نازك .. التي منعها الخجل من أن تجلس على عرش آسمهان
الخجل منعها من الوصول للقمة رغم ثقة من حولها في موهبتها وجمال صوتها إلا ان خجلها تمكن منها ليصحبها إلى بلدها مرة أخرى لتختفي عن السينما و النجومية هيبه مدقه الحسيني “نازك”، التي اكتشفها الفنان حليم الرومي وتتلمذت على يده في معرفة المقامات وأصول الغناء ثم سمع عنها المخرج محمود ذو الفقار فحاولا التعاون معا إلا ان الفرصة لم تسنح لهما، لكن المطرب محمد فوزي اقتنص الفرصة وتشاركا سوياً في فيلم كل دقة في قلبي التي حملت نفس اسم أغنية المطربة “نازك” لكن في الفيلم كان حيائها الزائد مشكلة كبيرة، فكانت تعيد تصوير المشاهد كثيرا خاصة المشاهد التي تحمل كلمات الحب والغزل، وأدى ذلك إلى ضيق الفنان محمد فوزي ومخرج الفيلم مما سبب لها ضغطا نفسيا لم تحتمله وأدى لإنهيارها وهروبها إلى بلدها بيروت دون حتى حضور العرض الاول للفيلم، فلم تعرف بنجاحها في الاغنية التي انتشرت في كل الاذاعات فأدهشت الجميع حيث كانت وقتها تعالج في احدى المستشفيات وقررت بعدها ان تخرج من عالم السينما وتغلق بابه خلفها
لكن حكاية هذه الموهبة الفذة لم تبدأ بعد “هيبه مدقه الحسيني” وُلدت عام 1928 بدأت الغناء من الإذاعة والحفلات مثل اعادة غناء “ليالي الأنس في فينا” كلمات احمد رامي ـ ألحان فريد الاطرش وبهذه الأغنية سلطت عليها الأضواء أكثر فلفتت انظار النقاد ليشبهونها بـ “آسمهان” ووضعوها في مقارنة معها وأطلقوا عليها “شبيهة آسمهان ” أو” خليفة “آسمهان” ووضعوها في منافسة غير مقصودة مع آسمهان رغم انه هذا كان عام 1954 اي بعد وفاة آ سمهان، لكن اذا قررنا أن نعقد مقارنة فسنجد الفرق واضحاً بين المطربتين من حيث الصوت و النفس كما ذكرنا سابقا في مقال “أسمهان” ان مساحة صوتها كانت مناسبة للمقامات الغربية، واللحن الأوبرالي والتمكن الشديد من السوبرانو، كما صنفها أخصائيين روس في الموسيقى، وكما وصفها المايسترو سليم سحاب بأن صوتها هو الأحسن على نطاق العالم، ويميل للون الغربي أحيانا”
لكن صوت “نازك” سنجد فيه فخامة صوت الغناء الشرقي او بمعنى أدق “المقامات الشرقية”
ثم زاد اصرار النقاد على تشبيه ” نازك” بـ “آسمهان ” عندما اعادت غناء ” قصيدة ” ليت للبراق عيناً” على مقام رست لكننا سوف نجد “نازك” قد تفوقت على نفسها في تلك القصيدة واستجابت لنداء المنافسة
بعدها بدأت المطربة “نازك” الحديث عن حبها للمطربة ” آسمهان ” طالبة ايضاً من الفنان فريد الاطرش اعادة غناء بعض أغاني آسمهان لكن بسبب إيمان فريد الأطرش بموهبة ” نازك” لحن لها اغنية “ماتقولش كنا و كان ” من كلمات الشاعر اسماعيل الحبروك، وهذه الاغنية على مقام كُرد لتعبر عن الشجن والحزن
من ابداعات الفنانة “نازك ” اغنية ” ياحلو تحت التوتة” عندما نستمع إلى هذه الاغنية سنجدها على الطريقة الفيروزية من ألحان الملحن السوري محمد محسن (جاءت معذبتي)،(ولي فواد)،(أحب من الاسماء ما شابه اسمها) و الذي لحن للمطربة ” فيروز (لو تعلمين) لذلك سنجد أن اللحن قريب من أغاني فيروز
وكانت هذه الاغنية من انتاج 1975 أي بعد اعتزال الفنانة نازك للسينما بعد صدمتها من ضغوط التمثيل وتفرغت للغناء بالإذاعة و الحفلات حتى رحلت في صمت عام 1999.
برافو وأستاذة منى شغل عالى وجميل واضح الذوق الرفيع فى عملك نرجو الاستمرارية
شكراً لحضرتك مبسوطين لرأي حضرتك واتمنى متابعة حضرتك وان تنال المقالات رضاء ذوقك .. شكرا جزيلا
نازك توفيت سنة 1983 نتيجة الضغوط النفسية التي تعرضت لها بعد رحيلها من القاهرة والوضع الامني في لبنان انذاك