نساء في زمن النبي (9).. درة بنت أبي لهب حينما يكون التمرد على العشيرة من أجل الذات
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
درة بنت أبي لهب الكافر العنيد، فابنته صحابية عظيمة ساندت النبي محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته، تركت أهلها و هاجرت و حيدة إلى المدينة، نستعرف عليها وعلى سيرتها العطرة في “نساء في زمن النبي “.
درة بنت أبي لهب
أمها أم جميل “أروى بنت حرب” من الكافرات الفاجرات المحرضات على تعذيب ضعفاء المسلمين، كانت تستبدل اسم سيدنا محمد بـ”مذمم” حشاه صلى الله عليه وسلم عن هذا ، و أبوها المعروف بأكبر رؤس الكفار، جاءه رسول الله يدعوه إلى الإسلام و قال له :”إني نذير لك بين يدي عذاب شديد”، فقال له أبو لهب:” تبا لك سائر اليوم” فنزلت سورة المسد تُخّلدُ لعنهما إلى يوم الدين يقول تعالى”تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ(2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ(3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ(4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ(5)”
أخواها عتبة وعتيبة أيضًا ممن آذو رسول الله و عادوا المسلمين،و كان زوجان لبنتيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم” رقية و أم كلثوم” و طلاقاهما معًا في بداية البعثة.
كل هذا الجو الخبيث المشحون بالعداء ما خشى بصيرة درة،آمنت بالله و صدقت برسوله و كانت أسما على مسمى و كأنها درة بين الحصى .
هربت بدينها و هاجرت و حيدة من مكة إلى المدينة، فكانت من أوائل المهاجرين ، لكنها للأسف لم تلقى الترحاب فيها، حيث كانت النسوة يعايرنها و يقلن لها :” أنتي ابنة أبي لهب الذي ذكره الله في القرآن .. ما تغني عنك هجرتك” فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكوا حالها و تقول له يارسول الله أما ولد الكفار غيري، مالي و أبي فقال لها رسول الله:” اجلسي حيث أراكِ” ثم قام و صلى بالناس الظهر ثم جلس على المنبر ساعة لايتكلم ، وكأنه يريد لفت نظر الناس إلى أمر مهم سيتحدث فيه.
رآه سيدنا عمر بن الخطاب غاضبًا فقال :”مابك يارسول الله أغضبُ الله من أغضَبك”، توقف رسول الله وقال أيها الناس ألكم نسب و ليس لي نسب مابال أقوام يأذونني في نسبي و ذوي رحمي ثم أشار عليه الصلاة والسلام إلى درة، و قال هذه درة بنت عمي فلا تقولنّ لها إلا خيرًا ثم نزل عن المنبر و اقترب منها و قال لها أغضب الله من أغضبك”
بقيت درة بنت أبي لهب في المدينة و كانت صديقة السيدة عائشة تلازمها وتأخذ عنها العلم ، و ذات يوم دخل الرسول إلى بيته ، و قال” أتوني بوضوء “، فتسابقت مع عائشة لتأتيه بالماء يتوضئ فسبقتها درة فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال” أنتي مني وأنا منك”.
قصة درة تعلمنا ألا نحكم على أحد بذنب أحد فلا تزروا وازرة وزرى أخرى، وكل إنسان يبعث و حده ويُسأل وحده، الله سبحانه يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي مثلما أخرج درة من بيت الكفر والفساد ومثلما أخرج موسى وآسيا من بيت فرعون.
وتعلمنا أيضا ألا ننجرف مع التيار و نتبع من حولنا اتباعًا أعمى فنُضل ونخسر.. فأقبلي على الإيمان بالله و طاعته حتى لو كنتي من أسرة لا تعينك على ذلك.
عاشت درة مسلمة مؤمنة محبة لدين الله ورسوله ، وأدركت نفسها من نار التهمت بيت أهلها.. لنا فيها أسوة حسنة.. رحم الله درة ورضي عنها، وإلى صحابية أخرى في سلسلة “نساء في زمن النبي “.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال