همتك نعدل الكفة
487   مشاهدة  

“نماذج سُجِّلَت في التاريخ” سيدات مصريات كسرن القواعد وحطمن القيود

سيدات


خُصِصَ شهر مارس ليكون شهر المرأة، والحقيقة أن النساء يستحققن أكثر من مجرد يوم أو شهر للتعبير عنهم والاحتفال بهم، فهم عمود المجتمع وأساس الأمم، والتاريخ المصري يحفل بمئات الرموز النسائية العظيمة، منذ آلاف السنين وحتى وقتنا هذا، استطاعت المئات من السيدات المصريات حفر أسمائهن بحروف من ذهب في كتب التاريخ، وضربن أمثلة عظيمة في تحقيق الذات وخدمة المجتمع، وهذه بعض الأمثلة لهؤلاء النسوة الرائعات:

  • عائشة التيمورية

سيدات مصريات

وُلدت عائشة التيمورية في عام 1840م، لأسرة ارستقراطية عريقة، فهي ابنة إسماعيل باشا تيمور، رئيس القلم في ديوان الخديوي إسماعيل، وأمها ماهيتاب هانم شركسية الأصل، وأخت العالم والأديب أحمد تيمور ولكن من أم أخرى، أعمامها هم الكاتب المسرحي محمد تيمور، والكاتب القصصي محمود تيمور، عاشت عائشة في أحد قصور درب السعادة بحي الدرب الأحمر، ومنذ صغرها كانت تهوى القراءة والمطالعة، ولكن والدتها كانت ترفض ذلك حيث ترى أن بنات العائلات الكبرى لا يلزمهم تعليم، ولكن والدها شجعها وأحضر لها من يعلمها اللغات، وسعت أمها لتزويجها فورًا، وبالفعل تزوجت وهى لاتزال في الرابعة عشرة من عمرها عام 1854م، من محمد بك توفيق الإسلامبولي، انشغلت عائشة بعد الزواج فترة وظنت أمها أنها تخلصت من هوس القراءة والكتابة، ثم حلت بها كارثة فجعتها، حيث فقدت ابنتها الكبرى وهي لا تزال طفلة بعد، وانقطعت عائشة عن الشعر والأدب، لمدة سبع سنين، حتى ضعف بصرها وأصيبت بالرمد، وبعد ذلك قررت محاربة أمها وآلامها بالكتابة، وقد تركت لنا إرثًا من الكتب والدواوين العظيمة، وكان لها نشاط كبير في مجال حقوق المرأة والدفاع عنها، وكانت مشهورة بعدائها مع قاسم آمين، وترى أنه يدعو السيدات للسفور، ونشرت العديد من المقالات هاجمته فيها.

  • ملك حفني ناصف

سيدات مصريات

باحثة البادية، التي كانت أول من حارب لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، ملك حفني ناصف الأديبة والشاعرة التي ظُلمت كثيرًا، وخاضت معارك كثيرة لبحثها عن الحقوق، ولدت ملك حفني ناصف في الخامس والعشرون من ديسمبر لعام 1886م، والدها هو الشاعر والأستاذ حلمي ناصف القاضي أحد مؤسسي الجامعة المصرية، كانت ملك أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية، وتخرجت من المدرسة السنيَّة قسم المعلمات عام 1903 م، وعملت بالتدريس بنفس المدرسة لمدة عامين، وبعدها قررت الحصول على التعليم العالي، وبعد تخرجها تزوجت من شيخ العرب عبد الستار الباسل، وهو رئيس قبيلة الرماح الليبية في الفيوم، وعاشت مدة في مدينة الفيوم وتأثرت بطبيعتها للغاية، ومن هنا جاء اسم باحثة البادية الذي أطلقته على نفسها، ولكن ذلك الزواج كان سببًا كبيرًا في تعاستها، فهي لم تُرزق بأطفال، وواجهت ظلم كبير ومعايرات لأنها امرأة عاقر، وصدمتها التقاليد والثقافة الظالمين، حيث أشارت إليها أصابع الاتهام على الفور، بأنها السبب في عدم الإنجاب، خاصة وأن زوجها أنجب سابقًا من امرأة أخرى، وقام برد زوجته السابقة لعصمته مرة أخرة، وذاقت ملك ظلم شديد، وتحملت أيامًا قاسية للغاية، ثم قررت القيام بفحوصات طبية لمعرفة سبب عدم إنجابها، فكانت المفاجأة أنها سليمة تمامًا ولا يوجد لديها ما يمنع الإنجاب، وعلمت بعد ذلك أن زوجها حدثت له حادثة شديدة، أدت لإجراء عملية جراحية دقيقة كان نتاجها أنه لن يستطيع الإنجاب مرة أخرى، وهنا كانت النقطة الفارقة في حياة ملك، وقررت أن تثأر لنفسها، ولكل النسوة المقهورين اللاتي يعانين من قسوة العادات والتقاليد والثقافات الشرقية الظالمة، قامت ملك بتأسيس الاتحاد النسائي التهذيبي، كما قامت بتأسيس جمعية طبية عرفت فيما بعد باسم الهلال الأحمر، وحولت منزلها الضخم لمدرسة لتعليم الإناث مهنة التمريض، وكانت تصرف الأموال من نفقتها الخاصة، ولا تتلقى نقودًا من أحد، وكانت أول امرأة تبحث عن حقوق المرأة، وتدعو للمساواة بين الرجل والمرأة، ودعت لتعليم البنات، وكانت تخطط للعديد من المساهمات المجتمعية، ولكن لم يمهلها القدر وقتًا كافيًا، حيث توفت في ريعان شبابها.

إقرأ أيضا
رحمة الله

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان