هل تحل الألعاب محل الأفلام والمسلسلات مستقبلا؟
-
سمعة
كاتب نجم جديد
يبدو هذا السؤال غريبا بالتأكيد.. هل سيأتي اليوم الذي تتوقف فيه صناعة السينما والتليفزيون لتحل محلها صناعة الألعاب، أطمئنك عزيز القارئ هذا الطرح ليس جديدا على الإطلاق ففي العام 2013 وعقب طرح الجزء الأول من لعبة “آخر من تبقى” The Last of Us، على الجيل الثالث من أجهزة البلايستيشن وكان هذا السؤال مطروحا بشدة، خاصة مع القصة القوية والمنحنيات بها وتعاطف الجميع مع بطليها والمصاعب التي واجهونها.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي العام 2018 وعقب طرح لعبة العالم المفتوح Red Dead Redemption 2، خلاص الموت الأحمر الجزء الثاني، تم إعادة طرح السؤال مرة أخرى اللعبة التي أثارت انفعالات اللاعبين وجعلتهم يتعاطفون مع بطل اللعبة أرثر مورجان الخارج عن القانون في محاولة إصلاح نفسه وأصدقاؤه والولاء للشرف في نهايات عصر رعاة البقر نهاية القرن التاسع عشر، -هناك مراجعة قريبا للعبة على صفحات الميزان فانتظروهها- شخصية أرثر مورجان واحدة من أكثر الشخصيات التي أثرت في اللاعبين بل إن مؤدي صوت الشخصية استطاع نيل جائزة أفضل ممثل في هذا العام لشخصية خارجة من عالم الألعاب.
اقرأ أيضا: مع اقتراب صدورها.. تعرف على أبرز المعلومات عن الجزء الثاني من لعبة “آخر من تبقى” وأسباب منعها
فلتتفاعل كمشاهد مع مسلسلك المفضل
في العام 2018 في شهر ديسمير بالتحديد طرحت نتفليكس حلقة خاصة من مسلسل “المرايا السوداء” الشهير Black Mirror، تحت عنوان Bandersnatch، في هذه الحلقة وضعت نتفليكس خاصية للمشاهدين تجعلهم يتحكمون في مصير بطل الحلقة، يتحكمون في اختياراته وعلى أساس اختيارتهم يتغير مصير الشخصية ومسارها، بل إنه في أحد المسارات نخبر بطل الحلقة أننا شركة تدعى نتفليكس ونحن عبارة عن مشاهدين يتحكمون في مصيره عبر خدمة خاصة تبث عبر الإنترنت.
بشكل من الأشكال جسدت هذه الحلقة طفرة في عالم المشاهدات التليفزيونية وسواء أحببتها أم لا ولكنها كانت تجربة مختلفة غيرت كثيرا في مفهوم المشاهدة والتفاعل مع الأحداث، فبدلا من أن تكون مشاهدا سلبيا بل تطور الأمر وأصبحت مشاركا إيجابيا، وعلى الرغم من أن الأمر عبارة عن سيناريوهات مختفة ومسارات معدة مسبقة إلا أن التجربة هذه كانت مختلفة على كل المقاييس.. لم تتوقف نتفليكس حتى الآن عن بث مسلسلات أو حلقات بهذه الطريقة.
حرب صناع السينما
منذ ظهور منصة نتفليكس الرقمية وهي تسعى لنقل كل شيء لشبكة الإنترنت، فلنرقمن كل شيء، ومع بداية دخولهم لمجال الإنتاج دخلوه بقوة وأنتجوا أفلام ترشحت لجوائز عدة واستطاعوا اقتناص جوائز سينمائية لأفلامهم وهي جوائز ذات أهمية، ورغم ما يبيديه صناع السينما الأقدم من تعنت تجاه هذه الأفلام إلا أنهم يوما بعد يوم يستطيعون سحب البساط من تحت أرجلهم وجذب المشاهدين من قاعات السينما ليجلسوا بالبيجامات في منازلهم ليشاهدوا فلامهم المحببة، ما بالك لو استطعت كماشهد من أن تكون فاعلا في فيلمك المفضل.
التقنيات الحديثة
كثيرا ما تسأل نفسك كمشاهد ماذا سيحدث لو سلك البطل هذا الطريق بدلا من هذا، والحقيقة أن صناع السينما أيضا راودهم مثل هذا الخاطر وصنعوا أفلاما مثل Run Lola Run وMr. Nobody وغيرها من الأفلام التي تتسائل عن المصائر الأخرى والخطوط الزمنية المختلفة لأبطالهم، ولكن ماذا لو كان الأمر تحت يديك أنت كمشاهد وليس ما اختاره لك مخرج العمل وكاتبه.
التقنيات الحديثة كالسي جي أي وغيرها تبشر بنتائج مختلفة مستقبلا، من خلالها يمكنك استدعاء أي ممثل فارق الحياة وتجعله بطلا لفيلمك، بل يمكنك ابتكار ممثلين وجعلهم يقومون بأداء أدوار مختلفة، فوداعا للمخاطر ولصعوبة المشاهد الخطرة، ولكن حتى الآن النتائج مبشرة فقط ولكن ماذا بعد 10 سنوات من الآن، ماذا بعد 50 عاما.. التقنيات ستظل تتطور وستصبح صناعة السينما أشبه بالمسرح، أمر أقرب للكلاسيكيات منها للحداثة.
صراع الأجيال
مع كل تقنية حديثه يقدمها العلم يحدث تطورا في صناعة السينما ويحدث صراع من صناع السينما ومحاربة لهذه التقنية ومن ثم الرضوخ لها وتقبلها وهكذا، بدأ هذا الأمر منذ بدايات الصناعة نفسها ومع السينما الصامتة والانتقال إلى السينما الناطقة، مع ظهور الألوان، مع تغير الأبعاد واختلافها، كل مرة يحارب صناع السينما التقنية الحديثة لأسباب مختلفة ولكنه رفض للتغيير في المقام الأول، من أن يأتي شاب صغير ليحل محل صانع السينما القديم والمخضرم ولكنها سنة الحياة والتطوير سينال من كل شيء.
هل الأمر مقبول؟
بالتأكيد العديد من المشاهدين وصناع السينما سيرفضون هذا التعديل الذي ربما لا يحدث، يقول أحد المعلقين على موقع “قورة” عندما طرحت هذا السؤال ويدعى سكوت أعتقد أن الأفلام ستتغير بسبب الذكاء الصناعي والسي جي أي، وربما في المستقبل يتوقف الناس عن الذهاب إلى السينما كل شيء في منزلي وأنا مستعد تماما.
بينما كان رأي كريس مختلفا، كانت إجابته قاطعة، لا، بالتأكيد سيستمران معا نرغب أحيانًا في الاسترخاء قليلًا ومشاهدة قصة رائعة. هذا الجزء فينا هو الذي كان يتجمع حول النار بينما يخبرنا الساحر قصة في الماضي السحيق، تتطلب ألعاب الفيديو مشاركة نشطة. أحيانًا أكون نشيطًا جدًا خلال يومي في العمل، أريد فقط الجلوس وفك الضغط. لا أريد أن أكون نشطًا بعد الآن. تتيح لي الأفلام القيام بذلك بطريقة مختلفة عن ألعاب الفيديو.
هل يكملان بعضهما البعض؟
هذه هي النقطة التي أحب أنا كاتب الموضوع أن تصل لها الأمور في النهاية، تم الإعلان هذا العام عن مشورع لتحويل لعبة The Last Of Us إلى مسلسل تليفزيوني يشرف عليه مخرج اللعبة نيل دراكمان بالإضافة إلى كريج مازن الذي أشرف على مسلسل تشيرنوبل الشهير، والمسلسل من إنتاج قناة HBO، العام الماضي تم إنتاج مسلسل The Witcher وهو عن اللعبة الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه من إنتاج نتفليكس وبطولة هنري كافيل، وهناك لعبة Assassin’s Creed الشهيرة والتي تحولت إلى فيلم يحمل الاسم نفسه من بطولة مايكل فاسبندر وماريون كوتيار، وغيرها من الألعاب التي تتحول إلى أفلام، وكنا في السابق يحدث العكس أي أن الفيلم يتحول إلى لعبة.
هل يحمل المستقبل تكاملا من نوع ما، أي تشاهد المسلسل وتكمل بعض الأحداث عن طريق الألعاب ربما يحدث هذا وربما يحدث تطويرا مختلفا، وربما تصدق النبؤة وتتنتهي صناعة السينما والتليفزيون بشكلها الحالي ليحدث تطويرا لأجيال جديدة لا ترى غضاضة في هذا الأمر وتتقبله.
والسؤال هنا لك عزيزي القاريء: هل تقبل بأن تستبدل الألعاب السينما والمسلسلات التليفزيونية؟
الكاتب
-
سمعة
كاتب نجم جديد