955 مشاهدة
نوم الصائم في ميزان حسنات صوم شهر رمضان بعيدًا عن حديث العبادة الضعيف
اشتهر حديث على ألسنة العامة يقول نوم الصائم عبادة وعليه فإن البعض يلجأوا للنوم في نهار شهر رمضان، وبعضهم يقوم فقط لأداء الصلاة ثم يخلد إلى النوم نتيجة عدم تحمله مشقة الجوع والعطش.
تبرير آخر يتشدق به بعض مرددي الحديث وهو أن النوم يعفي الصائم من الوقوع في المعاصي المنافية لأخلاقيات الصيام، إذ أن الاحتكاك مع الواقع في نهار رمضان يوقع البعض في المعاصي مثل الكذب والانفعال والسبت ونحو ذلك من الأمور، بالتالي فالعبادة هنا سلبية.
حقيقة الحديث القائل نوم الصائم عبادة
حديثيًا فهذا النص المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم جاء عن بن المغيرة القواس عن عبدالله بن عمر بن الخطاب في كتاب أمالي بن منده وسنده ضعيف بسند ضعيف، كما جاء في كتاب مسند الفردوس لأبي منصور الديلمي من حديث عبد الله بن أبى أوفى، وسلسلة الديلمي تلك فيها سليمان ابن عمرو النخعى وهو أحد الكذابين.
رد على مسألة عبودية الصائم النائم
وحول كثرة النوم فى نهار رمضان وصلتها بإبطال الصيام مع الحفاظ على أداء الصلوات المفروضة، فقد تطرق لها الشيخ علي جمعة بقوله أن شهر رمضان شهر عبادة ليلا ونهارا، أما بالليل فبالقيام بصلاة التراويح وقراءة القرآن وأما بالنهار فبالصيام، والجزاء على ذلك وردت فيه نصوص كثيرة، وفى حديث واحد جمع ثواب الصيام والقرآن فقال صلى الله عليه وسلم “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: يا رب منعته الطعام والشهوة بالنهار فشفعنى فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعنى فيه، فيشفعان ” رواه أحمد والطبرانى والحاكم وصححه.
اقرأ أيضًا
من الخمر إلى كلاب بن مرة “رحلة اسم شهر رمضان من الجاهلية حتى الإسلام”
إشكالية النوم تلك تمنع صاحبها من أداء الحسنات كتلاوة القرآن، لكن لدار الإفتاء رأي آخر يقول الصائم لو نام طول النهار فصيامه صحيح، وليس حراما عليه أن ينام كثيرًا ما دام يؤدى الصلوات فى أوقاتها، وقد يكون النوم مانعا له من التورط فى أمور لا تليق بالصائم، وتتنافى مع حكمة مشروعية الصيام، وهى جهاد النفس ضد الشهوات والرغبات التى من أهمها شهوتا البطن والفرج، ويدخل فى الجهاد عدم التورط فى المعاصى مثل الكذب والزور والغيبة فقد صح فى الحديث “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه”.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
