نجومنا … (أولياء الله الصالحين) !!
عندما اقرا احاديث نجومنا خاصة الرجال منهم يختلط على الامر كثيرا هل حقا هم النجوم الذين نعرفهم ونسمع الكثير عن حكاياتهم المهنية والعاطفية والشخصية ، بحكم انهم تحت الأضواء وشخصيات عامة فإنهم دائما معنا، أم أنهم صاروا ملائكة بدون اجنحة يمشون على الأرض.
كثيرا ما أجد نفسي أتسأل وأنا أتابع احاديثهم ، هل هم حقا نجومنا الذين نراهم على شاشة الحياة يفعلون كل شيء ، هم أنفسهم الذين نراهم في الاحاديث المتداولة عنوانا للتقوي والورع ومكارم الأخلاق ، لا يمارسون شيء سوى السجود لله عز وجل ،ولا يوقعون تعاقداتهم إلا بعد صلاة الاستخارة ، وكل شيء لديهم لا يتم إلا بما يرضي الله .
لديكم هذا النجم الذي يتباهى في كل أحاديثه ، بأنه يتابع لبس كل النساء في مسلسله الرمضاني ، وهو لا يكتفي بأن يحدد ما الذي ترتديه البطلة التي تقف أمامه ،ولكن أيضا كل النساء اللاتي يقفن على الميسرة والميمنة في (الكادر)، فهو يعتبر نفسه صاحب الكلمة العليا في كل شيء ، و يجري لهن كشف هيئة أولا ، وهى ظاهرة باتت سائدة ولها أيضا من يؤيدها ،لأن المجتمع أو قطاع عريض منه بات يشجع كل هذه التوجهات المحافظة .
كثيرا ما نلاحظ أن النقباء خاصة نقيب الموسيقيين ملحوظة يصر على ان يسبقه لقب (امير )، يحرص على أن يعلن بين الحين والأخر للرأي العام ، أنه لا يهدأ له جفن ولا تٌر له عين ، قبل أن يتأكد من شرعية اطوال فساتين المطربات بحيث لا تتجاوز بضعة سنتيمرات لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة فوق الركبة ،ويراجع بدقة فتحة الصدرليتأكد بنفسه من شرعيتها ، وبعد ذلك من الممكن ان يمنح أو يمنع التصريح ، طبعا لا تصدقوا ان النقابة تطبق تلك القواعد الصارمة على كل المطربات، كثيرا ما تكتشف أن قانون النقابة ، يجر ناعم عندما يتعلق الأمر بمطربة شهيرة ،ستجده في هذه الحالة (يعمل فيها من بنها) .
تابعوا أيضا الإجابة الدائمة عن سؤال الإيرادات التي تحققها الأفلام ، ( الكليشيه ) المعتمد رسميا ،أنه (رزق من السماء ) ، وطبعا ونعم بالله ،ولكن السؤال يظل دائما يحوي في طياته الأسباب ، كيف حققت النجاح الرقمي، يؤكد النجم مجددا انه رزق ،أيوه والله العظيم كل شيء في الدنيا رزق ،ومقدر لنا جميعا، ولا يملك البشر اختيارا في أي شيء ، كل هذا لا اعتراض عليه وانا قطعا مثل الملايين مسلمين واقباط مؤمن بالقضاء والقدر، وان كل شيء محسوب ومكتوب ،الا أن هذا لا يمنعنا أن نأخذ بالأسباب .
قرات مؤخرا حوارا لأحد نجومنا كان يتحدث عن الرقم القياسي الذي حققه فيلمه الأخير سألوه قال لهم انها إرادة الله ،وأضاف انه يتعرض لمؤامرة ،و الله عز وجل هو القادر على حمايته ، وأن المؤامرة التي حيكت ضده كانت تستهدف اقصائه تماما عن الخريطة الفنية ،ولكن رب العرش نجاه ،الناس كلها تعرف انه تبرأ من طفليه و هو الذي أساء إلى نفسه عندما أنكرهما ، وحتى الآن لا يزال يماطل في دفع ما يقره القانون للأنفاق عليهما ، بعد أن أقرت المحكمة بصحة نسبهما إليه ،لا أرى مؤامرة ضد هذا النجم ،بل ان الناس هي التي تناست تماما وتسامحت ، ووضعت خطا فاصلا بين الممثل ومواقفه الشخصية ، وتبقي الإيرادات التي حققها الفيلم ستجد إجابته تتلخص في شيء واحد انها عدالة السماء مرددا قول الشاعر القديم ( ملك الملوك إذا وهب / لا تسألن عن السبب/ الله يرزق من يشاء، قف على حد الأدب).
والإخفاق أيضا يظل قدرا و مكتوبا ، وهكذا فإن نجم الكوميديا الذي انهارت إيرادات أفلامه الأخيرة ، كان يحقق قرابة 30 مليون جنيها ،قبل نحو عشرين عاما بينما الحصيلة الأخيرة لأفلامه لا تتجاوز3مليون، يعتبرها مجرد محنة من السماء وهو ينتظر الآن المنحة الالهية في فيلمه القادم ، انهم من أهل الخطوة ، ومدد يا نجومنا الأتقياء مدد!!