“نصر الله” من جديد .. تأثير كرة الثلج على الحدود اللبنانية يهدد مصالح بايدن
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في تقرير مجلة “Responsible Statecraft” العاجل، باللغة الإنجليزية، والذي حاول تفسير ما يحدث على الحدود اللبنانية مع الكيان الصهيوني من تصاعد لصوت طبول الحرب، حيث أن طاقم التحليل العسكري والاستراتيجي التابع للمجلة رأى أن استمرار الوضع على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في التصاعد مع قيام حزب الله وجيش الكيان الصهيوني بتكثيف العمليات عبر الحدود .. وعلى الرغم من التصعيد، فإن استراتيجية الحركة الشيعية اللبنانية تبدو دون تغيير –إجبار الكيان الصهويني على تحويل ترحيل قوّات عسكرية كبيرة من هجومها على غزة ضد حماس دون إثارة حرب شاملة مع الكيان الصهويني –على هذه الخلفية، يبدو من المفارقة أن موقف حزب الله يتماشى مع هدف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنشود في منع نشوب صراع أوسع بينما يواصل الكيان الصهيوني حربه ضد المقاومة الفلسطينية في غزة .
وصلت التوترات بين حزب الله وقوات الكيان الصهيوني العسكرية على شريط الحدود اللبنانية إلى ذروتها، بعد غارة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية جنوب لبنان. وأدّى هذا الهجوم الذي ندّدت به منظمة هيومن رايتس وواتش باعتباره “جريمة حرب واضحة”، إلى مقتل امرأة وأحفادها الثلاثة، مما أدّى إلى انتقام حزب الله بقتل مدني إسرائيلي بالقرب من بلدة كريات شمونة الشمالية .. وكانت هذه الحادثة هي المرة الأولى التي تبدو فيها خطورة استهداف حزب الله للمدنيين عمدًا في جولة شديدة الخطورة بينه وبين الكيان الصهيوني، حيث دخل المدنيين –تلك المرة- ضمن قواعد الاشتباك التي فرضتها حرب غزة على الطرفين منذ يومها الأول.
قصف حزب الله لموقع تابع للكيان الصهيوني
وتصاعد دخان الحرب بشكل حاد بين رجال “نصر الله” والكيان الصهويني على الحدود عندما قصفت الدولة اليهودين مستشفى في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان، مما أدّى إلى إصابة شخص واحد .. وفي الوقت نفسه نفّذ حزب الله هجومًا صاروخيًا على الحدود إدّى إلى إصابة أكثر من 20 شخصًا، من بينهم سبعة جنود تابعين للكيان الصهويني على الأقل، وفي الوقت نفسه، أعلن زعيم الحركة الشيعية “نصر الله” أن حزب الله عزّز وتيرة وتكتيكات عملياته على الحدود، وفي خطابه الثاني منذ بداية الحرب على غزة، أعلن نصر الله أن الحركة الشيعية رفعت مستوى عملها العسكري من حيث عدد العمليات والأهداف ونوع السلاح، وشمل ذلك استخدام صواريخ “بركان” ذات التأثير الانفجارب العالي، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار من النوع الانتحاري.
حزب الله يستخدم صواريخ من نوع “بركان”
الأهم من ذلك أن زعيم حزب الله، رغم إعلانه عن التصعيد على المستوى التكتيكي والإيقاعي للمعركة، لم يعلن رسميًا عن تغيير شامل في استراتيجية الحركة الشاملة منذ بداية الصراع في غزة، وتهدف الاستراتيجية كما أوضحها “نصر الله” نفسه في خطابات سابقة، إلى إرهاق جيش الكيان الصيهوني من خلال إرغامه على تحويل موارده العسكرية نحو الجبهة اللبنانية، وبالتالي منع الكيان الصهيوني من الإفراط في القوة لتدمير المقاومة الفلسطينية، حيث أنه قال نصًا : “نعمل على أن تبقى جبهتنا فاعلة في الحرب”، وفي ارتفاع وتيرة الصراع تهديدًا مباشرًا للخطة الأمريكية الواضحة من اليوم الأول للحرب، حيث أن الولايات المتحدة أعلنت أن هدفها التي حرّكت من أجله الأسطول هو ألا تُفتح جبهات جديدة وتدخل أطراف ثالثة بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال