هل قضمت طهران “كعكة” السابع من أكتوبر؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كل العيون والأقلام تتجه إلى العاصمة الإيرانية طهران، ذلك في خِضَم المعركة الكبيرة بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، وفي تقرير نشرته صحيفة “صوت أمريكا” voanews، يقول فيه دبلوماسيون إن القوى الغربية مترددة في اتخاذ موقف صارم مع طهران خوفًا من تفاقم التوترات في الشرق الأوسط مع تطوير إيران لبرنامجها النوور وتقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة .. وتزايدت حدة المخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقًا منذ الهجوم الذي شنّته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر، ومنذ ذلك التاريخ تتبارى آلة القتل الإسرائيلية في حصد الأرواح التي تمثل فئة الأطفال والنساء النسبة الأكبر منها .. فهل لعبت طهران لعبة خطيرة لكنه استفادت منها أيما استفادة؟
في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع في فيينا، أدانت الولايات المتحدة وما يسمى بمجموعة E3 المكوّنة من : (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) عدم تعاون طهران، وعلى الرغم من قولهم إن تصرفات إيران “تجاوزت حدودًا غير مسبوقة”، إلا أنهم أحجموا عن تقديم قرار ملزم.
وقال دبلوماسي كبير تلخيصا للمأزق الحالي “الصورة قاتمة للغاية، لكن الحقيقة في الوقت الحالي هي أنه لا توجد رغبة في إثارة رد فعل في إيران في سياق الحرب في الشرق الأوسط”، وتقول إسرائيل إن المقاومة الفلسطينية اخترقت الحدود العسكرية لغزة لقتل نحو 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة إسرائيلية وأجنبية، وقالت المقاومة الفلسطينية في غزة إن الضربات الانتقامية والهجوم البري الذي شنته إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 15 ألف شخص.
“ضربة خطيرة للغاية”
بدأ اتفاق عام 2015 للحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات في الانهيار في عام 2018، عندما تفاوضت الولايات المتحدة آنذاك مع إيران. وانسحب منها الرئيس دونالد ترامب من جانب واحد وأعاد فرض العقوبات، ولم تنجح الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق حتى الآن مع تعليق المحادثات التي يقودها الاتحاد الأوروبي منذ عام 2022، وقد أظهر التقرير السري الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأسبوع الماضي أن إيران تمتلك الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% ـ أي أقل بقليل من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة اللازمة لتصنيع ثلاث قنابل نظرياً، وقال مصدر دبلوماسي: “هذا مبلغ كبير، خاصة إذا كنت لا تستخدمه في أي شيء”، ونفت إيران مرارا سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وبينما كانت إيران تتباطأ في إعادة تركيب معدات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي فصلتها العام الماضي، فقد سحبت مؤخراً أيضاً اعتماد العديد من مفتشي الوكالة، وبحسب الدبلوماسيين، تأثر ثمانية مفتشين من فرنسا وألمانيا بقرار طهران، وفي وقت سابق من هذا العام، مُنع مفتش آخر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية – وهو روسي – من الدخول، بعد اكتشاف تعديل فني في أجهزة الطرد المركزي أدى إلى وصول التخصيب إلى ذروته عند 84% ، وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، اليوم الأربعاء، إن منع إيران مفتشي الوكالة ذوي الخبرة وجه “ضربة خطيرة للغاية” لقدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة برنامج طهران النووي.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال