همتك نعدل الكفة
3٬305   مشاهدة  

هل توجد حدود في الصداقة الحقيقية؟

الصداقة


يعتقد البعض أن الصداقة الحقيقية لا يجب أن تكون مقيدة بحدود بينه وبين صديقه، فلا توجد أسرار، ولا حياة شخصية، وكل الأشياء مفتوحة على مصراعيها للأصدقاء.

اقرأ أيضًا 
الصداقة وحقوقها في الرؤية الصوفية “حكم بن عطاء الله نموذجًا”

ورغم أن ذلك قد يفسره الأصدقاء بأنه شعور بالأمان يجدونه مع الطرف الآخر، إلا إنه شديد الخطورة وقد يدمر الصداقة من الأساس في يوم من الأيام.

  • هل توجد حدود في الصداقة الحقيقية؟

الصداقة الحقيقية

وفقا لموقع Bustle، تقول المعالجة النفسية كايلي بليس إن “وضع الحدود أمر مهم للغاية في العلاقات”، فهي ليست مفيدة فقط لاحتياجاتك الخاصة، ولكنها مفيدة أيضا للآخرين لمعرفة أفضل طريقة للتواصل والتفاعل معك.

وتضيف “بليس” أنه في الصداقات، يتقاسم الناس الكثير من أنفسهم ويتوقعون الدعم والمساعدة من بعضهم البعض.

ورغم أنه في بعض الأحيان يكون الأمر قابلا للتنفيذ، إلا إنه في أحيان أخرى لا يكون كذلك، لذا هذا هو الوقت الذي تدخل فيه الحدود حيز التنفيذ.

إذا كنت تتساءل عن أنواع الحدود التي يجب أن يكون لديك في الصداقة الحقيقية فسنتحدث معا عن ذلك في السطور التالية، والأمر الجيد هو أنه لم يفت الأوان لبدء وضع الحدود الآن.

  • الوقت

الصداقة الحقيقية

أحيانا نرتبط بموعد مع صديق عزيز جدا لمشاهدة أحد الأفلام في السينما، أو لتناول القهوة سويا، وعندما نصل المكان المحدد للقاء، وفي الموعد المتفق عليه، يصدمنا الصديق باعتذاره عن الحضور.

بالطبع ذلك لا يعني أن نهاية العالم قد أوشكت، لكننا نحزن بسبب ما تحملناه من أجل ذلك الموعد، حيث يكون البعض منا قد واجه صعوبات ليتمكن من الوفاء بوعد اللقاء هذا، من اعتذارات للزوجة مثلا، ومواجهة الزحام المروري حتى لا يتأخر عن موعده، إلى جانب تفويت الخطط الأخرى المحتملة.

ورغم أن المشاكل تظهر في حياة الجميع، إلا إنه إذا كان هذا نمطا مع صديقك المقرب، فيبدو أنه لا يحترم وقتك.

بحسب كاتي بينيت، المؤسس المشارك والمدرب المعتمد في Ama La Vida Coaching، “أنت بحاجة إلى احترام وقت صديقك، وعليه احترام وقتك … ففي كثير من الأحيان، لدينا احتراما أكبر لاجتماعات العمل مع الزملاء من احترامنا لأصدقائنا”.

لذلك عليك أن تضع احترام الوقت من أهم الحدود في الصداقة الحقيقية التي تحظى بها في حياتك، حتى لا تجد نفسك في النهاية مضطر إلى خسارة صديقك بسبب عدم احترامه وقتك، والعكس صحيح.

  • المشاركة

قد يكون صديقك المقرب يعرف كل شيء تقريبا عنك وعن علاقاتك بالآخرين، سواء في الحياة المهنية أو الاجتماعية بشكل عام، فقد يحتاج بعض الناس إلى إخبار أصدقائهم بكل ما يحدث في حياتهم، باعتبار أن العلاقة بالنسبة لهم هي الصداقة الحقيقية فعلا.

إذا كنت ترغب في القيام بذلك، فلا بأس بذلك، ولكنك لست ملزما، يمكنك أن تكون منفتحا أو خاصا بشأن الأمور كما تريد.

وفي الوقت نفسه لا تطلب المعاملة بالمثل من صديقك، فبحسب كاتي بينيت، “عليك أن تسمح لأصدقائك أن يشعروا بالراحة في الاحتفاظ ببعض الأشياء لأنفسهم … فقط لأنهم لا يريدون إخبارك بشيء ما، فهذا لا يجعلهم أقل من صديق، وأنت باعتبارك الصديق المقرب، فإن مهمتك هي ألا تدفعهم إلى ما لا يريدون فعله”.

  • احترام القيم والمعتقدات

الصداقة الحقيقية

أحد الجوانب التي تجعل الصداقة الحقيقية مثيرة للاهتمام، هو حقيقة أنك أنت وأصدقاؤك لستم عادة نسخا كربونية من بعضكم البعض.

لذلك من المهم احترام الاختلافات بينك وبين صديقك المقرب، عليك أن تحترم قيمه وتطلب منه الأمر نفسه.

الصداقة الحقيقية الصحية تسمح لشخصين أن يؤمنا باحترام بأشياء مختلفة جدا، فليست وظيفة الصديق أن يحاول إقناعك بمعتقداته، وبالطبع هي ليست وظيفتك أيضا.

  • عدم الإساءة

نتفق سويا أن الصداقة الحقيقية مبنية على الاحترام ومراعاة شعور الطرف الآخر، وبالتالي عدم الإساءة إليه سواء جسديا أو لفظيا.

لذلك من أهم الحدود التي يجب وضعها في الصداقة الحقيقية هي عدم إساءة أي طرف إلى الآخر بأي شكل غير مقبول، وفي حالة تخطي ذلك الحد والإصرار عليه، عليك إنهاء العلاقة فورا.

  • كيفية تعيين الحدود بمهارة

لكي تخبر صديقك بالحدود التي يجب أن تقوم عليها علاقتكما، ابتعد عن إعطاء قائمة شفهية بتلك الأمور، والأفضل أن تعطيه أدلة بمهارة على ما هو مقبول لك.

على سبيل المثال، إذا كنت لا ترغب في تلقي الكثير من رسائل “واتس آب”، يمكنك ببساطة اختيار عدم الرد على الفور.

خذ وقتا أطول قبل الرد على صديقك، وإذا سألت أين كنت، يمكنك أن تقول مثلا: “آسف ، لا يمكنني عادة مراجعة الرسائل أكثر من مرتين أو ثلاث كل يوم، بهذه الطريقة سيحصل صديقك على تلميح خفي يتبعه تعليمات شفهية.

لنفترض أنك لا تستمتع بالمكالمات الهاتفية بعد عودتك من العمل إلى المنزل، في هذه الحالة إذا رن هاتفك فلديك خيار السماح له بالانتقال إلى البريد الصوتي.

إقرأ أيضا
الحياة

في المرة المقبلة التي تتحدث فيها إلى صديقك، يمكنك أن تذكر شيئا مثل: “أشعر بالتعب الشديد بعد العمل، أنا فقط بالخارج ولا أجيب على الهاتف.. هل يمكنك الاتصال بي قبل العشاء؟”.

ماذا لو زارك صديق فجأة؟ يعتقد بعض الناس أن الأصدقاء يجب أن يكونوا قادرين على القدوم في أي وقت من الليل أو النهار، بينما يفضل البعض الآخر الاتصال بك أولا.

إذا زارك صديق فجأة، استقبله بالطبع، ولكن قل شيئا مثل: “يا لها من مفاجأة! كنت على وشك الذهاب إلى المتجر، اتصل بي قبل أن تأتي في المرة المقبلة حتى أحرص على أن أكون في المنزل”.

في النهاية عليك معرفة أن الحدود تهدف إلى إلى إبقاء الأصدقاء يشعرون بالأمان والراحة في العلاقة، وليس من المفترض أن تكون جامدة أو تسبب التوتر.

لذلك إذا كنت تشعر أن الحدود التي تضعها تدفع صديقك بعيدا، فقد حان الوقت للنظر في حل وسط، فالفائدة الرئيسية من الحدود هي أنه يمكنك الاسترخاء في الصداقة وأن تكون على طبيعتك.

المصادر

(1)

(2)

(3)

(4)

(5)

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان