نابليون الثالث.. أول رئيس للجمهورية الفرنسية خلق أزمة سياسية مع مصر ليتربح من قناة السويس
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ولد شارل لويس نابليون بونابرت 20 إبريل 1808م في باريس، وهو ابن “لويس بونابرت” ملك هولندا، وأخو “نابليون الثاني” وابن أخو” نابليون بونابرت”.
بعد المغامرات التي ادخل عمه فرنسا فيها، صدر قانون في عام1816م يقضي بنفي أسرة بونابرت من فرنسا، وقضى لويس نابليون شبابه في إيطاليا وألمانيا وسويسرا ، أصبح رب أسرته عام 1832م، وفي إيطاليا ارتبط بمجموعات ثورية أمثال الكربوناري، وحاول الإطاحة بحكومة لويس فيليب الملكية عام 1836م في ستراسبورج، وعاود محاولته في بولونيا عام 1840م.
تم سجنه في حصن هام عقب المحاولة الفاشلة عام 1840م، لكنه تمكن من الفرار إلى بريطانيا بعد 6 أعوام، وخلال هذه السنين كتب الأفكار النابليونية 1839م جاعلا من سيرة عمه مثلا كما كتب انقراض الفقر1844م مقترحًا فيه عدة حلول لوضع حد للفقر والألم .
عندما أدت ثورة 1848م إلى ظهور الجمهورية الفرنسية الثانية، رجع لويس نابليون وتم انتخابه في المجلس وبفضل شهرته أنتخب رئيسا وفاز بخمسة ملايين ونصف المليون صوت من سبعة ملايين ونصف المليون مقترع.
رئيس الجمهورية الفرنسية
في 2 ديسمبر1851م أدى اليمين رئيسا للجمهورية وتمكن بعد ذلك من جمع كافة الصلاحيات بين يديه ليعلن في 7 نوفمبر1852م إمبراطورا ويطلق على نفسه لقب نابليون الثالث.
امبراطورية سلطوية
ظهرت سياسات نابليون الداخلية وقتها متضاربة، حيث حكم حكمًا دكتاتوريًا، وكأن محاطًا بمغامرين غير أمناء ورغم إمكانية تصويت كل الرجال، إلا أن سلطات الهيئة التشريعية كانت غير نافذة كما فُرض على الصحافة عدم نشر أي مناقشات.
السياسة الخارجية
كأن نابليون من الأوائل الذين اقترحوا نزع السلاح العالمي وحاول تسوية الخلافات من خلال مؤتمرات دولية وتعاطف مع المطالبين بالقومية، وأدى دورًا بارزًا في مد يد المساعدة لاستقلال رومانيا وتوحيد إيطاليا، وعن غير قصد توحيد ألمانيا عندما أصبح نابليون إمبراطورًا، أعلن أن الإمبراطورية تعني السلم، في حين قاد فرنسا نحو سلسلة متتالية من المغامرات الفاشلة في بلدان أخرى، وفي عام 1849م ساعد نابليون على إسقاط الجمهورية الكاثوليكية وإعادة البابا.
افتتاح قناة السويس
زار مصر في العام 1869م لحضور حفل افتتاح قناة السويس التي أشرف على بنائها المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس حيث افتتحت القناة في 17نوفمبر، وقد شارك في ذلك الحفل فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا وفردريك ويلهلم ولي عهد بروسيا.
“بوكشاش “.. اللص الذي أرهق أهل البادية !
بعدها لجأ إليه الخديوي إسماعيل بعد نزاعه مع شركة حفر قناة السويس حيث طلب إسماعيل تخفيض عدد العمال المصريين بالمشروع وإعادة الأراضي التي استولت عليها الشركة للحكومة المصرية وقال مقولته الشهيرة : أريد القناة لمصر، لا مصر للقناة واضطر إسماعيل اللجوء إلى نابليون الثالث الذي أصدر حكماً جائراً على مصر بدفع 3.5 مليون جنيه مصري كتعويض لشركة قناة السويس.
ايطاليا والمكسيك
كانت المغامرات التالية لنابليون الثالث خارج حدود بلاده أقل نجاحًا، ففي إيطاليا كانت تحدوه رغبة عارمة لمعاونة أولئك الإيطاليين الذين يتطلعون للتخلص من الحكم النمساوي لبلادهم، والعمل على وحدة المقاطعات الايطالية كلها في دولة موحدة، ولكنه فعلته تلك أزعجت البابا وجميع المسيحين الكاثوليك الفرنسيين، وأخيرًا قرر بطريقة مريبة أن يساعد الايطاليين في بادئ الأمر ثم تخلى عنهم فجأة، وهكذا لم يحرز نابليون رضاء أحد، وبالتالي صنع لنفسه مزيدًا من الأعداء.
وفاته
توفى في إنجلترا يوم 9 يناير عام 1873م عن عمر يناهز 64 عام نتيجة عدوى جرثومية سببت تعفن بالدم.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال