هارولد كول .. نصاب ومزور خدع البريطانيين في الحرب العالمية الثانية وانضم للنازيين
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان هارولد كول يحلم بالشهرة، وفعل في سبيلها كل ما يستطيع، ولكن على عكس الجميع لم يكن يهدف للشهرة الجيدة، ولكن جاءت شهرته من كونه وصمة عار في جبين إنجلترا وفرنسا وألمانيا، ونبذته أمريكا، وطارده رجال الاتحاد السوفيتي.
اقرأ أيضًا
لماذا واصل هذا الجندي القتال في الحرب العالمية الثانية بعد استسلام وطنه وبعد انتهاء الحرب؟
أسوأ خائن في الحرب العالمية الثانية هو هارولد كول، وللعلم ليس لدينا أي تأكيد على أن هذا هو اسمه الحقيقي، فهو يحمل أكثر من خمسين شهادة ميلاد وهوية شخصية، ولكن حاول الجميع أن يمحيه من التاريخ، والاسم الذي اشتهر به كان هارولد كول.
النصاب هارولد كول
وُلد هارولد عام 1906م، في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة لندن، امتهن النصب والسرقة منذ كان عمره أربعة عشر عامًا فقط، ولكن بعد مرور ما يقرب من ثمانية سنوات كان هارولد قد ضاق ذرعًا بقلة الأموال، فسعى للعمل في شركة كبرى، واستطاع الوصول لأدق أسرار الأموال الخاصة بها، وكان يختلس منها باستمرار، وظل الوضع هكذا عدة سنوات حتى تم اكتشاف أمره، وقُبض عليه وقضى في السجن عشر سنوات، ولكنه لم يضيع تلك السنوات هدرًا، فقد قام بتثقيف نفشه جيدًا، ودرس عدة مجالات مختلفة، وخرج من السجن في عام 1939م، بعقلية جبارة أثقلها العلم بالإضافة إلى ذكاءه الشديد، وكان أول شيء فعله بعد خروجه من السجن، هز تزوير شهادة ميلاد وشهادة جامعية، وتقدم بطلب للالتحاق بالجيش الانجليزي، وانضم بالفعل إلى سلاح المهندسين الملكي البريطاني، وسافر بصحبة السرية الخاصة به إلى فرنسا كدعم لها في حربها ضد ألمانيا، ومن هنا كانت بداية مغامرات جديدة.
هارولد كول رجل المخابرات الفرنسي
كان هارولد متفوقًا في عمله للغاية، ومن الطبيعي أن يكتفي بذلك النجاح، ويكمل حياته كضابط جيش محترم، ولكن طبيعته الإجرامية تغلبت عليه، وأخذ يسرق نقود زملائه حتى تم القبض عليه متلبسًا ذات مرة وتم حبسه، ولكن في نفس الوقت، كانت ألمانيا قد تقدمت إلى قلب فرنسا وانسحبت سرية هارولد وتركوه محبوسًا، فوقع أسيرًا في يد النازيين، وتمكن من الهروب منهم بأعجوبة، وقام بالتجول وهو يحمل بطاقة هوية مزورة تحمل اسم كابتن بول، قدم نفسه على أنه رجل مخابرات بريطاني، وبفضل تلك الهوية تمكن من عمل عدة عمليات نصب أكسبته الكثير، ولم يشك فيه أحد أبدًا، لدرجة أن السلطات الفرنسية طلبت الاستعانة به في أحد العمليات المخابراتية الخطيرة، واختاروه تحديدًا لأجل خبراته العظيمة في عالم المخابرات كما أخبرهم، وقبل هارولد المهمة وظل لمدة يساعد رجال المقاومة الفرنسية، وبنى لهم عدة أنفاق على شكل سلسلة معقدة تحت مدينة باريس، وشيد بداخلها زنازين منيعة يستحيل الهرب منها، وذلك ليتم حبس الأسرى الألمان فيها.
الانضمام للنازيين
رغم كل ذلك النجاح الذي حققه هارولد إلا أنه ظل في متمسكًا بالسرقة، وقام باختلاس أموال لا حصر لها من تلك العمليات الفرنسية، وعندما ظهر أمر تلك السرقة للنور، تم القبض عليه وحبسه ولكنه تمكن من الهرب قبل الحكم عليه، وقام بتسليم نفسه للألمان وطلب مقابلة رئيس وحدة المخابرات الموجود في فرنسا، وعرض عليه العمل لصالحهم مقابل تزويدهم بأكثر من ثلاثين صفحة مليئة بأسماء وعناوين أعضاء المقاومة الفرنسية، وبالفعل قام الألمان بالقبض على مائة وخمسين شخص منهم، وتم إعدام ما لا يقل عن خمسين شخص، وكان هارولد حاضرًا أثناء استجواب وتعذيب زملائه السابقين.
الانضمام للأمريكيين والانقلاب على النازيين
تعرف عليه أحد زملاءه القدامى وقام بفضح أمره، فهرب هارولد على الفور واختفى عن الأنظار لفترة، ولكنه عاد وظهر مرة أخرى في جنوب ألمانيا وقال أنه عميل سري بريطاني، وعرض العمل مع قوات الاحتلال الأمريكي، وقام بكشف كل أسرار النازيين وأماكن اختبائهم واجتماعاتهم، وفضح كل خباياهم، وبعد ذلك اكتشف البريطانيون مكانه وقاموا باعتقاله، لكنه استطاع الهرب من السجن وتوجه إلى فرنسا، وتمكنت الشرطة الفرنسية من تحديد مكانه وقاموا بالتوجه إلى منزله، وهناك حدث تبادل إطلاق نار بينهم، وأصيب كول بعدة طلقات توفي على أثرها، وكان ذلك في عام 1946م.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال