هل دخل تشارلي شابلن مسابقة تقليده وفشل في الفوز بها؟
-
سمعة
كاتب نجم جديد
تقول الأسطورة أن تشارلي شابلن وجد مسابقة لتقليد مشية تشارلي شابلن وأنه دخل المسابقة بشكله العادي فحصل على المركز الثاني/الثالث/التاسع/العشرين/السابع والعشرين.
هذه الأسطورة من كثرة تداولها يرددها العديد من الناس على أنها حقيقة لا جدال فيها، ورغم تداول الحكاية بأكثر من طريقة وبأكثر من مركز وأن ابن رئيس لجنة التحكيم هو من حصل على المركز الأول إلا أن هناك العديد من الفجوات في هذه الرواية.
في البداية دعنا نتأكد من صحة الخبر نفسه، وبالبحث عن الخبر نجده منشورًا بالصيغة نفسها في عدد من الجرائد الأميركية والإنجليزية وحتى في سنغافورة ونيوزيلندا في المدة ما بين عامي 1920 و1921، نشر الخبر بالصيغة نفسها مع اختلافات طفيفة في المركز الذي حصل عليه شابلن فما بين المركز الثاني حتى المركز العشرين تكرر الخبر مرارًا.
النقطة الثانية التي تدعم هذه الحكاية أنه في الفترة ما بين بداية ظهوره في العام 1914 حتى العام 1940، كانت هناك حمى تجتاح العالم في تقليد شابلن، كان العالم مهووس بشابلن وأفلامه كأحد أهم صناع السينما الصامتة بل وصناعة السينما نفسها، وهناك العديد من المسابقات التي كانت تستهدف تقليد تشابلن وحركته ومشيته وشاربه.
وهناك العديد من الصور التي أخذت من هذه المسابقات فهذه المسابقات ترجح فكرة أنه ربما يكون شابلن قد دخل مسابقة فعلا خاصة بتقليده وخسرها على الأرجح
الخبر المزعوم
يقول الخبر الذي انتشر كثيرا: روى اللورد ديسبورو، الذي ترأس حفل عشاء في النادي الأنجلوسكسوني، قصة طريفة وستظل محل تندر لفترات طويلة. أن الآنسة ماري بيكفورد أخبرت الليدي ديسبورو: “كان تشارلي شابلن ذات يوم في معرض في الولايات المتحدة، حيث كان عامل الجذب الرئيسي هو المنافسة حول من يمكنه تقليد مشية تشارلي شابلن بشكل أفضل. اعتقد تشارلي شابلن الحقيقي أنه قد تكون هناك فرصة له، لذا دخل للعرض، بدون شاربه الشهير وحذائه. لقد كان فشلا ذريعا وجاء في المركز العشرين.
هكذا ينتهي الخبر الذي نشر في باب النميمة في صحيفة ستريس تايمز السنغافورية في شهر أغسطس من العام 1920.
ولكن المصدر الأكثر دقة لهذا الخبر هو الخبر المنشور في شهر يوليو من العام 1920 في جريدة شيفيلد إيفننج تيلغراف والتي نسبت القصة للسيدة ماري بيكفورد والتي كانت مقربة من شابلن بشدة ولكن الأزمة أن هناك نسخا أخرى من الخبر لا تذكر السيدة بيكفورد.
التشكيك
الحقيقة أن قصة دخول شابلن مليئة بالفجوات فمنذ البداية تبدو الحكاية كأنها منقولة من شخص لشخص لشخص كما أن كل هذه الأخبار كانت تنشر في باب الأخبار الطريفة أو قيل وقال أو ما شباهها من أبواب الصحف التي كانت تستند للنميمة في المقام الأول.
النقطة الثانية أنه لا يوجد أي إشارة أخرى لهذه القصة في أي مكان على الإطلاق حتى في كتاب “والدي تشارلي شابلن” الذي ألفه نجل تشارلي شابلن لم يتم ذكر هذا الأمر على الإطلاق رغم أن الكتاب وثق العديد من المواقف الخفيفة والطريفة لشابلن.
وحينما تم سؤال أحد الباحثين في جميعة تشارلي شابلن أكد أنه هذه الحكاية هي أسطور متدوالة ولكن لا يوجد أي دليل حقيقي حولها.
أما القول الفصل في هذا الموضوع فكان من الكاتب جيفيري فانس مؤلف تاب “شابلن: عبقري السينما” فقد أكد أنه هذه الحكاية لا يوجد أي أصل لها من الصحة بل إن شابلن نفسه نفاها في مقابلة تليفيزونية في العام 1966 وأكد أنه في هذه الفترة كان يعمل بجد وطوال اليوم ولم يكن يلتفت لمثل هذه المنافسات بل إن همه الأول وقتها هو العمل بجد حتى يخرج أفلاما جديدة.
شارلي شابلن كان ظاهرة سينمائية استثنائية وربما لم يحظ ممثل وصانع أفلام في تاريخ السينما بمكانة تشبه مكانة شابلن ولا هذه القدرة على التأثير، ذلك التأثير الذي جعل فيلمه “الديكتاتور العظيم” يحقق تأثيرا عظيما لدرجة أن البعض ادعى أن هتلر بنفسه شاهد الفيلم مرتين.. وقد أكد فانس تاب هذا الأمر عن طريق عميل ألماني نازي فر إلى أمريكا أكد أنهم حصلوا لهتلر على نسخة من الفيلم وأنه شاهده مرتين وحده، بل إنه شاهد الخطاب الأخير أكثر من مرة.. ويدعي فانس أن شابلن عندما علم بهذا الأمر قال إنه يرغب في معرفة رأي هتلر في الفيلم.
مصادر
الكاتب
-
سمعة
كاتب نجم جديد