همتك نعدل الكفة
91   مشاهدة  

هل سامح سعد ضاع فعلًا؟

سامح سعد
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أحب أحمد سعد كفنان،  وأستمع لأغنياته كما تستمع مصر كلها لأغانيه، أما على المستوى الإنساني فأنا لا أعرفه سوى من اللقاءات التلفزيونية التي يتحدث فيها، ومن الأخبار التي تطارده عن حياته الشخصية التي لا تدعو أبدًا للحكم عليه إنسانيًا حيث لم نكن أبدًا في الصورة على أرض الواقع بينه وبين أي طرف يشيطنه إن كان بالبرامج أو على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي رمضان لم تنقلب السوشيال ميديا من أجل أحمد سعد بأغنية في إعلان كعادته، بل حول ما قاله مع الإعلامي عمرو أديب والفنانة أصالة في بودكاست “بيج تايم”

فعندما سأل عمرو أديب الفنان أحمد سعد عن أخيه العالم سامح سعد قال:

هو دا اللي ضاع فينا…لو كان طلع فنان كان زمانه كسب أكتير بكتير!!

واستكمل بقية الحوار أن سامح سعد عالم كبير طلب منه أحمد زويل الرجوع إلى مصر، وقد قررالرجوع إليها وإفادة بلده على حساب مصلحته (والفلوس الكتير) فكان عالمًا بأمريكا ومن قبل أمريكا باليابان حيث تقدير العلماء ماديًا، ولكن اختار أن يعود ويعمل بمستشفى 57357 كي يفيد أهل بلده.

ومن يفعل ذلك لن يضيعه الله أبدًا الذي قال في سورة الرعد:

{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}

ولست من هؤلاء الذين يرون أن الفن لا ينفع الناس بكل تأكيد، ولكن ليس معنى تقديرنا للفن أن نبخس العلماء أشيائهم!..كنت أظن أن تحدث أحمد سعد بهذه المساجة عن أخيه في بداية اللقاء (قلشة) سخيفة لم يقصدها، ولكنه استكمل حواره أن سامح سعد عالم كبير تنشر أبحاثه في أهم المجلات العلمية، ثم استطرد قائلًا:

أنا ماعرفش هو اللي بيقولي!

وقال الجملة بشكر غير المهتم تمامًا بما يفعله سامح، بل لم يستطع  تذكر تخصص أخيه، وهو باحث في الفيزياء الحيوية ، وعمل كأستاذ مساعد بجامعة كاليفورنيا، وهو المسؤول الآن عن برنامج بيولوجيا الأورام بمستشفى  57357.

وهذه أقل إنجازات يمكن أن نذكرها في عجالة عن أستاذ سامح سعد الذي كان يستحق من أخيه أن يتحدث عن إنجازاته بشكل أفضل، ولا يقيس نجاحه بقدر ما ادخر من مال، بل ما قاله أحمد سعد جعلنا نعرف حقيقة تفكيره عن نظرته للناس والحياة، فما النجاح بالحياة سوى (شوال فلوس) وغير هذا فهو ضياع للإنسان!

لم يتوقف أحمد سعد عن التحدث باستخفاف، بل استكمل كلامه بأن سامح سعد لديه سيارة متواضعة، وضحك بشكل غريب ساخر وقال أنه بأخر موقف انقذه من مشكلاتها ووجد يده غارقة بالشحم.

لم أتعجب وحدي من أسلوب الفنان المحترم، فردت  الفنانة أصالة وقالت: عن جد..ولا بتمزح؟

فيرد من بين ضحكه: اه والله!…

لا أتدخل بنوايا الناس ولا طبيعة علاقة الفنان بأخيه، ولكن على الفنان مراجعة نفسه قبل أن يفتح فمه، وأن يعرف الفرق بين الهزار والاستظراف!…وأن هناك أمور الخوض فيها يستفز الناس.

الناس المستفزة من عدم تقدير العلماء وأساتذة الجامعات ماديًا بالأخص، وأساتذة الفنون أيضًا حالهم المادي لا يسر أحد-إلا من رحم ربي-وهذا ليس ذنبهم بل ظروف ما نحن فيه ولا نستطيع تغييره وليس لنا من الأمر شيء، فهل نلوم الناس على كونهم علماءً وليسوا فنانين؟…ونتهم مشوارهم في الحياة بالضياع؟

وعامة فمجال الترفيه من فن ورياضة بكل بلدان العالم (فلوسه أكتر) حيث على قدر ما يحقق من مال وعائد على قدر ما يقدر الفنان ولاعب كرة القدم ماديا.

YouTube player

على صعيد آخر تشعلل هذه التصريحات  قلوب الجهال الذين لا يعون أهمية الفن. تندلع الحروب الغبية على مواقع التواصل الاجتماعي وسؤال البيضة ولا الفرخة: هل الفن قبل العلم؟…أم العلم قبل الفن؟…هل الفن أهم أم أن العلم أهم؟

وفي الواقع هذه أسئلة غبية كسؤال البيضة والفرخة بالضبط، فلكل مجال أهمية كي يحدث توازنًا بالعالم الذي لا ينصلح حاله. العلم يطور من تسهيل الحياة على الناس وتطور التكونولجيا وكذلك الطب.  والفن هو المتنفس الذي بدونه سننتحر جميعًا من أعلى أقرب برج، ولنا في فترة الكورونا نموذجًا وقت العزل، حيث فتحنا جميعًا المسلسلات القديمة والأفلام المتاحة ودونها كنا (طقينا)

إقرأ أيضا
الفن التجريدي

المتخلف والجاهل وحده من لا يعي أهمية الفنون ودور القوى الناعمة في تاريخ البلاد المتقدمة، بل أن كل بلد تسعى إلى التقدم تضع رأسها مكان رجلها حتى تنافس البلاد المجاورة في الفن وتصبح من البلاد المؤثرة في هذا المجال وتخلق قوميتها الفنية الخاصة التي تعبر عن هويتها.

اقرأ أيضًا…للاصرار عنوان اسمه محمود البزاوي

تصميم ديكورات الأماكن التي تجلس فيها مع أصدقائك فن، الموسيقى فن، التمثيل فن، الطبيخ يا عزيزي القارىء فن، الرسم فن، الحرف اليدوية فن، و صناعة السينما  فن يستطيع نقل بلدنا نقلة حقيقية لو كان هناك اهتمامًا جادًا بها، بل وهناك بلاد سبقتنا في هذا الأمر وعرفت أهمية صناعة السينما.

لا يستطيع الإنسان العيش دون تذوق ألوانًا من الفنون تهون عليه رحلته بالحياة وتروح عن نفسه؛ لذلك اكتشف الأطباء النفسيون علاجًا حديثًا بالفن لمرضى الاكتئاب والقلق العام وغيره. وأكرر دائما مقولة الفيلسوف الفرنسي البير كامو:

إن طريق الحياة وعر وشاق دون الدين والفن والحب

الموسيقى وحدها تدفع بهرمونات السعادة في المخ وتنفع البشر والحيوانات، ولكن مع الأسف تصر فئة على تحريم الفنون والاستخفاف بالفن ومهاجمة الفنانين، ويأتي الفنان أحمد سعد ليزيد الطين بلة ويستفز الناس الذين يعيشون حياة ضنك ، ويتحدث عن أن الفنان وحده من تلعب معه البلية والعالم في الضياع!…ليته يحذو حذو أخيه عمرو سعد الفنان الموهوب ولا يتحدث دون وعي لما يقول.

إلى الأستاذ سامح سعد شكرًا أنك تركت أمريكا من أجل مرضى السرطان هنا، وأنت وسيارتك ال128 على راسنا ، ولن يضيع من هو مثلك أبدًا.

الكاتب

  • سامح سعد إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان