همتك نعدل الكفة
691   مشاهدة  

نيكولاس سين.. الجراح الذي كان ينفخ غاز الهيدروجين في مؤخرة مرضاه!

نيكولاس سين


قديمًا كان يتم استخدام طرق عجيبة ومخيفة في العلاج، وذلك نتيجة لنقص الإمكانيات التكنولوجية، وعدك تطور الطب مثل الآن، ومن أحد أكثر وسائل العلاج غرابة، هو ما فعله الدكتور نيكولاس سين، حيث كان يقوم بنفخ غاز الهيدروجين في مؤخرة مرضاه، ويضرم النار عند البطن، وذلك ليعلم إذا ما كان هناك ثقب في الأمعاء أم لا، فهل بإمكانك أن تتخيل نفسك مكان المريض؟!.

نيكولاس سين

فكرة نفخ الهيدروجين

 

كان الطبيب نيكولاس سين يقوم بتأدية خدمته الوطنية أثناء الحرب، وكان يأتي له العديد من الجنود المصابين بأعيرة نارية في بطونهم، ولم يكن قد تم اكتشاف التصوير بالأشعة السينية آنذاك، لذا لم بكن هناك أي وسيلة تشخيص دقيقة، ولم يكن الطبيب يعلم على وجه الدقة ما إن كان الجرح الماثل أمامه بسيط وسطحي، أم انه عميق واخترق الأمعاء، حيث أن إصابة الأمعاء لا تظهر أي أعراض يمكن للطبيب أن يحدد بناء عليها.

نيكولاس سين

لذا فكر الطبيب سين في طريقة لكشف الثقب في الأمعاء، ورأى انه يمكنه رصد الثقب والكشف عنه بنفس الطريقة التي يستخدمها العامل في فحص التسريب في أنابيب الغاز المنزلية، وفكر في نفخ الأمعاء بواسطة غاز غير مضر عن طريق فتحة الشرج، وإذا كان هناك ثقب في الأمعاء سيسرب الغاز إلى التجويف الصفاقي ومنه إلى الجرح الخارجي، وهنا يعلم الطبيب بما يدور في الداخل.

 

واختار نيكولاس غاز الهيدروجين بالتحديد لأنه خالِ من السموم، ولا يسبب التهيج عندما يحتك مع الأنسجة الحية، التي تمتصه بسرعة بدورها، إلى جانب أنه من السهل رصد التسريب من خلال إضرام النار فيه، الذي كان يعد بدوره وسيلة لتطهير الجروح من الالتهابات وتعقيمها.

هل زواج التجربة مجرد شو إعلامي؟.. نكشف الحقيقة الكاملة لـ عقد الحياة الوهمي

تجارب ضخ الغاز في أجساد المرضى

 

قام نيكولاس بتطبيق عدة تجارب على الكلاب التي تعرضت لطلق ناري أولًا، كان يتم تقييد الكلاب بإحكام على طاولة العمليات، ويتم تخديره، ثم يُضخ الغاز في فتحة الشرج، وفي نفس الوقت يتم إضرام النار على مسافة قريبة من مستوى البطن، ويبدأ ضخ الغاز تدريجيًا داخل أمعاء الكلب، وعندما تشتعل النار بلون أزرق، يعني ذلك أن الأمعاء مثقوبة والغاز يتسرب منها.

نيكولاس سين

أُعجب نيكولاس بفكرته كثيرًا لدرجة أنه قرر أن يقوم بالتجربة على نفسه، بعد أن اعتراه الفضول حول الشعور الذي يخلقه نفخ الغاز داخل الأمعاء، وبالفعل جعل أحد مساعديه يقوم بنفخ الغاز داخله.

حمدي هيكل .. “أبو موته” قنبلة من الموهبة في انتظار من يطلقها

إقرأ أيضا
الألم

وكتب نيكولاس عن تجربته هذه قائلًا:(تم نفخ ما يقرب من 6 ليترات من غاز الهيدروجين عبر المستقيم، شعرت بالغاز يملئ القولون، وبمجرد أن وصل الانتفاخ للأمعاء الدقيقة، شعرت ببعض الآلام التي زادت حدتها مع تقدم الانتفاخ صعودًا، وعندما امتلأت المعدة والأمعاء تمامًا، كان الشعور مؤلمًا للغاية، وكان مصحوبًا بشعور بالدوار، ولم تهدأ هذه الآلام إلا بعد خروج الغاز كله من جسدي، الأمر الذي استغرق ساعة ونصف، وخرج جزء كبير منه عبر التجشؤ.

 

أوضحت المذكرات أن أول مريض بشري تم التجربة عليه، كان شابًا عمره 27 عامًا، تعرض لطلق ناري في بطنه، ولم ينج من هذه التجربة وتوفى أثناء نفخ الغاز.

 

على الرغم من ذلك كانت تلك العملية تُعد نجاحًا ساحقًا في وقتها، واصبح جميع الجراحين يستخدمونها ويطبقونها في الكشف عن جروح الأمعاء، وظلت هذه العملية مستمرة حتى تم اختراع التصوير بالأشعة السينية، وشاع استخدامها كوسيلة تشخيصية للأمراض.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان