“وثائق بخط اليد” خطة تحركات ثورة 23 يوليو كما كتبها عبدالحكيم عامر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كل مصر في يوم ثورة 23 يوليو سنة 1952 م، كانت تتساءل وتقول «كيف قامت الثورة على يد الضباط الأحرار ؟ ، ومن هم أصلاً الضباط الأحرار ؟».
اقرأ أيضًا
آمنة مهران .. حكاية أم تاجر مخدرات أرسل لها جمال عبدالناصر خطابًا
لم يعرف أحد كيف قامت ثورة يوليو إلى حين أن سمحت الدولة المصرية بخروج الوثائق المتعلقة بتحركات الجيش المصري لإحداث أكبر تغيير في التاريخ.
التليفونات ممنوعة
في المقام الأول ركزت خطة الضباط الأحرار على منع استخدام التليفونات، وأوكلت إلى فصيلة السيارات المدرعة مهمة التحفظ علي مصلحة التليفونات، وأعطت الخطة تعليمات عسكرية شديدة الأهمية والسرية بشأن المطلوب اعتقالهم تأميناً للحركة، وتم تكليف فريقين من الضباط تصحبهما سيارتان مدرعتان من سلاح الفرسان؛ مع إقامة حصار من الواحدة والنصف صباحًا للمنطقة التي تشمل بوابة العباسية وبوابة مدخل سلاح الصيانة وبوابة رقم 6 من قشلاقات العباسية والطريق الموصل من حدائق القبة إلى إدارة التجنيد وكوبري المترو أمام المستشفى العسكري العام وتقاطع الخليفة المأمون بشارع نادي سبورتنج.
شارك سلاح الفرسان في حركة الضباط الأحرار بفصيلين من الدبابات من أجل تأمين مطاري مصر الجديدة وألماظة، وفصيلة سيارات مدرعة وفصيلة من كتيبة المشاة الثالثة عشر للتحفظ على دار الإذاعة منذ الرابعة صباحًا، وفصيلة دبابات مع سرية من كتيبة المشاة الثالثة عشر لاحتلال رئاسة الحدود ابتداء من الساعة الخامسة صباحًا.
دور مجدي حسين
وطبقاً لتلك الوثائق كلفت الخطة الضابط مجدي حسين الموجودة بثكنة الحدود في الجبل باحتلال اللواء الأساسي في مبنى قسم القاهرة؛ كما تم تكليفه بتأمين مركز تدريب المدفعية سد طريق مصر الجديدة وهايكستب وقفل طريق السويس في اتجاه الكيلو 4.5 وتسيير دوريات بين ميدان الجولف ومعهد الصحراء إلى أن يتم لفصيلة من كتيبة مدافع الماكينة الثانية وفصيلة مدرعات من سلاح الفرسان الاستيلاء على رئاسة الجيش.
يوثق جمال حماد “مؤرخ الثورة” في مقالاته بمجلة روز اليوسف، أن الخطة العامة حددت تشكيلاً احتياطيًا مكونًا من إحدى وحدات مدفعية الميدان وكتيبة المشاة 13 وكتيبة دبابات فضلاً عن بقية سلاح الفرسان الموجودة في أماكنها.
اقرأ أيضًا
مع حامد وعائلته .. قصة مشروع محو الأمية في عصر جمال عبدالناصر
أعطت الخطة اهتماماً بشبكة المواصلات اللاسلكية فخصصت عربة بجهاز لاسلكي لرئاسة الجيش وأخرى لسلاح الفرسان وثالثة مع البكباشي يوسف صديق ورابعة مع الكتيبة الثالثة عشر وخامسة مع رئاسة المدفعية، على أن تقدم كل مجموعة من هذه المجموعات تقرير كل ربع ساعة إلى رئاسة الجييشي منذ ابتداء العملية حتى العاشرة من صباح ثورة 23 يوليو
رؤية الضباط للإخوان في الحركة
وأوكلت الخطة بعد الانتهاء من الحركة إلى جمال عبدالناصر عقد مؤتمر برئاسة أركان حرب الجيش وبعبد الحكيم إعلان السياسة العامة وبكمال حسين الإجتماع بالمستشارين الألمان وبزكريا محي الدين أن يكون أركان حرب العملية كلها، ونصت الخطة على إنشاء شبكة لتلقي المعلومات العسكرية تتولاها المخابرات الحربية وأخرى لتلقي المعلومات المدنية وتتولاها الصحف والإخوان المسلمين لمعرفة جميع التطورات.
وأوضحت الخطة أن إخطار القوات المسلحة المصرية المرابطة بفلسطين يتم بعد إذاعة بيان الراديو بنجاح الحركة؛ كما نصت أنه بعد نجاح الإنقلاب تطوف دوريات من الاحتياط في السابعة صباحًا بالقاهرة مكونة من الدبابات والسيارات المدرعة وبطارية مدفعية وسرية مشاة مخترقة شارع المكلة نازلي “رمسيس حإلىا” وميدان المحطة وشارع ابراهيم باشا “الجمهورية حإليا” وميدان الأوبرا، وكان على قوات الكوردون المضروب توجيه جميع الضباط من رتبة بكباشي وما يعلوها من رتب والغير مرغوب فيهم ضباط إلى صالة السينما بإداره التدريب الحربي في رئاسة الجيش.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال