همتك نعدل الكفة
1٬528   مشاهدة  

هلّاَ استمعتم لمتضررة من ختان الإناث “خواطر فتاة مختونة”

ختان الإناث
  • منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



بمجرد أن ترامى إلى سمعي خبر تشديد العقوبات على كل من ارتكب عملية ختان الإناث وأنا أشعر بأن جرحًا غائرًا بداخلي لم يندمل وأن هناك نزيفًا عاد مرة أخرى وكأن ما حدث في الماضي يحدث للتو.

أتذكر ذلك اليوم الصعب عندما اصطحبتني أمي في ظلام الليل بصحبة 10 فتيات متفاوتات في العمر، شعرت وقتها بخوف يسري بجميع بدني تذكرت حكايات الفتيات لي بعد تعافيهم من جرح الختان وما شعرن به من ألم، عندما دخلت الوحدة التابعة لقرية مجاورة، أتذكر اليوم بكل تفاصيله، من شكل الغرفة المتهالكة قبيحة المنظر، وذلك التمرجي الذي كانت ضحكاته تتعالى كأنه معتوه أبله، يناديني بـ “العروسة”، وذاك المجرم الذي قام بإجراء عملية انتهاك جزء من موضع عفتي بدون رحمة، غادرني ذلك الجزء وحل مكانه خوف يسكنني إلى الآن.

بعد أن بدأت في استعادة وعيي من التخدير كانت كل الوجوه تترتقبني بفرحة مسرورة وتباركني، وأنا غائرة في ألمي كأن قلوبهم اطمأنت أنني لن أجلب لهم العار ما دمت حية، وكان أول سؤال سألته لنفسي: أيعقل أن الألم والخوف الذي أشعر به يكون سببًا في تلك الفرحة التي تعتلي وجوههم .. حتى الآن لا ينفك ذلك السؤال يلازمني!.

اقرأ أيضًا
“بيد أمي لا بيدي” أن ننجح في إدراك معنى الحياة والحب عبر المكرونة بالبشاميل

لا يدرك أحد أن ذاكرتي لن تمحو هذه اللحظة وأني كلما سمعت كلمة “ختان” لن تمر علي مرور الكرام هكذا، بل يتجدد معها الخوف والحزن والألم، لأنني بعد البحث أدركت مخاطر وآثار الختان؛ ناهيك عن الصدمة النفسية، وخوفي من الذي سوف أواجه بعد زواجي كابوسًا آخر ؟ هل من العدل أن كل هذا الآذي تتحمله الفتاة بمفردها من أجل زهوة فرح يشعر بها أهل الفتاة لأن ابنتهم أصبحت عفيفة؟.

على إثر جدال دام لمدة ساعة في بيتي بسبب منع ختان الإناث وتجريم من يقوم بذلك كان هناك استهجان مثل “إزاي نسيب البنات يمشوا كده ؟ .. “إزاي يعني بنت متتطهرش”، لم أشعر بنفسي إلا وأنا أنفجر وأتلفظ بكل ما صارعته في أيامي من خوف تلك الليلة التي تطاردني تفاصيلها، ومن جانب أخر وخوف ما سيترتب عليها في المستقبل.

إقرأ أيضا
بطن الحوت

تلفظت بكل ما استطعت به وكأن صمتًا ساد العالم بأكمله ليصغي لصرخاتي التي كتمتها طوال 15 سنة مضت، هدئت وبدأت في شرح فداحة عملية ختان الإناث وما يترتب عليها، وأخيرًا أدرك أهلي فظاعة ما تم فعله بي، وتم اتخاذ قرار أن أي فتاة في العائلة لن تتعرض للختان مرة أخرى، وأنني سأبحث عن طريقة للتعافي وإصلاح ما تم انتهاكه.

الكاتب

  • ختان الإناث منتهى أحمد الشريف

    منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان