هل تحسم قوائم بيلبورد عربية لقب صوت مصر؟

منذ نشرها قوائم المطربين والأغنيات الأكثر استماعًا في الوطن العربي، أثارت منصة بيلبورد عربية الجدل حول المعايير التي وضعتها أثناء إعداد تلك القوائم، ظهرت أسماء لم يكن متوقع لها الظهور ومعها عادت بعض الأغنيات إلى الواجهة رغم صدورها منذ فترة طويلة، وبدأ الجمهور المصري بالأخص التعرف على بعض الأسماء من الخليج مثل “الشامي،عايض، فؤاد عبد الواحد” أو من شمال أفريقيا مثل”ديستانكت،اّل جراندي توتو”.

ظل الجدل الأكبر حول الصراع على صدارة قائمة “هوت 100″ لأكثر الفنانين استماعًا،حيث تصدرت القائمة أغلب الأسابيع المطربة شيرين عبد الوهاب رغم ابتعادها عن الساحة بسبب مشاكلها الشخصية التي لم تنتهي مع منافسة شديدة من الهضبة عمرو دياب الذي احتل صدارة القائمة وقت صدور ألبومه الأخير” مكانك” ولم تبارح 3 أغنيات لـ شيرين عبد الوهاب “كلام عينيه، الوتر الحساس،صبري قليل” قائمة أكثر عشر أغنيات استماعًا مطلقًا رغم صدورها في فترات سابقة.

الشاهد أن تلك القوائم أفصحت بشكل موثق عما يستمع إليه الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج في الفترة الحالية وليس على المدى الطويل وأكدت على حقيقة أن القمة مسطحة وليست مدببة تتسع للكثيرين من المطربين والمطربات وليست حكرًا على أحد مع عدم إغفال أن المنصة تحتفظ لنفسها بالأرقام والإحصائيات ولم تفرج عنها حتى الأن.

بيلبورد بالمصري

قبل سابق نوهت المنصة أنها بصدد إعداد قوائم منفصلة تقسم المطربين على أساس جغرافية اللهجة “خليجي،مصري أو مغاربي “لهجة شمال أفريقيا”أو على حسب القوالب الموسيقية مثل المهرجانات والشيلات الخليجية والموسيقى المستقلة،مع أول أغسطس أفرجت بيلبورد عربية على تلك القوائم ومنها قائمة أعلى 50 مصري والتي تحدث أسبوعيًا حيث صدر حتى الآن قائمتان لأول أسبوعين في الشهر.

لم تكن هناك مفاجآت كبيرة حيث احتلت أغنية “كلام عينيه” للمطربة “شيرين عبد الوهاب” المركز الأول على مدار الأسبوعين، ورغم صدور ألبوم “تيجي نسيب” للمطربة أنغام أول الشهر”بعد صدور أول قائمة” لم يدخل من الألبوم قائمة أكثر 10 أغنيات استماعًا سوى أغنية “هو أنت مين” حيث احتلت المركز الـ 8 في الاسبوع الثاني مع ظهور بعض أغنيات الألبوم في مراكز متأخرة نسبيًا مثل “تيجي نسيب  33،خليك معاها 41، وبقالك قلب 42،كان برئ 44” مع توقعات بتغيير ترتيب تلك الأغنيات على مدار بقية قوائم الشهر.

المطرب المدبلج

رغم توالي صدور أغنيات ألبومات بعض المطربين مثل “حماقي، رامي صبري” لم تدخل أي أغنية منهم قائمة العشر الأوائل مع احتفاظ أغنية “هيجيلي موجوع” للمطرب تامر عاشور بمكانها وسط قائمة العشر الأوائل حيث صعدت من المركز الثالث للمركز الثاني في أول أسبوعين.

أما اهم مفاجآت القوائم هو ظهور المطرب “توو ليت” الذي يكتب اسمه على طريقة الفرانكو آراب “Tu8lte” وأصبحت أغنياته حديث مواقع التواصل الاجتماعي بالأخص بين المراهقين وظهرت أغنياته “حبيبي ليه، ما تيجي اعدي عليكي” المركزين السادس والسابع.

استخدم “توو ليت” أسلوب الصدمة وإثارة الجدل حيث يظهر مرتديًا قناعًا يخفي ملامح وجهه ويغني بلهجة مصرية “مكسرة” يشعرك بأنه “مدبلج” وفجر جدلًا واسعًا حول ماهية شخصيته ومن يكون مع تواتر بعض التكهنات بأنه مطرب راب يدعي مهاب أو اخر يدعى خفاجى ودخل على الخط عبد الله ابن المطرب عمرو دياب بعد أن ظهر “توو ليت” في كليب أغنية “حبيبي ليه” في حلة ديابية تنتمي إلى حقبة التسعينات مع محاكاة بعض مشاهد من فيلم “أيس كريم في جليم” بالإضافة إلى غلاف ألبومه المصمم بطريقة بدائية مثل شرائط الكاسيت القديمة واستخدمت الشركة المنتجة للألبوم “هجانة ميوزك” شعارًا مشابهًا لشعار شركة صوت الدلتا التي كانت تنتج ألبومات عمرو دياب في السابق.

عودة زمن ميلودي هيتس

اعتمدت القائمة اللهجة المصرية كشرط أساسي لها حتى لو مؤدي الأغنية غير مصري، لذا سنجد ان القائمة ضمت في مراكزها الأولى أغنية “جنني” للمطربة التشيلية ذات الأصول الفلسطينية “إليانا” والتي حققت أكثر من 40 مليون مشاهدة على منصة اليوتيوب فقط رغم صدورها في إبريل مطلع هذا العام في ألبومها “ولدت” حيث بدلت مواقعها مع أغنية “هيجيلي موجوع” في الأسبوعين الماضيين أيضًا ظهرت أغنية “خدني” للمطرب السوري “الشامي” المكتوب باللهجة المصرية مع أغنية “لا” للبلجيكي ذو الأصول المغربية ديستانكت واحتفظت أغاني “مسيطرة” لـ اللبنانية لميس كان و”مخصماك” لـ المغربية نوال عبد الشافي بمواقعها داخل القائمة المصرية.

إقرأ أيضا

دندنة حنين الشاطر بداية مقبولة لصوت ننتظر منه الكثير

أعادت تلك الأغنيات تذكيرنا بزمن قنوات ميلودي هيتس حيث الأغنيات المصرية التي يؤديها مطربون عرب بلكنة مكسرة مستخدمين إيقاعات سريعة لاهثة، ومع تفشي خدمات الفيديوهات القصيرة “Reels” على مواقع التواصل الاجتماعي دخلت تلك الأغنيات سريعًا إلى الجمهور المصري حيث حلت تلك المواقع محل الفضائيات، ناهيك عن استخدام بعض المؤثرين  لمقاطع من تلك الأغاني كنوع من الترويج لها.

شيرين أم أنغام

صدر ألبوم أنغام “تيجي نسيب” عبر شركتها الخاصة المسماة “صوت مصر” وفتح هذا المسمى جدالًا لم ينتهي بين المستمعين حول لقب صوت مصر المحتدم بينها وبين شيرين عبد الوهاب مع مناوشات من بعيد لجمهور “اّمال ماهر” ومنذ إطلاق تلك القوائم ظلت شيرين على قمة الاستماع رغم ابتعادها كما ذكرنا وهو ما يثبت أن أغنيات شيرين أكثر انطلاقًا في الشارع العربي رغم غيابها وحتى مع صدور ألبوم لمطربة بحجم أنغام، لكن هل يمكن التعويل على تلك القوائم في حسم هذا الجدل الدائر حول لقب صوت مصر أم أن مواقع التواصل الإجتماعي قد تزحزح شيرين من عرشها على قمة الاستماع الفترة القادمة خصوصًا أن المعايير الحالية للتقييم تخضع لنسب المشاهدات ومدى استخدام الأغنيات في الفيديوهات القصيرة ولا تعترف بالقيمة الفنية في المطلق عمومًا لنرى ما سوف يحدث في الأيام القادمة.

فتحي سلامة موسيقار الجذور المصرية