هرم سنفرو المائل الذي هزم القلق
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لو كنت من قراءة سلسة يوميات القلق ستندهش لما وصلت إليه في التجربة التي ساحكيها اليوم.
ولو كنت تقرأ لي عن هذا الموضوع لأول مرة، فاسمح لي أن أعرفك بنفسي؛ أنا إسراء سيف فتاة تجيد استغلال المواقف الحلوة ولو كانت بسيطة، والمشاعر الحلوة وإن كانت عابرة، ولكن كان يهزمها أحيانا كثيرة القلق، والذي يعرف علميا بالقلق العام.
وقد شرحنا سابقا أننا جميعا نشعر بالقلق، ولكن معي القلق أخذ حيزًا أكبر من العادي حتى هزمته، وأسعى في الاستمرار لهزيمته.
وبعدما كتبنا عن أنواع القلق، ولحظات الانهزام معه، ومحاولاتي في التغلب عليه، وتأثيره على الجسم، أحب مشاركتكم بأخر تجاربي مع هزيمته والتي نجحت بشكل مذهل.
كنت قد كتبت عن تجربتي في السفر وحدي للأقصر الساحرة، ولأسوان الأرض الطيبة، ونجحت هذه التجربة أيضآ على الرغم من تعرضي لمواقف تسبب القلق لاي بني آدم عنده دم، ولكنني تغلبت أيضا عليها وتم حل المشكلة ووصلت لبيتي بسلام.
قررت بعد انتصاري على القلق في هذه الرحلة والسفر وحدي، السفر برحلات مصر الداخلية بحملة مصر جميلة التي أطلقها الممثل الفنان محمد خميس.
سافرنا إلى دهشور بمحافظة الجيزة حيث هرم سنفرو المائل وسنفرو الأحمر، وكنت قد انتويت الفرجة على الهرمين من الخارج وكان هذا يكفي فضولي، حتى دفعني محمد خميس لنزول الهرمين معه ومع مجموعة الرحلة.
يوميات القلق…القلق من الحب والرغبة الجنسية
وكل أفكار القلق اعتصرتني قبل النزول، بعنوان كتبت عنه سابقا : ماذا لو؟…ماذا لو أصبت بضيق التنفس أثناء النزول؟..ماءا لو أصبت بهبوط في الدورة الدموية؟..ماذا لو كُسر ذراعي؟..ماذا لو انهار علينا الهرم؟
بنبرة حادة أبوية أصر محمد خميس أن أهزم هذه الأفكار، ونزلت معه ومع المجموعة ٨٠ مترا تحت الارض!
أصعب هرم من حيث نزوله هو هرم سنفرو المائل الذي نزلته، وبالتأكيد لم يقل لي محمد خميس والموظف الذي يجلس أمام بوابته إلا عندما خرجت منه سالمة.
شعرت أنني تسلقت جبلا، وكنت أهنيء كل سائح يمر بجانبي بنزول هذا الآثر العظيم.
سلم ضيق تسمع صوت رجلك وهي تخطو خطواته عليه لأسفل، يحتوي نفرين بصعوبة، يستطيع أن يحكي لنا كم شخص أراد استكشافه، فيما شهد على تجربتي في هزيمة القلق.
وهرم سنفرو المائل سمي بهذا الاسم، لان شكله يختلف عن أهرامات الجيزة الثلاثة، وخرج بعد الإنتهاء من بنائه بشكل مائل.
حيث تم البدء في بناء الهرم ليصعد بزاوية 58 درجة، وعندما وصل بناء الهرم إلى نصف ارتفاعه تقريبا تقرر بناء الجزء العلوي بزاوية 43 درجة.
وهرم سنفرو المائل هو أحد أهرامات مصر وأحد ثلاثة أهرامات قام ببنائها الملك سنفرو، واستغرق العمل عليه لمدة ١٤ عاما.
ويرجح أن شكله المائل لم يعجب الملك سنفرو، لذا قرر بناء الهرم الأحمر على مقربة منه ب٢ كيلو مترا بدهشور.
كنت أمزح من التعب أثناء نزولي الهرمين قائلة: منك لله يا سنفرووووو، فيما أنا ممتنة له لهذه التجربة التي أكسبتني القوة وجعلتني أهزم القلق، وربنا يجعل كلامنا خفيف عليه!
ملحوظة: ليست هذه التجربة صالحة لمن يعانون أنواعا معينة من الفوبيا والقلق وأمراض الصدر، فاستشر طبيبك الخاص قبل قرارك خوض التجربة.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال