هل يستحق “العتاولة” إنتاج جزءِِ ثانِِ في رمضان 2025؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
انتهى مسلسل العتاولة .. وانتصر الخير على الشر، وبدا الأمر وكأن هناك صدمات كبرى فيما يخص توقعات النهاية لكل شخصية، ذلك بالنسبة لجمهور العمل .. لكن وعلى كل حال، أنهى المسلسل السباق الدرامي الرمضاني 2024 كحصان رابح بامتياز، أو على وجه الدقة قد حقّق “العتاولة” نجاح أضخم من التوقعات المنتظرة قبل رمضان 2024 .. وكانت شخصياته مكوّنًا رئيسًا للوجدان الجماهيري العام طوال الشهر، واشتهرت كل شخصية بلزمتها على حدة، وذلك نجاح خاص يفوق النجاح العام للمسلسل .. كما اشتهرت عبارات تكررت في المسلسل وأنتشرت كالنار في الهشيم من خلال متباعات السوشيال ميديا، والأهم من ذلك نجاح المسلسل على مستوى الشارع والمقهى .. وتلك حالة أقرب لأن تكون مكتملة الأركان، لكن يظل سؤال مفتوحًا على مصراعيه، وذلك بعد الإعلان الرسمي، هل يستحق العتاولة جزء ثاني؟
أولًا وقبل الإجابة المباشرة عن هذا السؤال، يجب أن نسأل سؤالًا يحمل نوعًا من الوجاهة لكونه من أولويات الأسئلة التي يجب أن نسألها إذا طرحنا فكرة عمل جزء ثاني لمسلسل ما .. هل جاء “العتاولة” أصلًا بفكرة جديدة؟ .. الحقيقة إن نجاح “العتاولة” اعتمد بنسبة كبيرة جدًا على الطرح الجديد لفكرة موجودة من الأساس، حيث الخير والشر في صراعات الحواري وأزمات تجار الآثار والسلاح واللصوص .. لكن المختلف في العتاولة هي الكتابة الرشيقة المعاصرة والإيقاع السريع والحوار المتميز، وعلى مستوى الإخراج فقد شاهدنا جميعًا على خلال شهر كامل عين جديدة على مستوى الصورة التي أثنى عليها النقاد والشريحة الأكبر من الجمهور .. فيما يعني أننا أمام طرح جديد لقضية قديمة متجددة، لن تفنى الدراما المصرية منها ولن تنتهي … فهي الخَلطة الأقرب لمزاج المصريين، أو هي اللعبة المضمونة ومبدأ السلامة عندما يقرر المنتج إمضاء العقود .. وكذا هي الخلطة التي نشأ عليها معظم الفنانين العاملين حاليًا بالوسط الفني، أي هي الإرث الفني الذي يرى فيه معظم الفنانين أنفسهم .. حيث بطل الخير فريد شوقي، وبطل الشر عادل أدهم، والحسناء سهير رمزي .. وغيرهم من اللاعبين على أوتار الحارة منذ حارة نجيب محفوظ وما قبلها وما بعدها، وما كان “العتاولة” إلا خط في جدارية كبيرة للحارة السَكَندرية التي هي جزء من الدارما السَكندرية على الخصوص والمصرية على العموم.
باختصار، فإن صناعة جزءًا ثانيًا من العتاولة محض مغامرة من أصحاب العمل، خصوصًا بعد تقفيل ملفات الشخصيات إما بالموت أو بالتوبة النصوحة، ومجرد إقتراح جزء ثاني لاستثمار نجاح الجزء الأول يمكن أن يعرض نجاح الجزء الأول لخطر، وما حدث من إعلان رسمي عن الجزء الثاني من العتاولة يضع المؤلف هشام هلال، والمخرج أحمد خالد موسى في تحدي كبير للغاية، أو إن شئنا نقول فخ كبير، إما سيقعون فيه، أو سيخرجون منه بنجاح باهر، وغير موقع، كما حدث في الجزء الأول، والأيام وحدها ستجيب عن سؤال المقال.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال