نشرة هنا أفريقيا (عدد خاص عن الوضع ناس السودان 3)
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قلت لكم كثيرًا
إن كان لابد من هذه الذرية اللعينة
فليسكنوا الخنادقَ الحصينة
(متخذين من مخافر الحدود.. دوُرا)
لو دخل الواحدُ منهم هذه المدينة:
يدخلها.. حسيرًا
يلقى سلاحه.. على أبوابها الأمينة
لأنه.. لا يستقيم مَرَحُ الطفل..
وحكمة الأب الرزينة..
مع المُسَدسّ المدلّى من حزام الخصر..
في السوق..
وفى مجالس الشورى.
أمل دنقل
الهدنة الوهمية
يوم 21 إبريل ولتاني مرة الطرفين ماحترموش الهدنة، فحسب مصدرنا جوه العاصمة، ضرب النار ماتوقفش حوالين القيادة العامة أو مطار الخرطوم لحظة واحدة. وخلال مكالمتي مع واحد من المصادر هناك.. أصوات الطيارات ومضادات الطيران كانت مرعبة.
كمان أكد مصدرنا في أمدرمان إن معاناة سكان المدينة زادت بشكل كبير، نتيجة وقوع اشتباكات عنيفة غرب المدينة، بسبب محاولات قوات الجيش منع إمدادات الدعم السريع، القادمة من غرب البلاد، من الدخول إلى المدينة.
اشتباكات أسفرت عن كوارث مادية وغذائية كبيرة لأن المعارك كانت في محيط سوق الماشية بالمنطقة، وهو الأكبر من نوعه في السودان، وحسب شهود العيان.. شهدت المعركة تدمير مروحيتين تابعتين للجيش، والأتنين حطامهم وقعوا جوه زرايب للبقر في السوق، فقتلت الحطام والحرايق الناتجة عنها أعداد كبيرة من الرؤوس الحية.
أما الخرطوم بحري، تالت أضلاع العاصمة الكبرى، فشهد قتال عنيف بين القوتين في حي كافوري.
خارج العاصمة
خرق الهدنة ماكنش حكر ع العاصمة، بل على العكس.. العمليات العسكرية اتوسعت براها ودخلت مناطق جديدة، كأن مفهوم (الجياش والدعامة) عن الهدنة هو زيادة حدة القتال.. وانتشاره.
عاشت مدينة الأُبَيّْض – ولاية شمال كردفان، أشتباكات عنيفة في محيط مطار الأبيض، والنتيجة إن سوق المدينة اتحرق تماما. كمان منطقة بورتسودان – ولاية البحر الأحمر رجعتلها أجواء الحرب اللي عاشتها أول يومين.
النزوح والمستشفيات
نتيجة التدهور الشديد في مفردات وسبل الحياة، زادت حركة نزوح السكان من العاصمة إلى ولاية الجزيرة (جنوبها) وولاية نهر النيل (شمالها)، فالأسواق بين محترقة تمامًا أو طالها دمار جزئي كبير، ده غير دمار أغلب المستشفيات.
شهود عيان من الخرطوم بحري، أكدوا إن مستشفى أحمد قاسم طلعت بره الخدمة بسبب إنقطاع الماء والكهرباء ونفاذ المواد الطبية.
صرح شاهد عيان للميزان: رصدنا استغاثة من مستشفى سكر الأطفال، اللي فيها المخزون الرئيسي من أنسولين الأطفال، بتقول: (إن الكهربا مقطوعة ليها أيام والمبنى بأجهزته معتمد حاليًا ع المولدات، وحسب الاستغاثة فاضل وقود يكفي المولدات لمدة 72 ساعة بالكتير، بعدها هتتوقف تمامًا.. بالتالي مخزون الأنسولين اللي في التلاجات هيبوظ.
الجثث المتراكمة
الهلال الأحمر السوداني نجح في إخلاء أكتر من 300 جثة من الشوارع، وحسب تقديراتهم لسه فيه ما يفوق العدد ده بكتير، ورغم مناشدات الصليب الأحمر بتوفير مسارات أمنة لإخلاء الجثث وإنقاذ من يمكن إنقاذهم من مصابين.. إلا أن طرفي الصراع مكملين ضرب بلا توقف.
أزمة الوقود
الباحث السياسي “أ.ع” صرح للميزان، إن الخروج من الخرطوم بقى مكلف جدًا ماديا، أجرة السفر من جنوب الخرطوم لمدينة ود مدني “عاصمة ولاية الجزيرة” بقت 25 ألف للنفر بدل 6 ألاف قبل الأزمة.
قال كمان إنه دفع ألف جنيه تمن توصيلة سعرها 200ج، وبسؤاله للسواق عن فرق السعر الكبير، رد إنه بيشتري جالون البنزين (4لتر) بـ15ألف جنيه بدل 3500ج. وبرر القفزة المرعبة في السعر بخروج كل محطات البنزين من الخدمة لإنقطاع الإمدادات عنها، ومافيش أي مصدر للوقود غير مخزون المصانع والشركات المتوقفة عن العمل.
بس زي ما ظهرت سوق غير شرعية نتيجة رغبة أشخاص إنهم يستفادوا من الوضع ويحققوا مكاسب مادية، ظهرت كمان مبادرات من أشخاص متطوعين يساعدوا بلا مقابل.. في تقليل أثر الأزمة على الناس.
الحرب تتمدد
يوم الجمعة 22، ومع أول أيام عيد الفطر، تمدد نطاق الحرب، ليضم ولاية الجزيرة اللي كانت طول الأيام اللي فاتت اختيار مناسب للمدنيين الهربانيين من الحرب.
ولاية الجزيرة مافيش فيها منشأت ينفع تكون أهداف استراتيجية، أطراف الصراع يطمعوا فيها أو يهتموا بالسيطرة عليها، وده اللي جعلها آمنة الأيام اللي فاتت.
لكن الجيش استدعا وحداته من ولاية سنار ومن مدينة الدمازين، التابعة لولاية النيل الأزرق (جنوب البلاد)، فسرعة اتحركت وحدات تابعة للدعم السريع تقطع عليها الطريق وتمنعها توصول العاصمة. واتقابل الفريقين جوه ولاية الجزيرة، عشان أهلها يستقبلوا الحرب مع العيد في نفس اليوم.. فاختلط صوت الرصاص بتكبيرات العيد.
صلاة العيد ضد الحرب
رغم الحرب الدايرة في الشوارع، ألاف السودانيين خرجوا لصلاة العيد، وشهدت ولاية النيل الأبيض، جنوب وسط السودان، أول مسيرة شعبية تعلن رفض الشعب للحرب وإنه مش طرف فيها ولا تعبر عنه ولا عن مصالحه، وردد المتظاهرين هتافات معادية للبرهان وحميدتي، واترفعت مجموعة شعارات.. أبرزها:
- حرية.. سلام وعدالة.
- لا للحرب.. نعم للسلام.
- الثورة ثورة شعب.. السلطة سلطة شعب
العسكر للثكنات.. والجنجويد ينحل.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال