“هاي- برازيل”.. جزيرة أسطورية تظهر مرة كل سبع سنوات
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هناك العديد من الأماكن التي يُحيطها الغموض حول العالم، ولعل أشهرهم هي جزيرة “هاي- برازيل” تلك الجزيرة الغامضة التي انتشرت حولها العديد من القصص والأساطير، واختلفت الأقاويل حول وجودها من الأساس، ولكن الحقائق تقول أنها ظهرت مرتين في الخرائط القديمة واختفت بعد ذلك، وحسبما تقول الأساطير الأيرلندية، فقد عاشت هناك حضارة مُتقدمة، وذلك قبل أن تختفي تلك الجزيرة في الضباب، ولا تظهر إلا كل سبع سنوات، فحينها تصبح مرئية، ولكن لا يمكن الوصول إليها أيضًا.
جزيرة هاي- برازيل
هي جزيرة ظهرت على الخرائط القديمة عدة مرات في وقت مبكر أشهرهم عامي 1325م، وفي 1880 م، كما أنها لوحظت لأول مرة من قِبل رسام الخرائط “أنجيلاينو ديلكريت”، وفي معظم الخرائط كانت تقع تلك الجزيرة على بعد حوالي 200 كم قِبالة الساحل الغربي لأيرلندا في شمال المحيط الأطلسي، وواحدة من السمات الجغرافية لتلك الجزيرة، أنها غالبًا ما تظهر على الخرائط على شكل دائرة بها قناة أو نهر يجري من الشرق إلى الغرب في مركزها.
رحلات البحث عن الجزيرة الغامضة
في عام 1480م، غادر “جون جاي الابن ” مدينة بريستول بإنجلترا في رحلة للبحث عن الجزيرة الأسطورية ولكنه عاد خالي الوفاض، بعد أن قضى شهرين في البحر، وفي عام 1481م، انطلقت سفينتين من بريستول للقيام برحلة استكشافية للعثور على جزيرة “هاي – برازيل “، ولكن لم تكلل الرحلة بالنجاح أيضًا.
وعلى الرغم من فشل هذه الرحلات الاستكشافية إلا أن في عام 1497م، أفاد الدبلوماسي الإسباني ” بيدرو دي أيالا ” أن ” جون كابوت ” وهو أول أوروبي قام بزيارة أمريكا الشمالية منذ عهد الفايكنج هو مُكتشف تلك الجزيرة.
وبعد قرنين من الزمان، زعم القبطان البحري الإسكتلندي ” جون نيسبيت” أنه اكتشف جزيرة “هاي-برازيل ” خلال رحلته من فرنسا إلى أيرلندا عام 1674م، حينما ارتفع الضباب أمام السفينة، وظن الطاقم أنهم سيصطدمون بالصخور إلا أنهم وجدوا الجزيرة، ويدعي ” نيسبيت” أنه قد أرسل فريقًا من البحارة إلى الشاطئ، حيث قضوا يوم كامل على الجزيرة الأسطورية، والغريب في الأمر أنهم التقوا على الجزيرة برجل كبير حكيم قدم لهم الذهب والفضة، كما قالوا أن الجزيرة كانت تسكنها أرانب سوداء كبيرة، وساحر غامض يعيش في قلعة حجرية، وتبعت تلك الحملة واحدة أخرى بقيادة القبطان ” الكسندر جونسون ” والذي زعم أنه وجد تلك الجزيرة، وأكد ما قاله القبطان “جون نيسبيت “.
أخر رؤية موثقة لجزيرة “هاي – برازيل ” ، كانت في عام 1872م، من قبل ” روبرت أوفلايرتي “، حيث ادعى أنه زار الجزيرة 3 مرات في ثلاث مناسبات مختلفة، وكان مأخوذًا بسحرها، حتى أنه أحضر عائلته حتى يروا الأمر بأنفسهم، وبالفعل كانوا شهودًا على وجود تلك الجزيرة التي كانت تظهر من العدم ثم تتلاشى أمام أعينهم.
الخرافات والأساطير حول الجزيرة
في عام 1436م، ظهرت الجزيرة باسم ” سولا دي برازيل “، في خريطة البندقية التي رسمها ” أندريا بيانكو “، وكانت واحدة من أكبر الجزر في مجموعة جزر المحيط الأطلسي، وظهرت مرة أخرى عام 1595م على خريطة أورتيليوس من أوروبا، وأحيانًا كانت تظهر في مواقع مختلفة قليلاً على الخرائط بمرور الوقت.
هناك العديد من الخرافات والأساطير التي تحيط بتلك الجزيرة الغامضة، فمنها ما يزعم أنها مسكونة من قبل الكهنة والرهبان الذين يحملون المعرفة القديمة التي سمحت لشعب الجزيرة في خلق حضارة متقدمة يومًا ما، ويعتقد البعض أنها أرض الميعاد، وفي حين أن أتلانتس قد تكون الحضارة المفقودة الأكثر شهرة إلا أن “هاي – برازيل ” موثقة بشكل أفضل، وهناك الكثير من الروايات لشهود العيان الذين رأوها هناك بين الضباب.
وتلك الأسطورة كانت تنتقل عبر الأجيال من نهاية العصر الجليدي، عندما كانت مستويات البحر أقل، وربما أصبحت بعد ذلك تحت مستوى سطح البحر، وغرقت إما لكارثة أو بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر بعدما ذاب الجليد.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال