همتك نعدل الكفة
2٬094   مشاهدة  

نبيلة عبيد وأحمد زكي تخلوا عني في مرضي ..مأساة المخرج عاطف سالم

عاطف سالم


أحد المواطنين يدعى رشاد عبد الوهاب، أرسل خطابًا للكاتب إبراهيم سعدة، يخبره، أن المخرج عاطف سالم يقيم بمستشفى الصفا بالمهندسين، بالحجرة رقم 411 منذ شهور، دون أن يطمئن عليه أحد، لا من الدولة ولا من الوسط الفني أو الإعلام، وقد بلغت كاليف علاجه نحو 40 ألف حنيه.

تعرض المخرج الراحل للإصابة بجلطة في المخ أثناء تصوير فيلم “فارس ضهر الخيل”، وأصبح غير قادر على الحركة، روي مآساته في أيامه الأخيرة، وقال، أنه رفض العديد من الأعمال التي عُرضت عليه، لخلوها من التجديد، إلى أن عثر على قصة “فارس ضهر الخيل” للكاتب محمد جلال عبد القوي، تحمس للفكرة، لكنه شعر بصعوبة إقناع منتج على تنفيذ السيناريو، فاتجه إلى قطاع الإنتاج فهو الوحيد القادر على تنفيذها، ورضى «عاطف» بأجر يوازي ما يتقاضاه تلاميذه وقتها، في سبيل الإسراع وتنفيذ الفيلم.

عاطف سالم

لكن بعد انتهاء عاطف سالم من العمل على السيناريو، فوجىء بأن القطاع أحضر له مجموعة إنتاج كادت أن تدمره، وتقضى على أسلوبه، فعندما بدأ التصوير، طلب منهم بعض المستلزمات، كان لابد عليه أن ينتظر أن يعرض الأمر على لجنة، قال:«كنت على استعداد أن أدفع من جبيبي، حتى لا يتعطل التصوير، حتى أن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي عندما طلبت منه كتابة أغنية، رحب جدًا، فطلبت منهم أن يتواصلوا مع الأبنودي، فقالوا، إحنا عارضين على اللجنة الأجر».

تكررت نفس الخطوات الروتينة، عندما طلب «سالم» من قطاع الإنتاج أن التعاون مع الموسيقار عمر خيرت، لكنهم تلكأوا أيضًا في التوصل إلى اتفاق معه، إلى أن أصيب بجلطة في المخ.

عاطف سالم

وعندما طلب مدير التصوير رمسيس مرزوق من «كوداك» فيلم خام بسرعة محددة من أجل تصوير مشاهد الليل، فوجىء المخرج الراحل بأن قطاع الإنتاج أخذوا الفيلم الخام وأعطوهم فيلم مخزّن من خمس سنوات، لذا احتاج في نهاية التصوير إلى إعادة التصوير مرة أخرى، قال:”رجال الإنتاج حرقوا دمي، ولم ينقذني منهم سوى الدكتور عزت أبو عوف، أنا وقعت مرتين الأولى جابوني من الاستديو إلى المستشفى وعدت، والمرة الثانية أصبت بشلل وجلطة في دماغي، ووصل حساب المشتفى إلى 15 ألف جنيه، ولم يتحرك أحد سوى وزارة الصحة التي تكفلت بمصاريف العلاج، حتى أنني نزلت إلى التصوير بكرسي متحرك، فكان قلبي يحترق على العمال، حتى لا يكونوا بغير عمل».

عاطف سالم

عانى المخرج عاطف سالم في مرضه، من تخلي أقرب الناس إليه، يروي بنفسه مآساته:«أنا في مرضي لقيت حاجات غريبة جدا، عمال الاستديو يزورونني وزملاء آخرون منم الفنانة المعتزلة هند رستم يوميًا تتصل بي، والفنانة ليلى فوزي، واللي أنا مستغرب له ومندهش له أنني أعطيت لجمال عبد الناصر دور عمره، وأنا اللي أكتشفته وتحمست له، ولا مرة زارني، لدرجة أن في مرة ست جاتني مع بنتها وقالت لي أنا ولا لي في الفن ولا عاوزة شهرة، بس جيت عشان أطمن عليك، لبنى عبد العزيز أيضًا زارتني، لكن نبيلة عبيد التي كانت زوجتي، لم تزوني، ورغم أنني مكتشفها، وماجتش زارتني يمكن مشغولياتها كتيرة، اكتفت بالاتصال، وأصدقائي من خارج الوسط الفني وقفوا بجواري أكثر من إخواتي».

عاطف سالم

أخرج عاطف سالم فيلمه “فارس ضهر الخيل” وهو قعيد على كرسي متحرك، وحصل على جائزة بمهرجان الإذاعة والتلفزيون عن الفيلم، لكنهم لم يبلغوه بالجائزة، وبكى فور علمه بها.

إقرأ أيضا
رأس السنة في مصر 2000م

وفي الوقت الذي علم فيه بنبأ حصوله على الجائزة، كان يقيم في غرفة شبه مظلمه بدار رعاية المسنين بشارع أبو بكر الصديق بالدقي ، تسمى “دار هداية بركات”، وكان يعاني من الضغط والسكر بالإضافة إلى جلطة في المخ وشلل نصفي وحالة اكتئاب.

عاطف سالم

كان المخرج الراحل يشعر بغصة من تجاهل كبار الفنانين، وذكر أنهم الفنان أحمد زكي الذي ساعده كثيرًا، لم يطمئن عليه، حتى ولو بالتليفون «وكأنه لايعرف واحد اسمه عاطف سالم»، قال:«عانيت من الأهمال من الجميع، تسولت الرحمة ليزورني أحد، وكان من المفترض أن تسأل عني النقابة، لكني أصبحت كالدمية، ينقلوني من مكان إلى مكان دون إرادتي، ووصل بي الوقت إلى أنني لاأجد ثمن الجرائد لأشتريها».

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
6
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان