هيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف .. حدث بالفعل في الإسماعيلية

لا أعرف ماذا حدث في مدينة الإسماعيلية الجميلة الراقية في العام الأخير، عشت فيها لسنوات منذ ١٩٩٥ وحتى ٢٠٠١ وزرتها لمرات عديدة حتى ٢٠١١ ثم انقطعت لظروف خاصة حتى جاءت الأخبار منذ ٢٠٢١، رجل يقطع رأس أخر في شارع عام في الإسماعيلية، عريس يعتدي على روسه ليلة الدخلة في الشارع في الإسماعيلية، ٥ متهمين يقتلون صديقهم بعد حفل تعذيب في عزبة البهتيني في نفس المحافظة، وفي زيارة أخيرة للمدينة الساحلية منذ عدة شهور أفزعني التغير الرهيب في نسيج سكانها وتنظيم شوارعها وكأن غزاة ما مروا من محافظات أخرى ليسكنوا عروس القنال.

لكن كل هذا “كوم” وما حدث مؤخرا يا عزيزي القاريء “كوم” أخر، وبعد قرار أصدره وزير الأوقاف بمنع صلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان في المساجد بسبب الاجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، وهو الأمر الذي أثار غضب الكثيرون خاصة مع امتلاء الخيم الرمضانية حتى أخرها بازدحام يعجز الفيروس ذاته عن استيعابه، وكذلك نهاية الاجراءات الاحترازية في عموم بر مصر التي يندر أن ترى فيها كمامة واحدة في المواصلات أو الهيئات الحكومية – فقط شركات الاتصالات والبنوك ومداخل المولات -، خاصة أن التداخل والازدحام في التهجد لن يصل أبدا لمثل ذلك الزحام.

ورغم تقبل الكثيرون لهذا القرار على مضض، وأداء صلاة التهجد في المنزل، وقيام البعض الأخر بتقليد الصحابة الأوائل في الصلاة في دار الأرقم بن أبي الأرقم سرا خوفا من وزارة الأوقاف، ظهرت الإسماعيلية لمرة جديدة كنجمة مشاكل القطر المصري.

قرر السيد وكيل وزارة الأوقاف في المحافظة ارسال المشايخ للمرور على المساجد للتأكد من عدم إقامة صلاة التهجد، كسابقة أولى في التاريخ المصري والعربي والإسلامى لوجود لجنة للأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.

فقط فعل مشايخ المدينة الساحلية هذا وتناقلت مواقع الأخبار صورتهم مبتسمين سعداء أمام باب كل مسجد مغلق.

ويحضرني هنا سؤال لكل شيخ معمم ظهر في صور الأخبار : “تنفيذ أوامر الدولة واجب، لكن الشو – مشيها شو علشان الرقابة – الزيادة اللي انتوا عملتوه ده ميخليكش مكسوف من نفسك يا مولانا منك ليه؟”

وكل سنة وأنتم طيبين

إقرأ أيضا

ما الذي يعطي الألعاب النارية ألوانها المختلفة؟

ملحوظة : عقب نشر المقال وصلتني الأنباء المؤكدة حول ممارسة كل المحافظات لما فعلته عروس القنال ليصبح الجيمع في الهم شمال