همتك نعدل الكفة
8٬342   مشاهدة  

حين ذهبت هبة سليم بطلة الصعود إلى الهاوية لحبل المشنقة مبتسمة

هبة سليم بطلة الصعود إلى الهاوية


مَثَّلَت قصة هبة سليم بطلة الصعود إلى الهاوية درة نجاحات الموساد في التجنيد الاستخباراتي، فالمخابرات الإسرائيلية لم تدخر المخابرات الإسرائيلية وسيلة لتجنيد عناصر أجنبية إلا واتخذتها وربما كانت أشهر هذه العمليات على الإطلاق هي عملية تجنيد هبة سليم.

باريس .. عاصمة النور وفخ الظلام

هبة سليم
هبة سليم

في باريس لم تنبهر الفتاة كثيرًا، فالحرية المطلقة بلا حساب التي اعتادتها داخل مصر كانت مقدمة ممتازة للحياة التي عاشتها في عاصمة النور، و لأن هبة سليم درست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها سرعة الاندماج مع هذا الخليط الجديد، ففي الجامعة اختلفت كل الصور التي كانت ترسب في مخيلاتها، إنها الحرية بعينها، الحرية في القول والفعل وحتى الاختيار.

اقرأ أيضًا 
الأرمن وجمال عبدالناصر .. قصة خلية جاسوسية كشفتها المخابرات المصرية

وقعت هبة سليم في براثن الموساد الإسرائيلي حين تم تجنيدها من قِبَل طالبة فرنسية من أصول بولندية حيث دعتها إلى شقتها المحاطة بأصدقائها من اليهود وضباط الموساد أيضًا، ولفتتهم جرأتها وعدم اكتراثها للحرب برغم هزيمة 67، إذ أعلنت صراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة.

اقرأ أيضًا 
نعرف كلام اعتماد خورشيد ..فما هو رد صلاح نصر عليها ؟

في زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية داخل إسرائيل، وأسلوب الحياة في الكيبوتز، وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشًا آدمية كما يصورهم الإعلام العربي، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية حتى نجحت في تجنيدها، واصفة لها كيف أن التعاون مع جهاز المخابرات الاسرائيلي سيوفر لها الحماية الكاملة وأيضا الرفاهية التي تحلم بها.

مهمة هبة وعملية المخابرات المصرية

هبة سليم
هبة سليم

بدورها تعرفت هبة سليم على أحد ضباط الجيش المصري وهو المقدم مهندس الصاعقة فاروق عبد الحميد الفقي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة العميد نبيل شكري، واستطاعت السيطرة عليه مستخدمة أنوثتها الطاغية ونجحت في تجنيده وبدأ هو بدوره يمدها بالمعلومات الخطيرة عن تحركات الجيش وآخر تحديثاته.

كلمة واحدة تكشف الجاسوسة

فاروق الفقي - هبة سليم
فاروق الفقي – هبة سليم

لم يعمل الطرفان هبة وفاروق حساب المخابرات المصرية والتي شددت الرقابة في هذه الفترة على جميع المراسلات البريدية إلى أن لفت نظر أحد ظباطها الأذكياء خطابًا عاطفيًا بريئًا جدًا، موجهًا إلى فتاة في باريس، لكن الظابط الخائن قد أخطا عندما ذكر أنه نجح أخيرًا في تركيب «إيريال الراديو» و لكن في هذا الوقت كان إيريال الراديو قد انتهى زمنه وكان يقصد بالطبع جهاز اللاسلكي الذي يخابر به الفتاة.

اقرأ أيضًا 
شولا كوهين .. لؤلؤة الموساد التي اصطادتها المخابرات

على الفور توجهت المخابرات الحربية إلى شقة الضابط و تم العثور على جهاز اللاسلكي بالإضافة إلى الحبر السري الموضوع في زجاجة دواء السعال وتمت السيطرة عليه واحتجز في أحد مقار المخابرات المصرية وجعلوه يرسل رسائل مضللة إلى الفتاة ساعدت في خطة الخداع الاستراتيجي قبل حرب أكتوبر و لما أخذ الأمر كفايته أعدت المخابرات خطة ذكية للقبض على الفتاة حيث توصلوا إلى والدها وأقنعوه بان ابنته متورطة في إحدى عمليات النشاط الفلسطيني والسلطات الفرنسية تطالب بها، وللحفاظ عليها يجب استدعاءها إلى القاهرة بسرية.

يشير وثائقي كلمة وطن عن تاريخ المخابرات المصرية، أن والد هبة أرسل برقية عاجلة لابنته فجاء ردها سريعا ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس إلى باريس، حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك، وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار، وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها.

إقرأ أيضا
ملف بليغ حمدي

نسقت المخابرات المصرية مع المخابرات الليبية وقامت الأخيرة بحجز غرفة في مستشفى طرابلس لوالدها وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط، وأرسل والدها مجددا لابنته يخبرها بعدم قدرته على السفر إلى باريس لصعوبة حالته، وبالفعل صح ما توقعته المخابرات المصرية إذ أرسل الموساد شخصين للتأكد من وجود والدها في المستشفى الليبي وعندها فقط سمح لها بالسفر على متن طائرة ليبية في اليوم التالي إلى طرابلس وألقي القبض عليها.

كُشفت هبة سليم

الصعود إلى الهاوية
إعدام فاروق الفقي

عندما جرى تسليم الجاسوسة هبة سليم إلى مأمور السجن رافقها تقرير أمني يقول انها شخصية شديدة الخطورة و من المحتمل أن تقوم إحدى أجهزة المخابرات الأجنبية بعملية لتحريرها قبل تنفيذ حكم الاعدام وقد كانت هبة سليم واثقة من ذلك أيضا مما دفعها بأن تقدم التماسًا للرئاسة مطالبة بالإفراج عنها.

وفي ذات يوم استيقظت الجاسوسة على أوامر بالتهيؤ للخروج مع الحراسة لمقابلة شخصية مهمة لا يعرفها المأمور، خمنت هبة أنها جيهان السادات وأن التماسها قد قبل تحت ضغوط دولية، خرجت هبة والابتسامة تعلو وجهها طوال الطريق، حتى توقف موكب الحراسة أمام حبل المشنقة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
5
أعجبني
16
أغضبني
4
هاهاها
3
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان