مي حلمي .. إن أعظم الشرور الأحمق المشهور
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قيل : أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي .. ولا يوجد أفضل من مشهد سقوط واحد من الحمقى الذي ملأوا الدنيا ضجيجًا حتى لو إن هذا المشهد جاء متأخرًا حوالي خمس سنين مثلًا منذ أن دارت الكاميرا (بالغلط) ، وتوجهت بشكل عشوائي إلى هذا النوع من المذيعين ، الذين تطفلوا على جهاز التليفزيون حتى (جابوه ورا) ، ولا وجود لهم في الوعي ، بل هم المادة الأساسية للكوميك ميكرز والميمز ، وهم سعداء بذلك ،ويعرفون تمامًا ما الذي يجب أن يفعلوه .
أستضافت الأستاذة مي(هههه) حلمي (عفوًا خطأ من الكيبورد) .. الكابتن أحمد صالح .. وهو رجل لا يظهر كثيرًا على الشاشات ، ورجل مثل هذا كان ضلعًا رئيسيًا في الجيل الذهبي لنادي الزمالك يمكنك أن تصنع منه حلقة تعيش سنوات وسنوات قادمة .. لكن لأننا أمام واحدة ممن ضلوا طريق العمل في “بيوتي سنتر” إلى التليفزيون .. فقد شاهدنا مشهد أقل ما نقول عنه أنه مخزيًا .. أن تكون رجل صاحب تاريخ رياضي كبير .. أن تكون رجل مرموق الأخلاق لم نسمع عنه كطرف من أطراف أزمة ما قبل ذلك , وتجد نفسك قد جلست بالخطأ أمام (مذيعة) لا تعرف من أنت ، ولا تقدر تاريخك ، ولا تعرف أصلًا كيف تناقش رجل رياضي ، أو كيف تناقش من الأساس ، وقد انهالت عليك بالمقاطعة ومحاولة التقليل من قيمتك ومحاولة صناعة تريند من رجل صاحب قيمة ومحاولة إشعال فتنة فارغة بين جمهورين عريقين فقط لتداول الحلقة الضعيفة ! .. هكذا سقط كل تاريخك خلال ثلاث دقائق فتقرر أن تنسحب من الحلقة ، فتنتزها (الأستاذة) فرصة لأن تشبع شعورها المفقود لكونها مذيعة وقد قررت أن توافقك في إنهاء الحلقة .. هكذا قالت لنفسها : أنا الآن مذيعة قوية جدًا واستطعت اقتناص اللقطة .. أنا أصبحت مذيعة فعلًا !
لماذا يتجه الحمقي إلى كرة القدم بالتحديد ؟
يمكن لمي حلمي وما شابهها من طفيلات التليفزيون أن تعمل كمذيعة برنامج في الفن أو الاجتماعيات أو التريند أيًا كان نوعه .. لكنهم يتزاحمون على كرة القدم طمعًا في حماس جمهور كرة القدم ، وسرعة تفاعله عن أي جمهور آخر ، لهذا يترك الكثيرون ممن بدأوا مشروعهم كفنانين ، تركوا المجال واتجهوا لبرامج كرة القدم على اليوتيوب طمعًا في تريند كرة القدم الذي يعتبر سناكس يومي لا غنى عنه .. لهذا سوف تظهر مي حلمي في لايف للاعتذار ، وكأنها إعلامية تعتذر عن خطأ عابر ، وستكون أسعد الناس لأننا اعتبرناها إعلامية وأخطأت ، هي الآن حققت ما أرادته ، فقد اقنعت الجميع أنها إعلامية ! إذا قرر كرسي خشبي العمل في الإعلام الرياضي سوف ينجح في أن يكون تريند مصر مرتين في الشهر على الأقل على مستوى مصر تمًا .
وتعيش هذه الطفيلات في بيئة القنوات التي يتم تأجير الهوا فيها بعدد ساعات أو بمقدار إعلان أو اثنين ، بحسب المساحة الإعلانية الذي يشتريها هذا (الإعلامي) ، ويمكن لأي أحد فيمنا شراء ساعة أو اثنين للترويج لأي سلعة أو أي شخص في انتخابات الأندية مثلًا .. فيبحث هؤلاء عن جهة تدفع حق شراء الهواء لبث تريند معين هو الهدف من الحلقة .. تريند لا صدفة فيه .. ويمكنك أن تدخل على مثل هذه القنوات المتوسطة المستوى لتجد بنفسك أطفال ونساء بيوت غير مؤهلين يقدمون برامج أحيانًا ! .. وكانت قناة الحدث أصدرت قرار بإيقاف الإعلامية مي حلمي ، والقناة لا تملك إيقافها أصلًا لأن الهواء في هذه القنوات يتم تأجيره عبر صفقة مع المشتري .. لكن القناة يمكنها فسخ عقد بيع الهواء .. لا إيقاف لأن هذه القنوات لا تملك دستورًا إعلاميًا من الأساس ! .. وقد كتب الشيخ السعودي صالح العصيمي في تغريدة سابقة “إن أعظم الشرور الأحمق المشهور ” ، ولا مناسبة أكثر من ذلك يمكننا استخدام هذه العبارة كعنوان فيها .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال