نساء في زمن النبي (8).. فاطمة بنت أسد التي نام رسول الله في قبرها ليؤنسها
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلبه محبة كبيرة لكل من راعاه في صغره و لكل من سانده في بداية دعوته و وفّى لهم وفاء الكريم نحب السيدة فاطمة بنت أسد على حبها لرسول الله و على حب رسول الله لها، وفي ” نساء في زمن النبي” سنتعرف على أم سيدنا رسول الله الذي راعته وربته واعتنت به أي عناية.
من هي السيد ة فاطمة بنت أسد
هي السيدة فاطمة بنت أسد زوجة عم النبي” أبي طالب ” ، من أبنائها سيدنا عليّ ـ رضي الله عنه ـ ، و سيدنا جعفر. بن أبي طالب و الصحابية جُمانة بنت أبي طالب ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ، فهي بالتالي حماة السيدة فاطمة بنت رسول الله و جدة سيدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين.
رعت رسول الله عندما كان في كفالة عمه أبي طالب ، و ترفقت بيتمه و اعتنت به أيما عناية وهو صلى الله عليه وسلم كان يحبها و يحترمها و يُجلها و يناديها بأمي، ويقول عنها: ” إنها أمي بعد أمي “.
و عندما نزلت الآية الكريمة في سورة الشعراء ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (214)، بدأ رسول الله بمن يَلُونه من أقربائه فدعاها إلى الإسلام فأطاعت، فكانت من أوائل المسلمين ، كما أنها أول امرأة هاجرت إلى رسول الله من مكة إلى المدينة مشيًا على قدميها .
سمعت من فاطمة عن رسول الله أنه قال “يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرْلاً” فقالت : ” وسوأتاه” فقال لها رسول الله : ” فإني إسال الله إن يبعثك كاسية”.
كانت حماة طيبة للسيدة فاطمة، و كانت تعينها في شئون البيت، و عندما ماتت حزن رسول الله بموتها حزنا كبيرا.
دخل ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها بعد موتها و جلس عند رأسها وقال: رحمك الله يا أمي كنتي أمي بعد أمي تجوعين و تشبعينني، وتتعرين وتكسينني، و تمنعين نفسك طيبًا و تطمعينني .. تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة “.
ثم أمر رسول الله أن تغسل ثلاثا وفي المرة الثالثة أتى بالماء المعطر بالكافور فسكبه بيده صلى الله عليه وسلم ثم خلع رسول الله قمصيه و ألبسها إياه و كفنها ببرد فوقه و وقف عند قبرها، يحفره الصحابي أسامة بن زيد و أبو أيوب الأنصاري و عمر بن الخطاب و هو يدعو رسول الله.
فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله و أخرج منه التراب بيديه الشريفتين ثم اضطحع مكانها في القبر فقال بعضهم يارسول الله رأيناك تصنع صنيعا لم تصنعه مع أحد، فقال: إني ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة و اضطجعت معها في قبرها ليخفف عنها من ضغطة القبر؛ إنها كانت أحسن خلق الله إليّ صنيعًا بعد أبي طالب
ثم رفع رسول الله يديه داعيا و الدمع في عينية وقال :” الله الذي يحيي و يميت و هو حيّ لايموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد و لقنها حجتها و وسع في مدخلها بحق نبيك والأنبياء من قبلي فإنك أرحم الراحمين”.
وكبر عليها أربعا وأدخلها اللحد هو و سيدنا العباس و سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعي، دفنت السيدة فاطمة بنت أسد في البقيع.. جمعنا معاها و مع رسول الله في جنة نعيم ، وإلى صحابية أخر ى في ” سناء في زمن النبي .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال