“هاري هوديني” أشهر ساحر في التاريخ.. هل قتله غروره أم خيانة تلميذه له؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“هاري هوديني” أشهر ساحر في التاريخ، والذي يعتبر أبًا روحيًا لعشرات من عملوا في السحر الذين اتوا من بعده، وقد عاش هوديني حياة مثيرة وغامضة، ولكن أغرب جزء فيها هو طريقة موته، والشائعات التي دارت حولها، والتي لم تُكشف أسرارها حتى الآن، أما الشيء الذي تعلمناه جيدًا من قصة موته، بغض النظر عن تفاصيلها، هو أنه لا يجب علينا الثقة بأي أحد مُطلقًا، فهاري هوديني لما يتوقع أبدًا أن يقتله تلميذه!.
إريك وايز
وُلد “إريك وايز” في شهر مارس عام 1874م، بمدينة بودابست عاصمة هنغاريا، كانت عائلته يهودية متدينة، والده “ماير وايز” كان حاخام يهودي، ولديه سبعة أبناء إريك كان السابع بينهم، وعندما بلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، انتقل إريك مع عائلته إلى مدينة نيويورك الأمريكية، وكان حالهم المادي متدهور للغاية، وخرج الأبناء إلى العمل لمساعدة والدهم، وعمل إريك في عدة وظائف متواضعة، مثل بيع الصحف، تلميع الأحذية، صنع الأقفال، وتلك الأخيرة بالتحديد هي ما رسمت طريقه تجاه الشهرة والتألق، وجعلته أسطورة في عالم خفة اليد والألعاب السحرية، حيث كان إريك عاشقًا لتلك العروض منذ نعومة أظافره، ويذهب إلى المسارح ليشاهدها، وكان يقوم بنفسه بتقليد الحركات البهلوانية، وعندما سافر لأمريكا، كان يذهب للتمارين الرياضية المختلفة في الأوقات التي لا يعمل بها، فأجاد السباحة والملاكمة والجري لمسافات طويلة، وأيضًا بدء الغوص أكثر في عالم الألعاب والخدع السحرية.
الساحر المحترف “هاري هوديني”
في عام 1894م، وجد إريك في نفسه الشجاعة والثقة الكافيين لبدء مسيرته كساحر محترف، وكان اول شيء فعله هو تغيير اسمه لـ “هاري هوديني” وذلك تيمنًا بالساحر الفرنسي العظيم “جين يوجين روبرت هودين”، والذي كان يعتبره مثلًا أعلى له، وبدأت العروض السحرية الشيقة، والتقى هاري براقصة تُدعى “فيلهيلمينا بياتريس رانر”، وأحبا بعضهما البعض وتزوجا، وقاما بتقديم عروض مشتركة وأطلقوا على فرقتهما الصغيرة اسم “هودينس”.
وقد بحث هوديني عن شيء يجعله مميزًا عن أي ساحر آخر، ووجد ضالته في خدعة الهروب، وبما أنه كان خبيرًا في صناعة الأقفال، فقد نجح في تلك الخدعة نجاح منقطع النظير، كان يقوم بربط نفسه بالسلاسل والاقفال بطريقة تقول أنه من المستحيل أن يفتحها، ولكنه كان ينجح في كل مرة، ويتفنن في الهروب من السترات والسجون والتوابيت والأصفاد التي يقيد بها يديه وساقيه، وانتشر صيته واسمه في كل مكان بالعالم، وأصبح أشهر ساحر موجود في ذلك الوقت.
وفاة هوديني
في أكتوبر 1926م أثناء عرض له بنيويورك، تعرض هوديني لحادث وأصيب بكسر في ساقه، وطلب منه الأطباء التوقف عن تقديم العروض حتى يُشفى تمامًا، لكنه لم يتمكن من البقاء ساكنًا، وقام بدعوة بعض تلاميذه لتقديم عرض خاص في مسرح الأميرة بعد مرور اثنى عشر يومًا فقط على الحادث، وقام أحد تلاميذه يُدعى “جوردون وايتهيد” بسؤاله عما إذا كان صحيحًا أنه يستطيع مقاومة اللكمات القاسية على بطنه، وأكد له هوديني أنه يستطيع فعل ذلك بكل تأكيد، وسمح له بتجربة عملية، وفاجأه جوردون بأربع أو خمس لكمات شديدة، ولم يكن هوديني قد استعد في تلك اللحظة لتلقي اللكمات، ولكنه استطاع أن يتدارك الموقف ويخفي الألم جيدًا، ولكن عندما ذهب لمنزله في المساء اشتدت الآلام فجأة، ولم يعد بإمكانه تحملها أكثر، وارتفعت درجة حرارته، وساءت حالته كثيرًا وسقط مغشيًا عليه، وتم نقله للمستشفى ليكتشف الأطباء اصابته بتمزق شديد في الزائدة الدودية بسبب اللكمات القوية التي تلقاها، وذلك التمزق تسبب في تسمم حاد بجسده، توفى على إثره في 31 أكتوبر 1926م.
قد يبدو الأمر من الخارج كحادث قتل غير مقصود، فلم يكن جوردون يعلم أن لكماته ستقتل معلمه، ولكن في الحقيقة، هناك الكثير يرجحون أن تلك اللكمات لم من قبيل الصدفة أبدًا، وأن جوردون وايتهيد قد تواطئ مع بعض أعداء هوديني لقتله، خاصة أن هوديني كان له عداوات كثيرة للغاية مع سحرة آخرين، وغروره أكسبه الكثير من الكراهية.
وهناك البعض الآخر الذين يرجحون أن جوردون وايتهيد، لم يكن متواطئًا مع أحد، ولكنه لم يقتله بطريق المصادفة أيضًا، حيث كشف بعض تلاميذ هوديني، عن خلاف كبير حدث بينه وبين تلميذه جوردون، وأن ذلك الأخير لم يتخطى الخلاف أبدًا، خاصة أن هوديني قد تخطى حده كثيرًا في ذلك الخلاف، وأحرج جوردون أمام الجميع، لذا قرر أن ينتقم منه ويقضي عليه.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال