همتك نعدل الكفة
481   مشاهدة  

نور الشريف وبوسي.. قصة حب تعرف معنى كلمة للأبد

نور الشريف وبوسي
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في الصف الأول الإبتدائي يعرف الطفل الصغير اسمه الحقيقي للمرة الأولى، محمد جابر هو اسمك أيها الطفل وليس نور، يعود للبيت حزيناً ليحصل على الصفعة الثانية، ذلك الرجل الذي ينام في أحضانه كل يوم بل ويعشق رائحة عرقه ليس والده بل عمه، شيئاً ما انكسر داخل الصغير، شعر أنه ليس من حقه أن يطلب شيئاً من أحد، وعندما عرف أن والده مات وعمره ٢٦ عاماً، وعمه الأخر توفى في نفس السن توقع أن يرحل بعد ٢٠ عاماً في السن ذاته، لهذا عندما رأي تلك المراهقة الفاتنة أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون قال هامساً : سوف أتزوج هذه الجميلة إذا بلغت من العمر ٢٧ عاماً.

البداية

الممثل الشاب محمد جابر والذي ترك كرة القدم من أجل السينما ليعرف باسم نور الشريف يحتل مكانته رويداً رويداً كأحد ألمع الممثلين الشباب، يحصل على أحد الأدوار في مسلسل “القاهرة والناس” عام ١٩٧٢ لكنه لم ينس تلك الفتاة التي رأها بصحبة أختها أمام مبني الإذاعة والتليفزيون قبل ٤ سنوات لتلعب دوراً في مسلسل الأطفال “ بندق ولوزة”، وعمرها حينئذ ١٥ عاماً، ليتأمر مع الفنانة فاطمة مظهر لترشيح صافيناز – التي عرفت بعد ذلك باسم بوسي – للمخرج محمد فاضل لتلعب دور صديقتها وهو ما نجح فيه فعلاً، لتقف بوسي أمامه في إحدى الحلقات لتظل عيناه طيلة التصوير تلاحقها معترفة بغرام احتفظ به لأربعة سنين في انتظار عهده لنفسه.

ويقول نور الشريف عن تلك اللحظات : ” فعلت هذا لكي أقترب منها وأتعرف إليها وهي لم تكن تشعر بي.. لا أعرف ما الذي شدني إليها.. شرارة ربانية كالبرق.. حقيقة لا أعرف”.

نور الشريف يبلغ من العمر ٢٦ سنة عام ١٩٧٢، ينتظر حباً ينتشله من موت متوقع، هكذا هو الحب قادر حتى على هزيمة الموت أحياناً.

الصراع

تقع الشابة صاحبة الـ١٩ عاماً في غرام الممثل الشاب، يتقدم لخطبتها فيرفض الأهل ويحاولون تزويجها من عريس ثري صاحب مستقبل مضمون، وبكل ما تملكه من حب وعزة نفس ترفض تلك الزيجة وتحاول الانتحار، كانت بوسي التي حملت عزة نفسها ظيلة مشوارها بعد ذلك تدرك أنه لا حياة بدون نور، ومن يستطيع الحياة في الظلام.

وبعد وساطة من المخرج عادل صادق، والصحفي عبدالعاطي حامد أصدقاء العائلة  يرضخ الأهل في النهاية وينتصر الحب ويتزوجا.

المدهش أن والدة بوسي التي رفضت الزيجة أقامت معهما في المنزل لترعى ابنتها التي لم تكن تجيد الطبخ إلا أن هذا لم يسمح لبوسي أن تواصل مشوارها الفني بنفس الانطلاقة قبل الزواج وفضلت الأمومة ورعاية الأسرة لينطلق نور الشريف محققاً النجاح تلو الأخر ليحتل مكانة تليق بموهبته وهي راضية قبل أن تبدأ رحلة نجاحها هي الأخرى.

الرضا في الحب سند، والسند في الحب أمان والأمان في الحب طريق للنجاح، حققا كل هذا بإيمان شديد ولمدة تزيد عن ٣٣ عاماً قبل أن يفترسهما الاعتياد.

الطلاق

اشترك نور الشريف وبوسي في ١٠ أفلام، وأسسا سوياً شركة إن.بي فيلم” التي تحمل الحرفين الأولين من اسمهما فعلا كل شيء سوياً حتى سافرت بوسي إلى المغرب عام ٢٠٠٣ لحضور مهرجان “تطوان” السينمائي الدولي وتصاب اصابات بالغة في حادث سيارة استدعى تدخل ملك المغرب بنفسه لعلاجها، يتلقى نور الشريف الخبر ويرفض السفر لمتابعة الحالة متحججاً بتصوير فيلم “عمارة يعقوبيان”، تنسى بوسي ألامها ويوجعها فقط خذلان شريك الروح، ويبقى الخذلان هو النحت الذي لا يمحى من جدار الروح، تعود للقاهرة بعد أن تماثلت للشفاء جسدياً وبروح مكلومة وقلب كسير، لتقيم في شقتها القديمة في المهندسين بينما يسكن نور الشريف في مكتبه.

انفصل العاشقان بفعل الاعتياد “سناج” الحياة اللعين، يتبادل الوسط الفني شائعات حول ارتباط الشريف بممثلة تونسية صاعدة، تنهار بوسي وتطلب الطلاق بعد انفصال دام لثلاث سنوات ليتم في ٢٦ فبراير، ٢٠٠٦ تذكرت أمام المأذون الذي تجلس أمامه للمرة الثانية حين كانت ترغب في الصراخ  موافقة قبل ٣٣ عاماً حين سألها المأذون :”هل تقبلين محمد جابر زوجا؟”.

إقرأ أيضا
الأحاديث

لم تكن تصدق أن الرحلة انتهت، من يحمل الحب يعرف الأبدية، لكنه فقط هذا الذي يحمل الحب الحقيقي.

النهاية

يكره المصريون الطلاق لأن الزوجين يتحولان لأعداء، وهذا ما لم يفعله نور الشريف وبوسي اللذان أقاما في فيلتان متجاورتان في مدينة الشيخ زايد بصحبة ابنتيهما مي وسارة، قدسا “خروجتهما” سوياً بصحبة البنتين لتناول العشاء، صارا صديقين بلا أية ضغائن، حتى عندما خرجت شائعة القبض على نور الشريف في قضية “المثلية الجنسية” عام ٢٠٠٩، كانت في مكانها الطبيعي، سنداً في ظهر حبيبها تصد عنه الأذى، وبعد البراءة وبعد ٥ سنوات كاملة كان على موعدهما مع المأذون للمرة الثالثة وفي ديسمبر ٢٠١٤ يعود العاشقان لأحضان بعضيهما في تكتم شديد ليؤكدا أن حباً مثل حبهما لا يموت، وأن كل شرور تلك الدنيا عاجزة أمام حب حقيقي يعرف جيداً معنى الأبد.

رحل نور وبقيت بوسي عاشقة لا تنساه

الكاتب

  • نور الشريف وبوسي أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان