هاني فريد عبدالحي يكشف كواليس “تفجيرات النهاية”: “برقبتي” كانت مفتاح يوسف الشريف ولن أشارك في جزء ثاني (حوار)
-
محمد الموجي
محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.
كاتب نجم جديد
مبدع يحب المغامرة والتحدي، يحلم بالوصول إلى مستوى مختلف في أعمال الخيال العلمي بمصر ويسعى أن يطور نفسه بكل عمل به مساحة من الإبداع، هو ابن مؤسس هذا الفن في مصر “فن الخدع السينمائية والتفجيرات” الأستاذ فريد عبدالحي، كلما قرر أن يبتعد عن هذه المهنة وجد تحدٍ أو مهمة صعبة فيعود إليها مرة أخرى.. وهذه المرة وبعد مرور أسبوعين من رمضان يحقق نجاحًا مميزًا بمسلسل يشغل الوطن العربي “النهاية”.
الميزان التقى الفنان هاني فريد عبد الحي وتحدث معه عن كواليس مسلسل النهاية خلال الحوار التالي:
في البداية.. حدثنا عن التحضيرات الأولية لمسلسل “النهاية”؟
لم أحضربالشكل الكافي والذي يرضيني لمسلسل النهاية، في أثناء تواجد فريق العمل في الأردن، لتنفيذ عدد من مشاهد الأكشن، تم الاستعانة بخبراء أجانب، وبعد الاتفاق قالوا إنهم غير متخصصين في تنفيذ الانفجارات، ويقومون بتنفيذ خدع سينمائية أخرى.
قرر الفريق تصوير مشاهد التفجيرات بعد نزولهم مصر، ووجدت المخرج ياسر سامي يطلبني لمعاينة في نادي وادي دجلة والمقطم، وقال لي إنه يريد عمل “درون”، ووقتها لم أكن ملمًا بكل شيء، واستطعت بجمل بسيطة فهم الموضوع، وهذه الأشياء تُترك لخيال خبير الخدع، والمخرج لا يتخيل كيف سيكون الأمر لكنه مطمئن لفكرة إمكانية معالجة ما تم تصويره في “الإديت والجرافيكس”.
نعود للمعاينة، وجدت المخرج يشرح لي إن المشهد عبارة عن درون طائر يضرب رصاص، ويطارد دراجة نارية يقودها البطل يوسف الشريف، وهو المشهد الذي عُرض في الحلقات الأولى، وطلب مني تنفيذ تأثرات “فيوزات” وانفجار في مغارة في المقطم.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في تنفيذ هذا المشهد؟
كونه يتم في مكان مخيف جدا، شعرت أن لو وقع انفجار في المغارة ستقع علينا، فهي عبارة عن صخرة كبيرة جدا حوالي 300 طن، التنفيذ كان خطر جدا، ومُقلق لكل الفريق والذين كانوا يأتون لي يطلبون مني التعامل بحرص قائلين “خلي بالك ياهاني احنا الصخرة دي لو وقعت خلاص مفيهاش كلام تاني”، لذلك أول يوم كان صعب جدا، المخرج شرح لي أن لديه كاميرا free fly وأخرى على ارتفاع لتصوير الدرون، وبدأت التنفيذ مع التفكير أن يكون كل شيء آمن، لأن الممثل سيؤدي المشهد بنفسه، مع مراعاة المكان جيدًا، وأن يكون العمل داخل الكادر، ويكون تشكيلي، لأنني أعتبره فن تشكيلي من خلال المتفجرات.
النهاية وبـ100 وش وسكر زيادة.. مسلسلات للمشاهدة في رمضان 2020
كيف تم مراعاة اختلاف الزمن وأن التفجيرات والحكاية كلها تدور بعد 100 عام؟
تخيلت أثناء عمل الانفجارات و”الفيوزات” وهي الانفجارات الصغيرة، أن شكل الطلقات والمقذوفات يجب أن يكون أقوى، واخترت أعمل مسافات هندسية بمعنى أن تكون المسافات بين التفجيرات متساوية في العرض أو المدة، فكان التأسيس مختلف عن أي عمل آخر يكون فيه ضرب عشوائي، فكانت بالنسبة لي تجربة مختلفة.
كيف وجدت التعاون مع المخرج ياسر سامي؟
تعاونا في فيديو كليب”مافيا”، وسبق وعملت في تجارب خيال علمي كمسلسلات الأطفال في الدول العربية: الإمارات والسعودية، منذ فترة طويلة أكثر من 12 سنة، وأعمال للأطفال مع صوت القاهرة، لكن المستوى لم يكن يصل لما نقوم به في مسلسل “النهاية”.
بالمناسبة في البداية وقع اختيار المخرج على زميل آخر ولكن لم يتم الاتفاق، تعاونا من قبل؛ فعادة ما يكرر المخرجون التعاون مع نفس مصممي الخدع الذين التقوا بهم في أعمال سابقة.
طلب مني سامي أن أكون معه، وبعد مشهد المغارة صورنا مشاهد مظاهرات نهاية الروبوت ومشاهد نهاية العالم.
وماذا عن يوسف الشريف خاصة وأنه تردد معلومات بشأن خوفه من تصوير بعض المشاهد؟
منذ أن عرفته في فيلم “فتح عينيك”، وأنا أعرف أن أثناء تصويره لأي مشهد أكشن يشعر بالخوف على وجهه من الخدع السينمائية.
وله الحق لأن في حال تعرضه لأي ضرر لن نستطيع استكمال التصوير، وقد يكون الضرر مؤذي له في المستقبل، فالوجه هو رأس مال الممثل.
عموما أي ممثل يشعر بالخوف عند تصوير مثل هذه المشاهد، لكن في نفس الوقت يوسف الشريف أراد جعل الجمهور يرى أنه من يقوم بتصوير المشاهد بنفسه، احتراما لعقله، خاصة في المشاهد التي يحدث فيها تفجيرات قريبة جدا من ظهره ولأنه “روبوت”، لا يبدي أي ردة فعل ولا يحاول تفاديها يتحرك بشكل طبيعي لروبوت لا إنسان يخاف ويهتز، ويتأثر بدافع غريزة الخوف.
هل تحدث معك بشكل مباشر بشأن خوفه من بعض المشاهد؟
تحدث معي قائلًا إنه يحملني سلامته، ويثق بي، فقلت له “رقبتي”، وبين وقت وآخر يعيد علي الكلام السابق، فأردد له نفس الكلمة “رقبتي”، كان قلقان وهذا حقه.
ما هي عناصر التأمين التي تتبعها في أي عمل؟
التأمين يأتي في البداية من خلال استخدام عناصر كلها سينمائية، لا يكون لها رد فعل يشكل خطورة كبيرة، وأن تكون محسوبة، لأن من الضروري أن نعرف مدى ما نستخدم من عناصر، وهي أمور اكتسبتها من خبرة عمل أكثر من 25 سنة، كذلك من المهم أن يتوفر سيارات لإطفاء الحرائق، وعربات إسعاف، وهي أمور متوفرة في مدينة الإنتاج الإعلامي لذلك فكرت في التصوير بها، لكن أحيانا يصعب التصوير داخل المدينة فقط.
هل شهد العمل أي إصابات بسبب التفجيرات؟
الحمد لله، لم يتعرض أي فرد لإصابات، وهذا كان تحدٍ آخر، يعتمد على حسابات نقوم بها وقت تنفيذ التفجيرات، تتعلق بحسابات الهواء، الرياح، الأماكن المغلقة والمفتوحة، اتجاه الممثل، مكان الكاميرا وزواياها، موضوع كبير يستغرق ساعة على الأقل، بعد الانتهاء من ضبط الكاميرات.
ماذا قصدت بوصف مسلسل النهاية بـ “مسلسل علمي علوم”؟
أقصد إنه نوع من الأعمال التي تحتاج لتفكير، في الثانوية العامة كنا نقوم إذا كنت لا تريد أن تحفظ ادخل عملي علوم أو رياضة، ومن لا يريد أن يفكر يدخل قسم أدبي، وهناك جمهور يشاهد المسلسلات من أجل المتعة ولا يريد أن يفكر، يحب أن يكون العمل كتاب مفتوح، “النهاية” ليس من هذه الأعمال، إذ يحتاج لتفكير ولا يمكنك أن تستكمله إذ لم تشاهد حلقة، ويجعلك تفكر في كل كلمة كأنك تذاكر.
صاحب موسيقى النهاية.. من هو خرما الذي التقى ياني وزيمر؟
لك منشور على “فيسبوك” تعلن خلاله تفكيرك في التوقف بعد “النهاية” لأن ليس هناك جديد؟
في مقابلة للفنان سمير غانم، وجدته يقول كلامًا أقتنع به، وهو أن ليس هناك جديد في عالم المطاردات، وأكثر من ممثل تحدث في هذه النقطة من قبل، وأنا دخلت في مناطق لكسر الملل، لتنفيذ أمور مختلفة، احساسك انك تنفذ حاجة جديدة، فكر جديد، تفجر ديكور معين بشكل معين، يجعلك تسعى للتغيير في مجال عملك، وفي التكنيك الذي تستخدمه، وفي “النهاية” تفوقت على نفسي كل مشهد كان به تحدي، والحمد لله كنت أكسب التحدي.
معنى ذلك أن إذا طُلب منك تقديم جزء ثان من “النهاية” سترفض؟
لن أوافق، صعب وليس لدي استعداد، والتجربة كانت ضاغطة ومرهقة عصبيا، ربما لو توفرت ظروف أفضل ووقت أكبر للتنفيذ أوافق.
أخيرًا.. أنت نجل مصمم الخدع السينمائية الشهير فريد عبد الحي.. كيف أثر ذلك على مشوارك؟
سبحان الله، في البداية لم يكن لدي رغبة في امتهان هذه المهنة، كنت أعرف خطورتها ومشاكلها وكنت أفضل البعد عنها، لكن استمراري في هذا المجال جاء بشكل قدري ففي الوقت الذي فكرت بتركها على أن أعمل في الديكور، توفي والدي، وكان قد بدأ العمل في أكثر من مشروع، وطالبني المخرجين باستكمال التصوير، وفكرت أنني سأستمر لعام واحد فقط، لكن وجدتني أكمل مشواري فيه، وفي كل مرة أسافر وأبعد عنها أجدني أعود إليها مرة أخرى.
نعود لوالدي، كان رحمة الله عليه، شخصية جيدة جدًا على المستوى الإنساني والمهني.
رغم أنني عملت معه ورأيته في العمل وبالطبع في البيت، لكن أسمع عنه إنسانيات تجعلني أشعر بالسعادة، وجزء من استمراري في المهنة أن يظل اسمه موجودًا، تعلمت منه الكثير، وكنت أتمنى أن يظل موجودًا حتى اليوم، وأن يكون فخور بي.
مسلسل النهاية .. كيف يتغير الزمن ولا تتغير اللهجة ؟
الكاتب
-
محمد الموجي
محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.
كاتب نجم جديد