه.
والحقيقة أن ما ذكر في الفيلم لم يكن من قبيل خيال المؤلف، فنبات الماندريك أو المانداكورا له تاريخ يمتد لقرون كواحد من أهم وأقوى النباتات في السحر والشعوذة وطب الأعشاب، وفقا لموقع atlasobscura.
وبحسب مخطوطة كتبها طبيب يوناني يدعى “ديوسكوريدس” في القرن السابع عشر، يحتوي الماندريك على مواد مهلوسة ومخدرة، وأن كأس عصير من جذر النبات المغلي في النبيذ كان يستخدم كمخدر في روما القديمة، لكن الكثير منه قد يسبب الموت.
وينمو الماندريك في المناطق القاحلة حول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، وتم استخدامه منذ آلاف السنين كعقار مهلوس ومسكن للألم ومثير للشهوة الجنسية وأدوية الخصوبة.
ونظرا لما قد يبدو من تشابه بين جذور النبات والشكل البشري، نمت الأساطير المحيطة بأشكال الماندريك المختلفة على مر العصور، معززة بعقيدة غريبة انتشرت في العصور الوسطى، كانت تدعي أن النباتات التي تشبه أجزاء معينة من الجسم يمكن استخدامها لعلاج أمراض تلك الأجزاء.
وكنبات له شكل جسم الإنسان، كان يُعتقد أن الماندريك يمارس السيطرة على الجسم، ويمكن أن يحفز الحب أو الحمل، أو يجلب الثروة والثروة والقوة، لذلك سعى الرجال والنساء بشدة إلى جذر الماندريك لحل مشاكلهم، وقام المحتالون بتزويرها من جذور التوت المنحوتة لتلبية الطلب المتزايد عليها.
وتقول الأسطورة القديمة للماندريك إن النبتة تصدر صرخة تخترق الأذن إذا اقتُلعت من جذورها، مما يؤدي إلى قتل الشخص الذي يحاول اقتلاعها، لذلك فإن الطريقة الوحيدة لفعل ذلك بأمان هي سد الشخص أذنيه بالشمع، وربط حبل بين جذر الماندريك وذيل كلب جائع، بحيث يبتعد عن الجذر ويلقي الطعام للكلب المسكين الذي سيهرول ناحيته، وقتها يتم اقتلاع الجذور بسبب قفزة الكلب المفاجئة، وتقتل صرخاته الكلب، ويحصل صاحبه على غنيمته الثمينة بسلام.
ووفقا لما نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن تجربة اقتلاع جذور الماندريك بواسطة كلب، قام بها العالم المسلم الإسباني الشهير ابن البيطار في القرن الثالث عشر، لكن الكلب لم يصب بالأذى بالطبع، حيث أن الأمر مجرد أسطورة فقط لا غير.
والآن بعد أن عرفت حقيقة قزم الحظ، وأسطورة نبات الماندريك عليك أن تحذر جيدًا، فهذا هو موضوع الحظ.. شاركه مع أصدقائك ولا تتجاهله وسيحدث لك شيء رائع غدًا.
المصادر
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد