همتك نعدل الكفة
487   مشاهدة  

هل علاقتنا بالشتاء علاقة توكسيك؟

توكسيك
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الشتاء هذا الفصل الذي حير الملايين، ونصب بينهم عداوة وكوميكسات ومناقاشات تصل أحيانًا لاتهام المحب له بعدم الإحساس بالمساكين بالشوارع والحيوانات بحديقة الحيوان وتحميله مسؤولية خرم الأوزون.

وفي الحقيقة الصراع المتكرر مع دخول فصل الخريف وقبل ما يظهر الشتاء الغلبان لم يعد غريبًا بالنسبة لي.

فنحن أصبحنا نتصارع  حول كل شيء؛ عمورة ولا تمورة، الأهلى أم الزمالك، الشتاء أم الصيف…إلخ.

ولكنني صدمت عندما بدأت النكات على موقع فيس بوك تتحول إلى سباب في محبي الصيف مرات ومحبي الشتاء مرات!

كيف وصل الجدال بين محبي الصيف والشتاء للسباب؟

فحتى مع اختلافنا حول فصول السنة يتحول هذا الخلاف لصراع كالصراع الكروي الذي ينتهي بالسباب.

وعلي الاعتراف أن بعض من محبي الشتاء يفضلونه عن الصيف رغم الأذى الذي يتعرضون له منه.

وأنا واحدة من هؤلاء الذين أعتبر علاقتي بالشتاء كالعلاقة السامة (التوكسيك) التي تؤذيني ولكن الحب لا مبرر له.

فلكل محبي الصيف الذين يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف تحبون الشتاء رغم كل نزلات البرد، وكيف تحبون الشتاء رغم آلام الجيوب الأنفية، إليكم الإجابة.

الشتاء بالنسبة لنا رغم كل مساوئه، إلا أنه جزء من نوستالجيا لكل شيء يربطنا باللعب بالشارع تحت المطر.

ويربطنا برمضان عندما كنا نزين بيوتنا ومدخل كل عمارة بزينة رمضان في طفولتنا رغم برودة الجو.

رغم آلام الأعصاب التي نعاني منها مع البرودة، إلا أننا نستمتع بكوب من السحلب الدافىء ينسينا هموم الأعصاب والعالم أجمع.

نتحدى آلام الجيوب الأنفية ونجري كالأطفال تحت المطر، ونستمتع بتنظيف المطر لأحزاننا.

رغم نزلات البرد، نحن نرى في الشتاء حرية؛ حرية مع نزول الأمطار بحرية أيضا من السحاب.

إقرأ أيضا
أشغال شقة

ربما علاقتنا بالشتاء كالعلاقة التوكسك، ولكنها ليست كالعلاقات السامة بين البشر التي تدمر ثقتهم بأنفسهم، ولكنها علاقة تتحدى كل الأمراض التي يسببها الشتاء.

ورغم كل التحديات والنكات التي تتنشر كل عام، نحن لا نتصور حياتنا دون هذا الفصل الذي رغم برودته نستمتع بكل تفاصيله.

حتى الغيوم التي يسخر البعض منا لحبنا لها، فتصحب معها شمسًا مختلفة وقوس قزح وشعور بتجدد الحياة.

نحن نأمل فقط أن تحتمل البنية التحتية وشوارعنا الأمطار، ربما إذا انصلح الحال أعطى الجميع الشتاء فرصة للاستمتع به بشكل مختلف، وخاصة باسكندريتنا الحبيبة التي يعلم الجميع أنها تتحول بالشتاء لمدينة يمكنك الشعور بالدفء فيها رغم البرد، ولكنها مظلومة ببنية تحتية لا تتحمل نوة من نوات الشتاء.

ولقد خلق الله الفصول الأربعة كي لا نمل من جو واحد يتكرر برتابة وملل. وفي الاختلاف بين الفصول الأربعة رحمة لو تعلمون، ولكن يبدو أننا نصر على تحويل كل خلاف لحلبة من الصراع الذي يؤثر بكل تأكيد على استمتاع محبي الصيف لفصلهم المفضل، واستمتاع محبي الشتاء كذلك بفصلهم المفضل.

الكاتب

  • توكسيك إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان