هل يؤمن عبدالله السناوي بثورة ٣٠ – ٦؟
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
في البداية أود التأكيد على كامل احترامي للأستاذ عبدالله السناوي واتفاقي معه في كثير من الآراء خاصة تلك المتعلقة بالحريات وفتح المجال العام للمناقشة وإبداء الرأي ومن هذا المنطلق أبدي رأيي في مقاله الذي جاء عنوانه: زيارة أحمد فؤاد الثاني.
اقرأ أيضًا
لماذا أصابت زيارة جلالة الملك فؤاد الثاني الناصريين بالتسلخات؟
لست ملكية ولا ناصرية فبحكم الميلاد، ولدت بعد زوال الاثنين وبحكم التجربة فأنا من الجيل الذي حصد ما زرعته ثورة يوليو ٥٢ وأسقط مبارك في ثورة ٢٥ يناير ثم عاد وثار على حكم الإخوان في ٣٠ يونيو ، لذلك ليس عندي من العواطف أو الايدولوجيات ما يحرضني على مقالك دون عقلانية ولقد وجدته في مجمله يصلح أن يكتب في الستينات حيث كانت الملكية شبحًا يهدد اشتراكية الضباط الأحرار.
في مقال “زيارة أحمد فؤاد الثاني” استشهدت بما كشفه هيكل في كتابه سقوط نظام الذي أجاب فيه عن سؤال: لماذا كانت ثورة يوليو ١٩٥٢ لأزمة؟
وبحكم أن ما أسست له دولة ٥٢ قد زال فأجد أن المناسب أن ننتظر منك كتابًا ربما يحمل العنوان نفسه سقوط نظام “تاني” لتجيب لنا عن السؤال الجوهري الذي يهمنا اليوم وهو لماذا كانت ثورة ٢٥ يناير لازمة؟ لكن كما يبدو يا أستاذ عبدالله أنك تعيش وسطنا لكن في زمن آخر ترفض أن تغادره وكأنك لست معنا وكأن ثورات لم تقم وكنت فيها شاهد عيان.
من مقال عبدالله السناوي عن أحمد فؤاد الثاني وزيارته إلى مصر (لم يتقلد أبداً منصب «مليك البلاد» حتى يوصف بالسابق!).
رغم أنني كبرت وأنا أعرف أن المطرب الكبير محمد منير هو الملك ولم يكن لقبه هذا سببًا لإزعاج أي من الملوك الحقيقيين، ورغم أن المصريين لقبوا أنفسهم بالألقاب التي أسقطتها ثورة يوليو، فهذا بيك وذاك باشا ولم يتضايق أحد أيضا، فمابالك بمن منحه رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي جواز سفر دبلوماسي مكتوب في خانة المهنة فيه :ملك مصر السابق! هو ملك ابن ملك ولو كان سابق ومع ذلك ضايقك أن يلقب بلقب أبوه ومن خلفوه.
حظيت احتفالية نقل المومياوات باحتفاء محلي مصحوب بفخر كبير ناهيك عن الأثر العالمي للفعالية، إلا أن نفر صغير خرجوا علينا يتهموننا ويتهمون النظام بالمبالغة في الاحتفاء بتاريخنا المصري القديم مرتابين وقلقين على تاريخ مصر الإسلامي أو العربي، وكأن تقدير مرحلة أصيلة من التاريخ تعني بالضرورة إنكار مرحلة أخرى وهم على ذلك اتخذوا موقفك من انتقاد احتفاء المصريين بالملك فؤاد الثاني والذي وصفته في مقالك بالاحتفاء الزائد ولقد ادهشني سؤالك المتشكك حول اللغة التي تحدث بها الملك إلى مُضيفيه الذين وصفوه باللطف وكأن ذلك يضايقك أيضًا بينما يبدو طبيعيًا أن يفقد أي إنسان اللغة بالهجرة ما بالك لو غادر رضيعًا، وبالرغم من ذلك يمكنك الرجوع إلى لقاء وائل الإبراشي بالملك أحمد فؤاد الذي أعلن فيه باللغة العربية إيمانه بثورة الثلاثين مِن يونيو وكيف كان يصحح لأصدقاءه في الخارج -وفق قوله- أن ما حدث في مصر لم يكن انقلابًا بل استطاع المصريون والجيش انقاذ مصر من كارثة وقصد بها حكم الإخوان.
غالبا ما يشد المصري عوده بتاريخه العريق والغني مستعينا به على حاضره المتعثر فغدى تقديس التاريخ حرفة المصريين والذي أصبح الملك فؤاد الثاني جزءًا منه لذلك فلا غرابة ولا اندهاش.
نحن تجاوزنا مبارك فمتى تتجاوز ناصر
من دواعي الدراما في الفترة التي نعيشها أن يعاني المصريون بعد ثورتين من تركة ثقيلة سببتها قيم بالية أسس لمعظمها الرئيس جمال عبد الناصر بقصد أو دون قصد حتى في خلق الطبقة المتوسطة (الداجنة) من رحم الدولة ففشلت حتى يومنا في في قيادة المجتمع كونها ابنة للدولة والعين متعلاش عن الحاجب.
ومن دواعي الدراما أيضًا أن أقرأ في ٢٠٢٢ عن فشل الملك فاروق في انقلاب أبيض وفق وصف السناوي في مقاله حيث خذلته بريطانيا ما قد يفتح بابًا ليس هنا مجاله أيضًا عن دور المملكة المتحدة في وجود عبد الناصر نفسه وعن إعادة تعريف ثورة يوليو، الحقيقة يا أستاذ عبدالله كان استذكارك للتاريخ على النحو الوارد في مقالك فعلًا بعيدا جدا عن اللطف مجتزأ تريد به أن تسلب الرشد من الجميع إلا عبد الناصر!
النهج الذي انتهجه ملك مصر فؤاد الثاني يؤكد إقراره بكرهه للسياسة التي يعتبرها السبب الوحيد في ماساة عائلته ولقد تجاوز هو أيضًا عزه وضياع عرش أبيه واندمج بالفعل في حياته متحليا بمرونة تستحق التقدير على الجانب الإنساني وقد اختار الظل مبتعدا عن الشبهات في زمن أدرك أيضًا أنه انقضى بزمن جديد وجمهورية جديدة لا تعتبره خصمها
وحال كنت ترى الحفاوة الخاصة التي حظي بها الملك مبالغًا فيها فكيف يمكن أن يكون موقفك لو أنه نال فرصة للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي واصطحبه في نزهة إلى العاصمة الإدارية الجديدة ربما حينها تدرك اننا في دولة ٣٠ يونيو.
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة