مولودة سنة ٨٠ تسلحت بالإدارة وغلبت العضلات
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
رئيسة وزراء نيوزيلندا يصفونها بالمرأة الحديدة كونها بطلة خارقة لأنها فقط تقوم بعملها كما تقول دائما
.إنها مواليد سنة ٨٠ التي تواصل الصعود فوق الأزمات
الأزمات قادرة على الفرز فيمكننا جميعًا أن ننجح طالما كانت الظروف مواتية والأيام سهلة لكن في الظروف الاستثنائية يظهر كل برغوت على قدر دمه
من المفيد أن تعرف كيف ينجح الآخر ولماذا
تقول جاسيندا أردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا والتي تبلغ من العمر 40عاماً ( كان الصعب في اتخاذ قرارات صحيحة حيال أزمة كورونا أنها الأولى من نوعها ولم يسبق أن شهد العالم وباءً مثل هذا إلى جانب الغموض الكبير وتضارب المعلومات ونقصها المحيط بالأزمة كلها )
طبعًا الخلفية التاريخية للأزمات تفيد من يقرأ ويتدبر ونقص المعلومات يحير من اعتاد اتخاذ القرار بالمشاركة ووفق المعطيات والبحث لذلك فمثل قرار جاسيندا وحكومتها الحاكمة يمكن تفسيره وشرحه للعامة كما فعلت وفق التالي :
كان أمام نيوزيلندا خيارين وفق اختيارات الدول الأوروبية المجاورة، إما مناعة القطيع أو تسطيح منحنى الأزمة ( ما يعني الحفاظ على معدلات ثابتة من الإصابة على مدة زمنية طويلة )، ولما استعرضت جاسيندا كفاءة نظام نيوزيلاندا الصحي وجدت أنه يستحيل عليه الصمود، كما رفضت حكومتها مناعة .القطيع بطبيعة الحال لذلك كان القضاء على الفيروس بشكل تام، هو خيارها الوحيد
قامت بإغلاق صارم في مارس الماضي واستطاعت من خلال إحكامها الإغلاق القضاء على الإصابات بشكل كامل حتى قضت نيوزيلاندا ١٠٢ يوم دون تسجيل أي إصابات فيما شكل مجموع الوفيات ٢٥ حالة من بين خمسة مليون نسمة وهو تعداد السكان فعادت الحياة لطبيعتها الكاملة من ممارسة العمل والرياضة والدراسة حتى عاد الفيروس للظهور في أغسطس الماضي من مدينة اوكلاند ففرضت نيوزيلندا إغلاقًا شاملًا وصارمًا على المدينة التي يبلغ تعداد سكانها مليون ونصف مدة ثلاثة أسابيع وقضت على الفيروس مرة أخرى.
توج نجاح جايسندا بفوزها بولاية ثانية و بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي حقق فيها حزب العمال إنتصارًا تاريخيًا منذ الحرب العالمية الثانية بينما تلقى الحزب الوطني خسارة كبيرة مكتفياً بـ33 مقعداً فقط والذي اعترف رئيسه بالهزيمة واستقال على إثر ذلك
مقابل حصول حزب جايسندا على 65 مقعداً في البرلمان المؤلف من 120 مقعد لتتمكن المرأة الحديدية من تشكيل أول حكومة من حزب واحد وذلك منذ تبنت نيوزيلندا نظام التصويت النسبي على الطريقة الألمانية منذ عام 1996م، تضم حكومة جايسبندا ٢٠ وزيراً منهم ثماني نساء إحداهما وزيرة الخارجية للمرة الأولى.
ليصبح وباء كورونا هو ثاني أزمة تتألق من خلالها جاسيندا أردرن بعد الحادث الإرهابي الذي راح ضحيته خمسين من المصليين في الهجوم المروع على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في 5 مارس 2019
لم تتباهى جاسيندا بإنجازها خلال أزمة كوفيد ١٩ بل أكدت أن سعيها مع حكومتها الجديدة يقصد الإصلاح في مجالات كثيرة غير الجائحة يأتي الاقتصاد على رأس أولوياتها
هذه السيدة الخارقة هي امرأة وأم عزباء صعدت للقمة من خلال انضمامها إلى حزب العمال وحققت لبلدها من خلاله عبورًا جديرًا بالتأمل حين تكون السياسة نزاهة.
نعيش اليوم في عصر يضم تجارب إدارية محدودة جدًا لدول نالت تصنيفًا عالميًا عبر التاريخ الحديث ليصبح ظهور البطل الخارق أمرًا سهلًا للغاية .. فقط من يقوم بعمله حتى ينجزه، كما أنجزت حكومات الصين وتايوان وتايلاند وغيرها القليل عبورًا آمنًا للجائحة
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة