نحن لسنا أسماك ولن نحارب بالوكالة.. فلمن تتحدث بسمة وهبة ؟!
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
حينما يخرج علينا أي شخص من الخارج يعاني من خلاف مع السلطة أو يعاني من البطالة أو يعاني من (خناقة) مع أحد الجهات الحكومية أو حتى اتحاد الكرة، يستغل منصات التواصل الاجتماعي ليقوم بحشد الجماهير خلفه، حتى بسمة وهبة عادت مرة أخرى من باب الخلاف مع السلطة حول حرية الإعلام ولما لا، فمنصات التواصل الاجتماعي حاليا في مصر هي منبر كل من لا منبر له، وهذه ميزة عظيمة، ولكن لماذا يصر الجميع أننا نمتلك ذاكرة السمك؟!
العديد من الشخصيات برز اسمها على الساحة واحتلت صدارة التريند بسبب فيديوهات توجهها للمصريين من الخارج، بداية من صلاح وخلافاته مع اتحاد الكرة وصولا لكل من هب ودب الجميع يحاول أن يحشد رأي عام خلفه، وحقيقة الأمر أننا بيئة خصبة تسمح بالحشد خلف أي شخص لمجرد انه ارتقى سلما للجنة.. عفوا (ركب التريند)
بسمة وهبة وجهت رسالة من (سويسرا) تناشد الجماهير العريضة وتتحدث فيها أنهم بحاجة إلى سقف مرتفع من حرية الإعلام من أجل أن تنقل صوت المواطن للحكومة؟! الحقيقة أنني لم أكن أعلم أن برنامج مثل شيخ الحارة الذي كانت تقدمه بسمة وهبة هو برنامج كان مخصص لنقل صوت المواطن للحكومة أو لأي جهة او شخص، بل حتى لم يكن من انتاج قناة القاهرة والناس بل كان من انتاجها واشترت وقت الهواء من طارق نور.
بسمة وهبة هي (إعلامية) تعمل في مجال المنوعات والترفيه والبرامج الفنية هكذا عرفناها، فجأة وبقدرة قادر وبعد أن أصبحت خارج حسابات الخرائط الإعلامية في مصر، أو بمعنى أكثر دقة أصبحت عاطلة عن العمل، ويبدو أنها لم تجد حل أو سبيل للعودة للأضواء إلا من خلال فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتخلع عباءة البرامج الفنية وتعتمد على أننا في مصر يمتلك بعض منا ذاكرة سمكية تنسى سريعا.
تطالب بسمة وهبة عبر الفيديو الخاص بها بسقف وحرية إعلام، ولكن ذاكرتي -غير السمكية- لم تذكر لها موقفاً واحداً أو جملة واحدة قالتها بسمة وهبه دفاعا عن أي شخص او هجوما على أي شخص في مجال العمل السياسي والحقوقي في مصر، لم أذكر لها يوما صدام مع جهة حكومية لأجل قضية أو شأن عام، لم أذكر لها صراحة سوى صوت شيخ الحارة وهو يتحدث عن أسرار ونميمة الوسط الفني – وانا لا أعيب عليها هذا فهذا نوع من البرامج المسموح به طالما لم يتجاوز آداب المهنة وفضح خصوصية ضيوفه، بل وحتي ذلك الفيديو التي هاجمت فيه المصريين الغاضبين وقالت أن مصر أفضل من سويسرا واللي مش عاجبه يروح سويسرا –
ولكن لماذا خلعت بسمة وهبة هذه العباءة التي كانت تليق عليها لترتدي ثوب الدفاع عن حرية الإعلام؟ ببساطة لان هذه القضية تحديدا وأي قضايا من قضايا الحريات هي التي يتعاطف معها عدد من شرائح الشعب المصري، هي تحاول ان تتحدث معهم من المنطقة التي يدافعون عنها ويؤمنون بها أملا في أن تجد لها ظهير ما يفتح لها باب للعودة إلى الشاشة لتواصل تقديم دورها كإعلامية برامج فنية لا أكثر.
ورغم كل هذا فإنه من حق أي شخص مهما كانت مهنته أن يتحدث عن الإعلام وسقف الحريات سواء في العمل الإعلامي او غيره، فلا ألوم بسمه وهبة على ما قالته من تلك النقطة، ولكن ما أرفضه هو أن يكون الحديث عن الحريات مجرد سلم يرتقي عليه كل من له مصلحة أو يسعى لإيجاد وظيفة أو يحاول تصفية خلاف مع الأخرين فيحاول ان يضمنا إلى صفوفه لكي يربح معركته و (نولع إحنا بعد كدة).
ما تحاول بسمه وهبة فعله، فعله الكثيرين من قبل وللأسف بعضهم نجح بالفعل بأن يفوز بمعركته الشخصية على حسابنا نحن، حينما استغل نقاط الإثارة لدينا، لجعلنا نلتف حوله، حينما حول قضيته الشخصية إلى قضية رأي عام، وسار الكثيرون خلفه، فما كانت النهاية، فاز بمعركته ودفعنا الثمن غاليا، لذلك أرفض ما قالته بسمه وهبة جملة وتفصيلا، ليس لأني أرى أن الحريات الإعلامية في مصر عظيمة، ولكنني أرفض أن نحارب بالوكالة بدلا من أحد أو لحساب أحد، كفانا حروب بالوكالة ومعارك من أجل أهداف شخصية لأناس موجودة خارج مصر.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال