“صدقني” و بـ”أمانة” هل عدم حلفان المسيحيين يرجع لأسباب عقائدية؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قد لا يحتاج الصدق إلى حجة تسنده ولا إلى قسم لإسناده وهناك الكثير من الحالفين يكون قسمهم كذبًا وبهتانًا لكن المعروف إجتماعيًا عن المسيحيين أنهم لا يحلفون بأي قسم فقط تسمعهم مكتفون بــ”صدقني” وبـ”أمانة” او “يعلم الله” بالطبع قد تكون كثرة الحلفان مرادف للتقليل من كرامة وعدم ثقة الحالفين في نفوسهم في الأعراف المجتمعية وقد تكون لفظة الجلالة المدخلة في تبرير أمور دنيوية تؤدي إلى التهاون باسم الخالق لكن هل عدم حلفان المسيحيين يرجع إلى عقيدة المنع؟.
لا يعتبر ما ورد الوصايا العشر مانعًا لـ حلفان المسيحيين وتلك الوصايا هي أقدم مراجع النبي موسى عليه السلام وهي من أبرز الأثار الموسوية ولذك فإن الوصية الثالثة من الوصايا العشر فيها يحرم الله النطق باسمه باطلًا وكذبًا فحسب ما جاء في سفر “اللاويين” “ولا تحلفوا باسمي للكذب فتدنس اسم الهك لكن ما جاء في الوصاية المقدسة لا يمنع بشكل مباشر من القسم لكنه يشير إلى الحلف بالله باطلًا.
إقرأ أيضًا…
التقية على مذهب حسن البنا “المرشد حين يكذب باعتراف أقرب مقربيه”
وتقول بعض الروايات إن القسم بين الناس كان في أيام المسيح عليه السلام بكرسي الله ومنهم من كان يحلف بأورشليم وبالأرض والهيكل ويفسر الأب فريد صعب المسيحي الماروني والمتخصص في مجال الإعلام مستشهدًا بـ بقسم النبي يعقوب بهيبة أبيه إسحق (تك 31: 53) وقد فسروها أنه اقسم بمن كان أبوه يهابه أي الله. وكان القسم مختلف العبارة كحي هو الرب (1 صم 14: 39) وحية هي نفسك (2 مل 2: 2). وهكذا يفعل الله وهكذا يزيد (1 صم 3: 17 و14: 44 و20: 13 و2 صم 19: 13 و1 مل 2: 23).
هناك بعض المسيحيين يحلفون بالمسيح والعدرا وحلفان المسيحيين في الأيام الحالية اتخذت شكلًا من أشكال العادات الإجتماعية والمواقف اليومية الحياتية المتبعة للتخلص والهروب من تلك الظروف التي تحيط بالإنسان حيث أن هناك أمور معينة تحتاج للتبرير والتأكيد وكثيراً من الأحيان لا يعي الإنسان خطورة هذا إن تحول إلى العادة السيئة التي تؤدي إلى الحلفان الباطل وهنا يجب الكف عن ممارسة الحلفان والقسم بالرب والمسيح والقديسين والأبرار وبالاشخاص الأحياء حسبما يقول الأب فريد صعب.
وهنا لا مبرر من الحلفان في المسيحية إذا كان صدقًا فالله لم يقل لا تحلفوا البته على أن الحلف خطيئة (إنجيل متى 5: 34) وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ وهنا يأتي المعنى ان الحلف لا يتساوى بالكذب أو بالزنى بل هي إشارة للشخص بأن لا يحلف البته بأشياء لا سلطان له عليها.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال