هل ضروري للفنان أن يتزوج؟

يعتبر الزواج داخل الوسط الفني ليس كأي حدث عابر يحدث آلاف المرات يوميًا .. يعتبره البعض حدثًا يخص الجمهور أكثر ما يشغل أصحاب الشأن نفسهم، وتكون الانطاباعات العامة دائمًا عن علاقات الزواج بالوسط الفني تزخر بالشكوك دائمًا، حيث لا يتمسك اثنين ببعضهما طويلًا، ويكون الانفصال أسرع من المكوك الفضائي .. كما يعيش كثير من الفنانين في حياة اجتماعية تمتاز بالعشوائية وعدم الدخول في الأطار الرسمي الروتيني للجميع .. وحول هذا كتب الفنان محمد كمال المصري “شرفنطح”مقالًا نشرته “موسوعة السينما” عن عدة مجلات وصحف .. بعنوان “تزوج يا فتى الفن” .. وكان لهذا المقال ضجة كبيرة فور انتشاره بالخمسينات، نظرًا لما فيه من انتقادات لاذعة، ساخرة، قاسية لشباب الوسط الفني .. وفيه قال :

هذا موضوع جد حبتين، وربما يظن القرّاء من أهل الفن وغيرهم أنني قد انقلبت شيخًا متصوفًا، ولكن لا بأس من الجد حينًا والتهريج أحيانًا وتحملوني هذه المرة ولن أعود لمثلها أبدًا .. فالموضوع مهم، ومن حق إخواني من شباب الفن أن أتفلسف لهم فيه .. الزواج .. وما أدراك ما الزواج؟! .. يقولون أنه شر لابد منه .. والحقيقة أنه خير للشباب من أهل الفن، فهو ينقذهم من البوهيمية المتطرفة والليالي الحمراء التي آخرتها سوداء .

تزوجوا يا شباب الفن فإن (العزوبية) نعمة وهمية لا تدوم .. تزوجوا لتكملوا النصف الثاني من دينكم قبل أن يضيع النصف الأول .. واختاروا في الزوجة أربعة .. أولها أخلاق 100% لأن الأخلاق خير ما يبقى من الزوجة وهي الركن الأساسي بالزواج .. والثاني هو الجمال بنسبة 60% لأن الجمال الزائد عن الحد يسبب للزوج متاعب الشك والغيرة، ويجعل الزوجة محطًا لعيون الذئاب، وأنتم خير من يعرف الذئاب لأنكم – لامؤاخذة- منهم .. والثالث هو (الأصل) فهو عليه معول كبير، فالمرأة الأصيلة تخشى العيب، وأما قليلة الأصل فلا تتورع عنه ولا تجد فيه شيئًا تلوم نفسها عليه . وقديمًا قالوا : “إذا طلع العيب من أهل العيب مايبقاش عيب” .. والرابع هو شرط أن تكون زوجتك “ست بيت” : اشترط في زوجتك أن تكون “ست بيت” لا سيدة مجتمعات وحفلات وهبابات، فإذا وجدت من تتوفر فيها هذه الشروط، فأسرع بالزواج محافظة على موهبتك وشبابك وصحتك ومالك إذا كان قد بقى لك شيئًا من هذه الأشياء .

ويتلخص تاريخ كل إنسان في أحداث ثلاثة .. الأول هو الميلاد، والثاني هو الزواج، والثالث هو الموت .. أما الأول والأخير فلا خيرة للإنسان فيهما فهو يولد ويموت بقدر مكتوب دون أن يدري متى أو أين أو لماذا .. وأما الثاني فهو الحدث الوحيد الذي يختاره ابن آدم لنفسه . فلا تترك هذه الفرصة الوحيدة في حياتك فقد تكون فيها سعادتك وقد تؤدي بك إلى الثالثة إذا كان حظك سيئًا، وثق أن ما كتبت لك لابد أن تراه ولو هربت منه خلف الستار الحديدي .

إقرأ أيضا

“زفة الإنجليزي في العشة” هل قاد الفضول السوشيال ميديا للخطأ أو الخطأ المتقن ؟

تزوج يا بني لنفرح فيك فكلنا لها، وما دام هذا لابد أن يكون، فليكن مبكرًا لتستطيع تربية من يرزقك الله بهم من الأولاد . تشجّع يا فتى ولا تبال، وابحث عن بنت الحلال بعد قراءة هذا الكلام الفارغ مباشرةً !! وحبذا لو خدمتك الظروف فوجدتها من بلد بعيد كي لا تزورك حماتك إلا نادرًا ، وربما وجدت زوجة يتيمة الأم فيريحك الله شر الحما على طول الخط .. وإذا بُليت بحماة فاخدعها وأظهر لها الحب وأن كنت تريد قتلها، وبذلك تحافظ على سعادتك وحب  زوجتك، فقد قالوا : “لجل الورد ينسقي العليق” ! .. هذه نصيحة رجل مخلص يحب لك الخير فاتبع ما قلت لك، وإذا جرى لك شئ فماليش دعوة بك يا عم !