هل كان سيد حجاب يملك آلة زمن ليكتب أغاني مسلسل الوسية؟

سيعجز المستمع لأغاني مسلسل الوسية التي كتبها سيد حجاب وسيصاب بالذهول وهو يستمع لكلماتها، سيصبح الإحساس الأقرب أن الراحل العظيم قد ركب مركبة زمان أو آلة للانتقال عبر الزمن وحضر في ٢٠٢٣ و٢٠٢٤ ويصف حالنا بالضبط.

إحساس مرعب ومخيف أن يستطيع سيد حجاب أن يصف زمنا رحل قبله بحوالي ستة سنوات، لكنها “ ياقوة الله حلي في عروقي حلي“.

يفتتح الراحل سيد حجاب كلمته بسؤال منطقي جدا : “مين اللي قال الدنيا دي وسية، فيها عبيد مناكيد وفيها السيد، سوانا رب الناس سواسية“”

في دعوة صريحة للمساواة بين أبناء الوطن الواحد.. حتى أنه يقول “جينا الحياة زي النبات أبرياء لا رضعنا كدب ولا انفطمنا رياء” وكأنه يشاهد حجم الكذب والرياء المطروح حاليا على الساحة الفنية.

“طب ليه رمانا السيف على الزيف”

خد بالك من السيف دي عزيزي القاريء.

ثم يخبرك سيد حجاب بوصفة الحرية الناجعة التي لا يعرفها عمرو دياب ولا أنغام ولا ٩٠٪ من ما يطلق عليهم فناني مصر أو غلمان سيدهم : عيش يا ابن آدم بكر زي الشجر.. موت وأنت واقف زيه مطرحك، ولا تنحني لمخلوق بشر أو حجر “.

ثم يفاجئنا في أغنية أخرى تقول كلماتها ” لابد ترجع مصر حرة وآبية، ومش وسية للخواجة وديونه، ولابد تدي خيرها لأبو جلابية، وأبو بدلة زرقا اللي انحنى من حموله” ايه سفن ايه يا عم سيد، أنت لسه عايش وسطنا بجد وراصد وشايف.

ثم يفاجئنا بعد الحفل الأخير بأغنية يقول فيها ” ابكي ياريح اتحكموا الغرب فينا. – والغرب هنا بالضمة لا الفتحة – ونوحي وطوحينا، غربا في بلدنا واتحكموا الغرب فينا“.

أوبرتنا العظيمة التي أسسها الخديوي اسماعيل منذ ما يقرب من القرنين يدوسها المناكيد.

ثم يكمل علينا راكب آلة الزمن وهو يقول :

إقرأ أيضا

سجل.. أنا مش عربي يا عم الحاج

أختم المقال بأغنيته الأعظم التي أبدع فيها محمد الحلو “آه يا زمن معيوب يا أيام سفيهة”

الله يرحمك يا عم سيد.. رأيت ما لا يراه الأحياء حاليا