هل تظاهر السادات بالإصابة بأزمة قلبية خلال جنازة عبد الناصر؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت جنازة الرئيس الخالد جمال عبد الناصر مهيبة إلى حد كبير ، حيث شارك الشعب المصري عن بكرة أبيه في الجنازة بشكل أو بآخر ، الذين استطاعوا الذهاب خلف النعش لم يتأخروا فرسموا صورة كالنمل المُلتف حول قطعة الحلوى ، حاملين صور الرئيس جمال عبد الناصر ، بينما رفع الفقراء صور من عقود الأراضي التي وزعها عليهم عبد الناصر بعد نهاية عصر الملكية ، وراح الشعراء يكتبون في نعيه وتتحول كلماتهم لأغاني بأصوات كبار المطربين ، بينما كانت القرى والنجوع تصرخ حتى النحيب وتخرج النساء من الشرفات وإلى الشوارع كاشفات شعورهن دليلًا على شدة الحزن ، بينما لم تتوقف الجنازة عند الحدود المصرية ، فخرج الآلاف من الشعب الفلسطيني ناعيًا عبد الناصر ، كما انهار الزعماء العرب بالدموع وهم المعروفون بقوة الشكيمة ، بينما كان فراق عبد الناصر أقوى من كل شئ !
تحكي السيدة جيهان السادات عن كواليس تلك اللحظات الحرجة ، وقالت أن هاتفًا جاءها من الرئيس السادات مساء يوم 28 سبتمبر يوم 1970 ، قائلًا : تعالي إلى بيت عبد الناصر ! ، فذهبت وأنا لدي شعور أن هناك شئ غير طبيعي ، لأجد وزراء ورجال الدولة يجلسون على الأرض في منزله بالمنشية ، والسيدة تحية زوجته قد حقنها الأطباء بالمهدئات حتى يسيطرون على حالتها في تلك اللحظات الصعبة ، فعرفت أن الرئيس عبد الناصر قد مات ، هذا الرجل الذي كان عمره اثنين وخمسون فقط ، لا نصدق ما حدث ، حتى إن الرئيس السادات لم يستطع أن يتمالك نفسه خلال تشييع الجنازة وبعد أن ألقى الخطاب سقط مغشيًا عليه !
وفي مسألة سقوط السادات مغشيًا عليه طرح المؤرخ الناصري عبد الله إمام (والمعروف بموقفه الدائم ضد الرئيس السادات) بعض الأسئلة خلال كتابه “حقيقة السادات” ، لكن الإجابة كانت على لسان الرئيس السادات نفسه من خلال الاستعانه بمقطفات من مقالات الكاتب الساداتي أنيس منصور ، وهو أقرب صحفي للرئيس السادات وكان كل حرف في مقالاته عن السادات بمثابة تأريخ للمرحلة ، وكان الفصل الأول من كتاب “حقيقة السادات ، يتهم الرئيس السادات ويصفه بصاحب القدرة التمثيلية وإظهار عكس ما يبطن ، وتلون الوجوه المختلفة له بأكثر من لون ، وكانت النقطة الرئيسية في الاتهامات أن الرئيس السادات قد تظاهر بالإصابة بنوبة قلبية خلال جنازة الرئيس عبد الناصر ، وقال في كتابه : إن أنيس منصور قد كتب في مجلة أكتوبر مقالًا بتاريخ 27 ديسمبر عام 1981 يقول فيه “وسألت الرئيس السادات : هل صحيح ما يقال عند يا ريس إنك في جنازة عبد الناصر تظاهرت بأزمة قلبية ولم تكن هناك أزمة بالأساس ، ولكن قد كانت وصلتك معلومات مؤكدة عن محاولة لاغتيالك قد دُبّرت أثناء الجنازة وكان التظاهر بالأزمة القلبية والاختفاء هو الحل الوحيد ؟ .. فضحك السادات قائلًا : يا باي .. أعوذ بالله .. إن أحدًا لا يصدق أحدا في هذا الزمان ” .. ويقول المؤرخ خاتمًا تلك الفقرة : لم ينفِ السادات الواقعة ولم يؤكدها .. لتظل حقيقة غائبة من دهاليز السادات المظلمة !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال