مولد سيدي الشعراوي .. صراع أنجال “إمام الدعاة” بين المؤيد والمعارض
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حدث في 3 يونيو لعام ٢٠٠٠ أن كتب الصحفي عصام عبد الجواد بجريدة روزاليوسف تحقيقًا يرصد فيه ما حدث ويحدث أمام ضريح الشيخ محمد متولي الشعراوي حيث تحول الأمر من مجرد ضريح لشيخ يعتبره كثيرين إمامهم إلى ولي من أولياء الله الصالحين يتبارك محبيه بمقامه ، حيث كتب : هذه فتاة تمسح كتفيها في المقام لفك نحس عدم الزواج .. وتلك امرأة ناضحة تبكي طالبة من الله أن يخلصها من جارتها المؤذية .. وذلك رجلًا يدعي للإمام أن ينظر له نظرة عطف وحنان . كانت هذه صورًا بسيطة من أصل مائة ألف صورة أو بمعنى أصح (بنى آدم) يقفون أمام ضريح محمد متولي الشعراوي .. في مولد “سيدي الشعراوي ” مولد قال عنه ابنه عبد الرحيم أن “أبي هو أبو الموالد” بينما تبرأ منه “سامي الشعراوي”.. أشقاء الشيخ في صراع بين مؤيد ومعارض.
الشيخ متولي الشعراوي – رحمه الله- عرفه الناس في حياته رجلًا تقيًا ورعًا، وهب نفسه للدفاع عن العقيدة ونبذ كل البدع والمحدثات في الدين ومنها التبرك بالأضرحة .. ولما مات وأصبح صاحب مقام .. خالف أحد أبنائه وأتباعه ومريديه كل ما نادى به الرجل في حياته .. وفتحوا الضريح للبسطاء من الناس للتبرك به والتمسح بعتباته. وزيادة في التمادي قرر أحد أبنائه إقامة مولد للاحتفال بمولد أبيه رغم معارضة عدد من أشقائه .
على مسافة ساعة بالسيارة من القاهرة يجري الاستعداد على قدم وساق للحتفال بمولد الشيخ الشعراوي يستعدون لاستقبال أكثر من مائة ألف زائر لضريح الشيخ من مصر والبلاد العربية والإسلامية بعد أن وجهت الدعوة لهم من القائمين على الضريح الذي تجري التجهيزات النهائية للانتهاء من ديكوراته والذي شيد له مقام ضخم على ارتفاع 12 متر تقريبًا ! .
أهل القرية يستعدون لموسم سياحي ضخم يزداد فيه البيع والشراء ويزداد فيه الثراء .. وما إن تصل إلى قرية دقادوس حتى تجد أهل القرية يتلقفونك ويرحبون بك والكل ينظر إليك على أنك سائح قد حضرت لزيارة قبر وضريح الشعراوي الذي تزدد فيه أعداد الزائرين يوم الجمعة من كل أسبوع من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا خاصة أن إدارة مجمع الشعراوي قُررت فتح الزيارة للضريح يوم الجمعة فقط ما عدا أيام المولد الذي تأجل هذا العام ليقام في يوم 24 يونيه بدلًا من أول يونيه كما أقيم في العام الماضي، ويوم الجمعة وبعد الصلاة مباشرة يتوجه المصلون بمسجد الأربعين الذي يتسغ لما يقرب من خمسة آلاف.
وسبق هذا التحقيق مجموعة من الآراء الصحفية بين مؤيد ومعارض لفكرة إنشاء مولد للشيخ الشعراوي، حتى كتب رئيس تحرير الأخبار في عدد 26 يونيو 1998 وقال : “أعترف بأنني شعرت بأن الأمر يأخذ أكثر مما يستحق .. فإذا كان هناك من يريد أن يحتفل بمولد الشيخ الشعراوي فلنتركه يفعل ما يريد .. وأظن أن الأمر يأخذ بُعدًا تجاريًا لا يضر أحدا .. فعندما يجري الاحتفال بمولد شيخ أو وليّ أو أحد من أهل البيت تحدث حالة رواج تجاري في القرية أو المنطقة التي تشهد هذا المولد . وتظهر ألعاب الملاهي الشعبية التي يمارسها الأطفال .. وتزيد أرزاق المطاعم الشعبية الثابتة والمتحرمة بما في ذلك عربات الكشري ولحمة الراس ! ”
وبعدها بسنوات وبالتحديد في يوم يونيو 2010 أجرت صحيفة اليوم السابع استطلاعًا لآراء مجموعة من أصحاب الرأي في المسائل الدينية وكان أبرزها الدكتورة آمنه نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة والمفكرة الإسلامية، تعليقاً على الحدث: “إننا أصبحنا نعيش فى فراغ فكرى دينى، فراغ فهم للدين الإسلامى بوجهه الصحيح، وهى مسألة ازدهرت فى الفترة الأخيرة التى اتسمت بالانحصار الثقافى والفكرى والعلمى، مؤكدة أن التاريخ يعيد نفسه مستشهدة بأنه منذ قرون مضت عندما وصلت مصر لهذا الانحصار العلمى والفكرى، وانشغلت عن بناء الدولة الإسلامية كثرت مثل هذه الخرافات”.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال