هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الاعلامين والصحافيين؟
في العام 2013 تخرجت زهرة في كلية بلاد الشام في سوريا، وبدأت في شق طريقها المهني في عالم الصحافة، 10 سنوات قضاتها الفتاة الثلاثنية في مجال الإعلام، لتنتج مواد إعلامية، ولكن بعد تطور الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي نراه في عصرنا الحالي، جعلها تتخوف على مستقبلها الذي تراه فيه نوع من الضبابية.
«الذكاء الاصطناعي عم بيتطور يوم بعد يوم وفي دول عملت مذيع آلي مثل الأردن هذا الشيء عم بيخوفنا على مستقلبنا بعض الشيء ولكن بشوف أنه لن يمتلك روح المذيع أو ينتج بعض التقارير التي تحتاج إلى اللمسة الإنسانية».. ترى الفتاة الثلاثنية أنه رغم تطوره لكنه لن يستطيع أن يقلل فرص العمل في الإعلام كما هو منتشر نظرًا إلى وجود بعض المشاعر التي يقدمها المذيع أثناء تفاعله مع الأخبار أما هو سيكون مجردًا من تلك المشاعر.
مذيع آلي
خلال الأسبوع الماضي، أعلنت قناة رؤيا الأردنية عن المذيع فريد أول مذيع يعمل عن طريق الذكاء الاصطناعي وتمت برمجته للتحدث باللغتين الأنجليزية والعربية، ولم يكن هذا الخبر إيجابيًا بالنسبة لبعض طلاب الإعلام والخرجين في العديد من الدول.
وتقول جيهان محسن، طالبة في كلية الإعلام جامعة بنها بالعام الدراسي الأخير، إن تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبح يهدد مجال الإعلام، وجعلها تخشى أن تتخرج وأن تصبح بدون عمل.
ووافقها في الرأي معتز محمد الطالب في العام الأخير في كلية الإعلام، بقوله أن الذكاء الاصطناعي تطور خلال الفترة الماضية وبدأ في ظهور مذيعين آليين ولكن مع ذلك لن يتمكنوا من أن يحلو محل الإعلامين البشر بالشكل المطلوب.
وفي يوم 14 مارس 2023، أوضحت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن معدلات التضخم بلغت خلال الربع الثاني من العام المالي 2022-2023 نحو 7.2%.
وأوضحت دراسة حديثة أجرتها شركة كاسبرسكي، أن 44% من الموظفين في مصر قد أبدو مخاوفهم من فقدان وظائفهم لصالح الروبوتات.
وفي العام 2019 أصدرت شركة الاستشارات المهنية الأمريكيّة ماكنزي، دراسة توقعت فيها أنَّ 800 مليون عاملٍ على مستوى العالم سيفقدون وظائفهم بحلول عام 2030، كما سيتم استبدالهم بالأنظمة الآليّة.
وسيحتاج نحو 357 مليون شخصٍ لتعلّم مهاراتٍ جديدة وتغيير وظائفهم إلى وظائف مطلوبة في سوق العمل، ومن بينهم الصحافيون.
وفي دراسة آخرى صادرة عن المعهد السويدي لتقييم سوق العمل وسياسة التّعليم أنّ عشرات المهن ستختفي قريبًا، وستبرز الحاجة إلى مهن أخرى، وفقا لمتطلبات سوق العمل.
وما يثبت حديثهم هو التطور الكبير للذكاء الاصطناعي هو تطبيق ChatGPT الذي أطلق في نوفمبر 2022، الذي تمكن من الحصول على شهرة واسعة بعد استطاعته إجراء محادثات مع البشر واقتراح العديد من الإجابات في آن واحد.
واعترف طلاب من جامعة كارديف في 9 أبريل 2023، أنهم تمكنوا من كتابة المقالات باستخدام تطبيق ChatGPT و حصلوا على تقييمات عالية للمقالات المكتوبة.
وأوضحت جامعة كارديف في طلب حديث ضمن نظام حرية المعلومات أنه خلال فترة التقييم في يناير 2023، كانت هناك 14443 زيارة إلى موقع ChatGPT على شبكات WI-FI الخاصة بالجامعة، في حين لم تكن هناك أي زيارات مسجلة قبل ذلك بشهر واحد.
الذكاء الاصطناعي والدور الإنساني
وتقول حنين الوحش صحافية يمنية:«إن الذكاء الاصطناعي لن يتمكن من الاستمرار طويلًا نظرًا إلى أنه لن يتمكن من تأدية دور الإنسان كما ينبغي ففي حالة وقوع حدث يذهب الإعلامي والصحفي لتغطيته ومعرفة كافة ملابساته وجوانبه، أما الريبورتات فلن تتمكن من ذلك»
وتُضيف حنين الوحش:«الذكاء الاصطناعي يقوم بحل البيانات بشكل أسرع من الإنسان يقوم بإعداد محتوى بشكل آلي لكن لا يقدر أن يحل محل الإنسان.. الإنسان له طريقة تفكير معينة طريقة تفكير إبداعية يقدر يبتكر.. لكن يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تطوير أنفسنا بتقنيات وأدوات تساعدنا على إنتاج مواد إعلامية أكثر دقة»
محكاه الأداء البشري
ومن جانبه، يقول الدكتور فتحي شمس الدين، أستاذ الاذاعة والتلفزيون وخبير الإعلام الرقمي، إن الذكاء الاصطناعي في بعض تعريفاته هو محكاه الأداء البشري للقيام ببعض المهام بصورة متكررة.
ويضيف الدكتور فتحي شمس الدين، في تصريحات خاصة «للميزان» أن العديد من العلماء يروا أن الذكاء الاصطناعي يهدد الكثير من الوظائف وليس فقط وظائف الإعلام:«نجد أن هناك نمط يدعى إعلام الركود والذي عبارة عن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أداء المهام الإعلامية من كتابة إسكربت للتصوير لغيره»
ويتابع أستاذ الاذاعة والتلفزيون وخبير الإعلام الرقمي:«الذكاء الاصطناعي يمثل خطرًا على مهنة الإعلام نظرًا لاستطاعته للقيام بكافة المهام الذي يقوم بها الإعلامي»
يوضح الدكتور فتحي شمس، أن هناك العديد من الصحف والبوابات الإلكترونية الكبيرة والمؤسسات الإعلامية المشهور تقوم باستخدام نمط الركود الإعلامي، كما أن هناك العديد من الدول التي بدأت في استخدام المذيع الآلي مثل أستراليا وأمريكا والصين وغيرها.
يؤكد أستاذ الإذاعة والتليفزيون وخبير الإعلام الرقمي أن المستقبل القريب سيشهد اختفاء للعنصر البشري بصور كبيرة أمام الذكاء الاصطناعي والركود الإعلامي.