همتك نعدل الكفة
3٬967   مشاهدة  

“هيباتيا”.. الفيلسوفة التي قتلها الجهل

هيباتيا الرئيسية


يحفل التاريخ بالأحداث و الشخصيات التي تميزت بالعلم و الذكاء، ولكن عاش بعضهم في معاناة فظيعة بسبب الجهل والتخلف، وقد كان هناك فيلسوفة لها قصة من أقوى القصص، هي ” هيباتيا ” التي تخصصت في الفلسفة الأفلاطونية المُحدثة، كما تُعد أيضًا أول إمرأة في التاريخ يلمع اسمها كعالمة رياضيات.

وُلدت هيباتيا في عام 380م، في مدينة الأسكندرية، التي كانت تحت الحكم الروماني آنذاك، وهي من أصول يونانية والدها هو ” ثيون ” عالم الرياضيات اليوناني الشهير، وهو أيضًا أخر أمناء مكتبة الإسكندرية الكبرى، ولذلك لقد أعتنى كثيرًا بتعليم أبنته وأعطاها عُصارة خبرته التي قد كان أكتسبها، وعندما بلغت العشرون عامًا أرسلها إلى أثينا وروما من أجل أن تدرس العلوم والفلسفات المختلفة، وعندما عادت هيباتيا من رحلتها العلمية إلى مصر بدأت تعلم المصرين كل ما تعلمته حيث التف حولها الكثير جدًا من الشباب، واصبحت بالنسبة لهم مثل أعلى ورمز من رموز العلم والحكمة والفضيلة، لذلك كانوا يحترمونها و يظهرون لها كل التقدير، كما أنها تميزت أيضاً بجانب علمها بالجمال الأنوثة الساحرة، وقد وقع في غرامها الكثير من تلاميذها، وطلب العديد منهم الزواج منها، ولكنها كانت دائمة الرفض حيث وهبت حياتها بأكملها للعلم فقط، وعلى الرغم من أن معظم كتب التاريخ تُفيد بأنها لم تتزوج قط، إلا أنه كان هناك شائعات تدور حول زواجها من الفيلسوف “ايزودور السكندري”، ولكن الحقيقة أنها ظلت عذراء حتى مماتها، كما عُرف عنها الخلق الحسن والعفاف والشرف، وكانت تتميز بالتواضع الشديد وكانت لا تحب الظهور والأضواء.

هيباتيا

أعمالها العلمية: 

من أهم إضافات هيباتيا العلمية هي رسم الأجرام السماوية، وأيضاً اختراع الهيدروميتر، وهو عبارة عن جهاز لقياس السائل النوعي، وقد تحدث عنها المؤرخ الكنسي سقراط قائلاً في كتابه ” تاريخ الكنيسة “: “كانت توجد فتاة في الإسكندرية تُدعى هيباتيا، وهي ابنة الفيلسوف ثيون، كانت بارعة جدًا في تحصيل كل العلوم المعاصرة مما جعلها تتفوق على جميع الفلاسفة المعاصرين “، كما نالت هيباتيا احترام وتقدير شديد من ” أورستوس “حاكم الإسكندرية، ولهذا السبب ذاع صيت هيباتيا في الإسكندرية بشكل كبير.

موت هيباتيا: 

غضبت الكنيسة بسبب التفاف الناس والمثقفين حول هيباتيا، وفي نفس الوقت دب خلاف شديد بين أورستوس حاكم الأسكندرية و بين الكنيسة المصرية، وتحديدًا الأسقف ” كيرلس “، لذلك قام الأخير وبعض الرهبان المستفيدون من الجهل و الفوضى، والذين كانوا يخافون من قوة و نفوذ و علم هيباتيا، بعدما إلتف حولها الكثير من الشباب المسيحيين والذين كانوا يقتنعون بشدة بأفكارها التي كانت تراها الكنيسة أفكار كافرة وشيطانية، لذلك كان الحل الوحيد بالنسبة لهم هو التخلص منها بشكل نهائي لكي يضمنوا أن تكون عقول الناس دائمًا تحت سيطرتهم وأيضًا من أجل إضعاف الحاكم أورستوس وإضعاف نفوذه، فقاموا بإستغلال بعض أولئك الذين لهم ولاء للكنيسة وكانوا تحت سيطرتهم باسم الدين، وقاموا بتحريضهم على قتل هيباتيا، وهُنا حدثت جريمة بشعة حيث قاموا بتتبعها وهي عائدة إلى منزلها من إحدى ندوتها العلمية وقاموا بسحلها وقاموا أيضًا بنزع ملابسها حتى أصبحت عارية تمامًا من أجل أن يُسلخ جلدها أثناء السحل وقاموا بسلخ ما تبقى من جلدها بالأصداف إلى أن صارت جثة هامدة، ثم قاموا بإحراق جثتها.

هيباتيا

إقرأ أيضا
مكافحة التيفود - فاطمة المتسولة

وهكذا أصبحت هيباتيا رمزًا للعلم أمام الجهل والظلام، وستظل على الرغم من موتها رمزًا لقوة العلم أمام هؤلاء الذين يسيطروا على عقول الناس بالجهل باسم الدين، وهم كاذبون يدّعون التدين من أجل أن يحصلوا على رغبتهم المريضة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
21
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان