همتك نعدل الكفة
29   مشاهدة  

هل أصبحت الإعلانات مصدر إزعاج باعتراف منصات المشاهدة المفتوحة؟

الإعلانات


في كل مرة تشاهد اليوتيوب “منصة عرض مقاطع الفيديو المجانية” أنت تجد نفسك في مواجهة فيض من الإعلانات قد ينتهي بعضها بعد 5 ثواني دون الحاجة للضغط على زر التخطي أو ينتهي بإرادتك بالضغط على تخطي أو قد لا ينتهي إلا بنهاية الإعلان، عملية معقدة تتحكم فيها خورازميات تسحب المشاهدات والربع المتوقع من الفيديو، ولكن كل تلك الإعلانات تدفع المشاهد للإحساس بالملل فيجد أن الحل الوحيد أمامه للاستمتاع بمشاهدة منصة مجانية هو الاشتراك في خدمة يوتيوب برايم والتي أهم مميزاتها أنها تعرض لك مقاطع الفيديو “المجانية” بدون إعلانات.

حل شديد التناقض

الإعلانات
إعلانات يوتيوب

منذ ظهور موضة الكسب عبر الإنترنت وجميع المنصات المجانية تحولت تدريجيًا لمنصات تتيح لك الاشتراك لمشاهدة محتواها دون إزعاج الإعلانات، وربما كان أخر تلك المنصات التي لجأت لهذا الحل “شديد التناقض” هي منصة يوتيوب المنصة الأشهر عالميًا والتي عليها ما يزيد عن 2.6 مليار مشترك نشط، يتصفحون تلك المقاطع المبثوثة عبر فضاء اليوتيوب يوميًا، والسؤال هو هل تتعمد إدارة اليوتيوب دفع هؤلاء المشتركين دفعًا وإرغامهم على الاشتراك في خدمتها المدفوعة فقط للهرب من جحيم الإعلانات؟

الإجابة بالطبع نعم، فسياسة اليوتيوب تعتمد بشكل أساسي على إعطاء نسبة من عوائد الإعلانات لصناع المحتوى كربح لما يقدموه عبر منصتها، وبالتبعة تحتاج المنصة دائمًا لضخ الإعلانات، وهو أمر كان مقبولا في وقت سابق حينما كانت مدة الإعلان لا تتجاوز 15 ثانية ويمكن للمشاهد أن يقوم بتخطيها بعد 5 ثواني فقط، وأيضًا في ظل وجود برامج منع الإعلانات المجانية عبر متصفحات الإنترنت المختلفة.

ولكن شركة جوجل المالكة ليوتيوب قررت أن تدخل عالم المنصات المشفرة والتي تتيح محتواها باشتراك ولأنهم في الأصل منصة مفتوحة فلا يمكنهم التحول بشكل مباشر أصبح هناك ضغط على مستخدمي اليوتيوب للاشتراك في الخدمة، للهرب من الإعلانات، تلك الصناعة التي قامت في الأساس على الإبهار أصبحت الآن بفضل ممارسات استغلالية صناعة مكروهة، فلا أحد ينتظر رؤية إعلان ولا يهتم به فقط يراقب المؤقت أسفل الشاشة ليتخلص من ملل الإعلانات.

الابتزاز الإلكتروني

إعلانات جوجل
إعلانات جوجل

المشكلة أنه ربما إدارة جوجل أو أي منصة أخرة تدفع مشتركيها دفعًا لشراء خدماتهم، هي بمنتهى البساطة تعرض على المشاهد خدمة تخطي الإعلانات، فحولت تلك الشركات والمنصات صناعة الإعلان والإعلان نفسه من سلعة جذابة لسلعة منفرة يهرب منها الجميع، وعلى الرغم من استخدام سياسات غير عادلة في العرض الإعلاني كأن توضع حلقة من برنامج مدتها أكثر من 20 دقيقة كإعلان على مقطع فيديو مدته لا تزيد عن 30 دقيقة هو أمر غير منطقي على الإطلاق، وحذف حق الاختيار لدى المشاهد لمتابعة الإعلان من عدمه بعدم إتاحة خاصية التخطي إلا أن عدد المشتركين في خدمة اليوتيوب – بدون إعلانات- بلغ ما يزيد عن 100 مليون مشترك فقط من أصل 2.6 مليار مشترك ناشط على اليوتيوب وذلك منذ بداية طرح الخدمة إلى الآن.

الغريبة أن يوتيوب فرضت على المشاهدين دفع تكاليف نسب الأرباح لصناع المحتوى وليس العكس كما فعلت منصة الصوتيات ساوند كلاود حينما أعطت مساحة مجانية للمشتركين المجانين ووضعت أمامهم اختيار أخر لبث محتواهم عبرها هو شراء حساب على المنصة بمساحات أكبر أو غير محدودة، فلم تدخل ساوند كلاود الإعلانات كطرفًا في المعادلة بل قدمت الأمر على الطريقة المجانية هناك خدمة متاحة بشكل مجاني وخدمة أفضل باشتراك.

الأمر لم يتوقف حد الإعلانات الطويلة، فإذا كنت تشاهد فيديو يحمل عدد مشاهدات كبير أو مليوني فأنت ستتعرض ل 9 فواصل إعلانية طوال الفيديو، 9 فواصل قد يصل بعضها إلى ما يزيد عن دقيقتين وهو أمر يتناقض مع فكرة اليوتيوب كمنصة مفتوحة من الأساس هرب إليها المشاهد من طول الفواصل الإعلانية في التلفاز، والآن يهرب منها المشاهد هي الأخرى لنفس السبب، طول الفواصل الإعلانية.

تدمير سوق الدعاية

إقرأ أيضا
فوازير أم العريف لنيللي
المنصات - صورة تعبيرية
المنصات – صورة تعبيرية

ولكن يبدو أن الربح من الإعلانات مغري للغاية لدرجة تدفع أغلب المنصات الصوتية لارتكاب مشكلات عديدة ضد أصحاب الحسابات المجانية، مثل إعادة الأغاني أكثر من مرة دون رغبة صاحب الحساب أو عدم تشغيلها من الأساس أو ملئ الشاشة أمامه بإعلانات البوب أب، او تعطيل الخدمة، هذا كله بالإضافة أنه غير مسموح له سوى بأغاني محددة والباقي متاح لأصحاب الاشتراكات أو حتى عدد ساعات استماع محددة.

بالتأكيد الربح هدف شرعي لكل شركة ولكن أيضًا عدالة الاستخدام تفرض على تلك الشركات أولًا مصارحة المشتركين بها حول سياستها الإعلانية، ثانيًا يجب أن توفر خدمة أخرى غير منع الإعلانات لتدفعني للاشتراك بدلا من عملية ابتزاز سيئة وغير مشروعة تدفعني دفعًا للاشتراك فقط للهروب من الإعلانات.

والمثير في الأمر أنه إذا نجحت سياسة تلك الشركات في تحويل كافة مشتركيها المجانيين لأصحاب حسابات على مواقعها، من سيتبقى لمشاهدة الإعلانات، تلك الشركات بسياستها غير العادلة تهدم دون قصد -وربما بقصد- سوق الدعاية الإلكتروني في العالم أجمع، وحولت الدعاية لسلعة سيئة السمعة لدى المشاهد، فأصبح الإعلان شبح يهرب منه المشاهد بالاشتراكات المدفوعة

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان