هاقولك ايه بعد الشوق يا حبيبي

الست أم كلثوم وهي بتغني هاقولك ايه عن الشوق يا حبيبي وأنا فى قلبي كلام مالوش نهاية” بيجي فى بالي سؤال هل فعلا الكلام مالوش نهاية؟ ولا هو كلام الحب اللى مالوش نهاية؟.

وهل فعلا فيه مشاعر ممكن تستمر زي ما بدأت بلا نهاية؟.

كلام أم كلثوم مع اللحن وصوتها حالة بتسرق الروح وبتخلينا فوق الحقيقة بكتير، لكن وبعد ما تخلص الأغنية وأوقات كمان واحنا بنسمع بتظهر الأسئلة اللي محتاجين نلاقي لها اجابات ينفع تبقي فى الواقع.

كلام الحب والشوق مبهج، بينور الروح وبيسيب لمعة فى العين، بصمته على الوشوش بتستمر لبعد ما يتقال بشوية، ويمكن أثره كمان يرجع يظهر لما نفتكره أو نحكيه، لكن وحاجات كتير بتتغير بعد كلمة لكن هل بالحب وحده يحيا الإنسان؟.

الست أم كلثوم

فى علاقات كتير يبدأ أحد الطرفين وفى الغالب بتكون الست، يبدأ يشتكي من حالة فتور، ويمكن زهق،  يشتكي من إن فترات الصمت طالت، أو إن الطرف التاني اتغير لسبب غير معلوم، أوقات كتير مش بنلتفت إننا بنبني بيت من غير أعمدة بنعلي البناء ومفيش حاجة تسند، نبني  وسايبين جواه فراغ، الفراغ اللي الهوا لما يدخله يعمل تيارات فيه وتكون النتيجة صخب ودوشة.

فى العلاقات العاطفية كل طرف بيكون مهتم إن يوصف مشاعره، يعبر عن اشتياقه، وهو بيوصف الكلام بيكون أضعف جزء فى الحكاية، وتبقى كلمات أغنية أم كلثوم حالة مظبوطة جدًا، لإن الشوق اللي حاسه كل طرف أعلى من فكرة النهايات، وكل شوية العلاقة عمرها يكبر، والكلام يبهت ويضعف تأثيره، تبقي كلمة وحشتيني زى كلمة اهلا، زي أى كلمة ما بتطلعش بره حروفها.

فى البدايات كتير بيغلطوا وهم بيحطوا كل العلاقة في منطقة الحب والاشتياق، ما بيفتحوش سكك تانية يمشوا فيها، وما بيعملوش اهتمامات مشتركة، ايا كانت الاهتمامات دي، تافهة ولا عميقة، حاجة مؤقتة ولا دايمة، الطرفين بيبصوا تحت رجليهم، وما بيشوفوش أبعد من اللحظة.

الست بوصفها الأكثر عاطفية بتدفع أكتر فى اتجاه الاشتياق والتعبير عن المشاعر، وكل شوية ياخد الكلام صيغ مبالغة، ولأن برضه ستات كتير ترمومتر الحساسية عندها عالي شويتين فبتلاحظ التغيير، وتبدأ تروح لدنيا الاحتمالات، اتغير ليه وتظهر أسئلة مش عايزين نقول هبلة ولا عبيطة لكن أسئلة بعيدة، زي كدا اللي بيدور علي محفظته فى حتة منورة رغم انها وقعت منه فى شارع ضلمة.

إقرأ أيضًا….كواليس فيلم المراهقات..أمرت التربية والتعليم الطلبة بمشاهدته، وأم كلثوم بكت بسببه

يا تري اتغير علشان الحب قل؟ ولا واحدة شغلاه؟ ولا مبقتش فارقة؟ يا تري التغيير دا هيدوم ولا فترة علشان شغله، يمكن بيتعرض لضغوط، ولا حد مغيره، أو يمكن زعلان.

إقرأ أيضا

جديد بهاء سلطان : قبل ما أمشي .. الموهبة وحدها لا تكفي

وأسئلة كتير تظهر علشان تجاوب ليه كلام الشوق والمحبة قل، مع إن الاجابة ممكن تكون فى غاية البساطة إنه زهق والكلام بقي عادي مبقاش حاسه.

لو العلاقة فيها مسارات تانية الطرفين مش هيوصلوا لحالة الزهق دي، لو فيه اهتمامات مشتركة، موضوعات بيتكلموا فيها، كتاب أو فيلم أو حاجة جديدة فى مجال شغل حد فيهم، أو مساحة هزار مفتوحة من غير قيود تتمسك على طرف من الاتنين، زي إن طرف يحكي عن صديق(ة) وحاجة حصلت، فيضحكوا شوية لكن اللي بيسمع يفضل متربص علشان يحاسب شريكه على اللي قاله ذات يوم.

التأمل طريقة لكشف الحياة لما نشوف الزرع هنلاقي الزرع مش بيكبر علشان بس بنرويه بالمياه، لكن كمان علشان بياخد ضوء من الشمس، وفي زرع بيحتاج سماد، وزرع يحتاج يتقلم ويتقص منه كل فترة علشان يكبر، وكل حاجة حوالينا كدا.

العلاقة زيها زي أى حاجة محتاجة تكبر، البنت اللي فرحانة بكلام الشوق والحنية، محتاجة تبص لأبعد من اللحظة، وبلاش تقفل العلاقة على منطقة واحدة هتبهت وتمسخ بعد شوية، وتبقي العلاقة مستمرة بالقصور الذاتي، مع اى حاجة تظهر أو تحصل تتكسر المشاعر، ونقعد نفتكر كل الحاجات الحلوة اللي كانت بتحصل وعندنا حالة إنكار ازاى علاقة بكل الحب دا بتنتهى، الكلام الحلو مهم، شعاع دفا فى يوم برد، ونسمة ترطب على الروح، لكنه عمره ما كان كفاية لعلاقات قوية تدوم، فبلاش نسرح ونفرح واحنا بنسد طرق تانية تسند الحب علشان يكبر.