“هدية رمضانية سنوية لدول العالم” قصة موسوعة جمال عبدالناصر في الفقه

اعتادت مصر في أواخر ستينيات القرن الماضي أن تقدم لدول العالم موسوعة جمال عبدالناصر في الفقه الإسلامي في المناسبات الدينية الشهيرة مثل المولد النبوي وشهر رمضان، وكانت تلك الموسوعة هي الأولى من نوعها على مستوى فكرة مَوْسَعَة الكتب.

هدية شهر رمضان المصرية لدول العالم .. ما هي مكوناتها ؟

في يوم 9 رمضان عام 1388 هجري الموافق 29 نوفمبر سنة 1968 م قدم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية هدية ضخمة لمؤسسات وبلدان عديدة.

كانت الهدية عبارة عن 100 مصحف مرتل و 100 نسخة من موسوعة الرئيس جمال عبدالناصر للفقه الإسلامي، و 7000 أسطوانة لتعليم شعائر الإسلام وكيفية أداءها مترجمة باللغات واللهجات المنتشرة في أوروبا وأفريقيا والشرق الأقصى.

يفصح خبر جريدة الأهرام حينها أن هذه الهدية أهديت إلى جامعة فينا وجامعة بغداد والمتحف البريطاني في لندن ومكتبة الكونجرس في أمريكا، كما تم إهداء 30 ألف مصحف وكتاب إلى باكستان واليمن الجنوبية واليمن الشمالية والمملكة الأردنية الهاشمية وسيراليون وماليزيا والفلبين والصومال والسودان وأوغندا.

واستجاب مجلس الشئون الإسلامية لرغبة شعب السودان فسجل المصحف المعلم بقراءة الدوري عن أبي عمرو، واستجاب لرغبة الشعب الليبي فتم تسجيل مصحف قالون، كما تم تسجيل المصحف المعلم بقراءة ورش وقراءة حفص للشعوب الإسلامية وذلك ليساهم في تحفيظ القرآن عن طريق هذه المصاحف.

ما هي موسوعة جمال عبدالناصر في الفقه الإسلامي  ؟

معنى مَوْسَعة الفقه هو وضع عمل موسوعي عن الفقه الإسلامي بالحروف الأبجدية يشمل الأحكام الفقهية والتراجم ونحو ذلك من هذا العام.

كان إدوارد لامبير القانوني الفرنسي هو من أول الذين حلموا بوجود موسوعة في الفقه الإسلامي عندما انعقد مؤتمر رجال القانون في الدول غير الإسلامي بمدينة لاهاي عام 1932 م، وتكرر نفس الحلم في توصيات مؤتمر المحامين الدولي في لاهاي عام 1948 ، وتجددت الدعوة مرة أخرى في سنة 1951 بمؤتمر كلية الحقوق في باريس حيث طالبت توصياته بإخراج عمل موسوعي مرتب للفقه مثل موسوعات القانون.

وضعت سوريا بذرة المشروع في جامعة دمشق وكانت الخطوات تمضي بطيئة، ثم تسارعت وتيرة العمل في سنوات الوحدة بين سوريا ومصر، وصدرالقرار الوزارى رقم 24 لسنة 1961 بتاريخ 18 يناير سنة 1961م بتشكيل لجنة لعمل الموسوعة تضم السوريين والمصريين، ثم صدر القرار 33 من نفس السنة ليقضي بتسميتها موسوعة جمال عبدالناصر في الفقه الإسلامي.

إقرأ أيضا

الدحيح وفخ المركزية العروبية

كانت الموسوعة مدونة ومرتبة بنفس ترتيب الحروف الهجائية، وكانت أسماء أبواب الفقه مستقلة وموضوعة في الترتيب الهجائي، وجُمِعَت أحكام المذاهب الفقهية الثمانية « الحنفي، المالكي، الشافعي، الحنبلي، الظاهري، الزيدي، الإمامي، الإباضي»، وترك الأقوال الشاذة منها.

ونص قانون الموسوعة أن تكون وظيفتها جمع الأحكام الفقهية وترتيبها ونقلها فى دقة وأمانة بعبارات سهلة تساير أحوالنا من المراجع الفقهية التى تلقاها الناس بالقبول حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجرى، وذلك دون تفرقة بين احول به وغير المعمول به الآن، أما ما عدا ذلك مما ليس من وظيفتها الأصلية فيكون له ملحق خاص، ويكون إيراد أدلة الأحكام فى الاعتدال وبمقدار ما تستبين به وجهة النظر، وتتناول الموسوعة مسائل أصول الفقه والقواعد الفقهية لارتباطها الوثيق بالأحكام الفقهية.