هجوم بريطانيا على كنائس مصر بعد إلغاء معاهدة 1936 “ملف الجريمة المنسية”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حل يوم 8 أكتوبر 1951 على مصر وهو يحمل في طياته قرار إلغاء معاهدة 1936 في البيان المشهور لرئيس الحكومة مصطفى النحاس باشا، لتشهد مناطق القناة فترة من العنف بين الاحتلال البريطاني والمقاومة.
الضوء الأخضر الذي أعطاه قرار إلغاء معاهدة 1936 م
رغم أن معاهدة 1936 اعترفت بحق مصر في الإستقلال إلا أنها فرضت نوعًا من السيادة البريطانية على قناة السويس، بالتالي فإن قرار إلغاء معاهدة 1936 أعطى الضوء الأخضر للنضال المسلح المصري ضد الإنجليز في مدن القناة، فقام الفدائيين بشن هجمات على المعسكرات البريطانية، جنبًا إلى جنب مع سماح الحكومة بزيادة جنود البوليس لمساعدة الفدائيين.
الهجمات على الكنائس في مدن القناة
لم يقف الإنجليز صامتين فشنوا عددًا من الهجمات العنيفة خلال شهر نوفمبر ولم تأمن أي طبقة من المجتمع المصري ضرباتهم، إلا أن ملف الاعتداء على الكنائس بقي مجهولاً.
كانت أولى الكنائس التي تعرضت للهجوم بعد إلغاء معاهدة 1936 هي كنيسة مارجرجس في شارع الإسكندرية بمحافظة الإسماعيلية يوم الأحد 11 نوفمبر 1951 م، وحكاها المحاسب باسيلي عوض الموظف بمصلحة الضرائب، حيث ذهب إلى قسم الشرطة مستنجدًا ويطلب منهم الوقوف للحيلولة بين الإنجليز والكنيسة، وتبين أن القوات الإنجليزية في الإسماعيلية أطلقت الطائرات النفاثة وملأت شوارع المدينة بالسيارات المصفحة والدبابات وكان الأهالي يقابلون هذه الاستفزازات بالهدوء.
اقرأ أيضًا
“عندما تذللت الحبشة لكسب رضا مصر” قصة دفاع الظاهر بيبرس عن كرامة الكنيسة القبطية
كان المسيحيين في الكنيسة لتأدية صلاة الأحد ومع تلك الأصوات غادر بعضهم الكنيسة ليقرر قائد القوات محاوطة الكنيسة والتقدم نحوها لاقتحامها، فرجع بعض المصلون إلى الداخل ولكن الإنجليز نجحوا في اقتحام الكنيسة بأسلحتهم والاعتداء على المصلين وتبديد بعض من أثاث الكنيسة.
تسبب حادث الاعتداء على الكنيسة في إثارة غضب المصريين وتعاهدوا أقباطًا ومسلمين على الانتقام وقاموا بتعليق لافتة تقول «غدًا تبدأ قوات الكوماندوز المصري .. شعارنا نموت لتحيا مصر».
ثاني الهجمات على الكنائس كان الهجوم الإنجليزي على كنيسة العذراء مريم في شارع محمد علي ببورسعيد يوم 16 نوفمبر 1951، حيث قامت القوات البريطانية بفرض حصار على بورسعيد، وقامت قوة منهم بالهجوم على الكنيسة واتخذوا من مناراتها برجًا لإطلاق النار.
شعر أفراد الأمن المصري بالخطر فقام الصاغ حسن رشدي بالتوجه إلى محيط الكنيسة للتفاهم مع رئيس القوة الإنجليزية، لكن البريطانيين أطلقوا الرصاص عليه وتمكن من إنقاذ نفسه بعدما تبادل معهم إطلاق النار.
حاول بعض الفدائيين محاصرة القوة الإنجليزية التي دخلت المدينة، غير أن استمرار إطلاق النيران في مختلف الجهات لم يمكنهم من ذلك، إلا أنهم نجحوا في إصابة جندي بريطاني كان ضمن الذين يحتلون كنيسة العذراء مريم في بورسعيد.
من مظاهر الوحدة الوطنية في تلك الحادثة أن من ضمن المصابين في أحداث الكنيسة رجل مسلم هو مصطفى حسن، أصيب في بطنه وهو يحمل نقالة فوقها أحد المصابين من الأقباط.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال